Mon | 2022.Nov.14

السُّبُل القديمة


«قِفُوا عَلَى الطُّرُقِ وَانْظُرُوا، وَاسْأَلُوا عَنِ السُّبُلِ الْقَدِيمَةِ: أَيْنَ هُوَ الطَّرِيقُ الصَّالِحُ؟ وَسِيرُوا فِيهِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ »

أربعة أمور يطلبها الرب مِنَا: أولاً الوقوف، ثم النظر، ثم السؤال، وأخيرًا السير.

لماذا نقف؟ لأن الأمر يحتاج إلى الوقوف لمراجعة الماضي، وهل كان سيرنا فيه حسب فكر الرب؟ وهل تبعنا الرب تمامًا، كما تبع “كالب بن يفنة” الرب؟ وما أحرانا ونحن واقفون أن يقول كل منا: «اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيًّا» ( مز 139: 23 ، 24).

وإذا ما أقنعنا الرب أن الحياة التي نحياها ليست مطابقة تمامًا لإرادته، وليست حسب مسرة مشيئته، حينئذٍ نبتدئ أن ننظر إلى الطرق الكثيرة التي أمامنا، لأنه «تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ» ( أم 14: 12 ؛ 16: 25). فإذا لم نستطع أن نميز الطريق الصالح، بقى أمامنا أن نسأل عن السُّبُل القديمة. نعم، السُّبُل القديمة التي سار فيها الأتقياء المُخلصون، وهم يحتملون الآلام والضيقات، تابعين الرب في كل يوم، مفتقدين إخوتهم، وكارزين بالإنجيل للخطاة، مُضحين في ذلك براحتهم، ومُنكرين أنفسهم.

ثم بعد ذلك إذ عرفنا الطريق الصالح، لا يبقى أمامنا سوى السير فيه إذا ما رغبنا أن نجد راحة لنفوسنا. والرب ـــــ له المجد ـــــ يقول لنا: «اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ» ( مت 11: 29 ). وهو الذي ترك لنا مثالاً لكي نتَّبِع خطواته، إذ جال يصنع خيرًا، ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس. فإذا ما سِرنا في آثار خطواته، في وداعة وتواضع وخضوع لمشيئة الآب، فلا بد من أن نجد راحة لنفوسنا.

كاتب غير معروف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6