Mon | 2022.Nov.07

المتكإِ الأولِ


«مَتَى دُعِيتَ مِنْ أَحَدٍ إِلَى عُرْسٍ فَلاَ تَتَّكِئْ فِي الْمُتَّكَإِ الأَوَّلِ، لَعَلَّ أَكْرَمَ مِنْكَ يَكُونُ قَدْ دُعِيَ مِنْهُ»

ثمة طرق شائعة لاحتلال المتكإ الأول ـــــ مكان الصدارة ـــــ ولكن أكثر هذه الطرق ذيوعًا هي أن نحاول شق طريقنا، مع إزاحة الآخرين جانبًا. على سبيل المثال: أخ يتكلم دائمًا وبسرعة بحيث لا يدع للآخرين مجالاً للكلام؛ هذا الأخ يفعل هذا مثلاً لمحاولة إزاحة الآخرين جانبًا، واحتلال المتكأ الأول. أخت تُحاول أن تلفت الأنظار في مجال خدمة النساء داخل الاجتماع .. وهكذا. كذلك ثمة طريق آخر، وهو التباهي والتفاخر؛ فعندما نحكي للآخرين عن الأمور الحسنة التي فعلناها، وعن الخدمات التي تمَّمناها، فواضح أننا نريد أن نحتل المكان الأول في أذهان السامعين. معظمنا يتجنب التفاخر المفضوح، ولكننا نلجأ إلى طرق مُقَنَّعة. ففي معرض حديثنا عن نقطة معينة، نعرج على اختبار شخصي محض، يَنسِب إلينا فضلاً ومجدًا. وبذلك نكون قد أخذنا المتكأ الأول ... مثل هذه الطريقة، تؤدي إلى احتلال مركز الصدارة.

ولكن علينا ألاَّ ننسى، أن مكان الصدارة الذي تؤدي إليه هذه الطرق، هو مكان مؤقت ينتهي بانتهاء عمر الإنسان: خمسون أو ستون سنة. لكن عندما يأتي المُضيف، الذي قد دُعينا منه، شخص الرب يسوع المسيح، سندهش عندما نرى إخوة، شغلوا مكان الاتضاع، مُمَجَّدُون ولهم المدح والكرامة، بينما إخوة، كانوا يشغلون المتكئات الأولى، في مرتبة أدنى.

قد لا نكون مُمَجَّدِين في هذه الحياة، ولكن علينا أن نتذكر هذه الكلمة الأكيدة: «لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ» ( لو 14: 11 ).

فأيهما نبغي أكثر: مكان الكرامة أمام الناس، أم مكان الكرامة يومئذ مع الرب؟

أ‌. ه. كروسبي



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6