Wed | 2022.Nov.23

خطايا الماضي


«أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا»

كان يمشي بهدوء ويحمل على كتفيه خمسين أو ستين عامًا، ويسند بيمينه عصًا على كتفه تعلقت في طرفها الخلفي، قدر من الفخار مليئة بالحساء (السليقة) الساخن. وعند منعطف في الطريق اصطدمت القِدر بحائط منزل فكُسرَت وانسكبت السليقة على الأرض. وسار الرجل بهدوء. لم يلتفت إلى الوراء. كأن شيئًا لم يحدث على الإطلاق. ولاحظ هذا المشهد شخص آخر كان يقف على الطريق، فأسرع نحو هذا الشيخ واستوقفه قائلاً: أما تلتفت إلى الوراء؟ فقال الشيخ بهدوء والابتسامة على شفتيه: لماذا التفت إلى الوراء؟ القدر انكسرت، والسليقة انسكبت، وليس في طاقتي أن أسترجع شيئًا.

هنا صورة صغيرة. لكن فيها درسًا عميقًا. فالماضي انتهى وأصبح في خبر كان. ومهما كانت الأماني التي تمنيناها فلا سبيل إلى استرجاع الماضي. قال واحد: إنني أوّد أن أعطي ألف غد في مقابل أمس واحد. هكذا كانت أمنية شخص تمثلت أمامه حماقات أمسه. لكن هيهات أن يعود يوم مضى. والأمس فرصته انتهت وانفضت!

هل لك ـــــ أيها القارئ العزيز ـــــ أمس توّد أن يُشطب من حساب عمرك؟ إن الشيطان يريد من كل قلبه أن يصطاد قلبك بفخ الزمن. إنه يريد أن يقتنص يومك بفخ أمسك. يريد أن يخطف حاضرك بماضيك، وغرضه الكبير أن يجعل غدك الأبدي مشدودًا إلى آثام أمسك القريب أو البعيد. إنه يشغل قلبك بآثام الماضي، حتى لا يتفتح قلبك على الرجاء المبارك والنصيب المقدس الصالح في ربنا يسوع المسيح.

أيها العزيز: إن «يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ» ( عب 13: 8 ). وقيمة وكفاية دمه ذات مفعول أبدي يحسم مشكلة ماضيك وحاضرك. تعال إلى صليب الجلجثة وسلِّم حياتك وكل شيء لمصلوب الجلجثة فإنك ستجد فيه “مُخلِّصًا” من كل قلق وخوف وهم وتعب، ويملأ قلبك بيقين الخلاص الشامل من كل آثار الخطية.

هـ. هـ. سنل



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6