Wed | 2022.Nov.09

أنا أُريحُكُم


«اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي ... فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ»

يتكلَّم الرب هنا عن نوع آخر من الراحة، فإن الرب يُعطينا الراحة الأولى عند إتياننا إليه «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» ( مت 11: 28 ). بعد ذلك يمنحنا النوع الآخر من الراحة كل يوم حال كوننا حاملين نيره مُتعلمين منه من جهة السلوك بالوادعة والتواضع.

إن مَنْ انتبه إلى حقيقة حاله كمذنب إلى الله، ومستحق لغضبه الأبدي يخاف ويرتعب ويسأل: «مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟» ( أع 16: 30 ). ولا يقدر أن يستريح حتى يتوب ويأتي إلى المسيح. هذا هو النوع الأول من الراحة. ولكنه لا يزال بعد ذلك في العالم الذي يُشبه البحر المضطرب. لأن الذين يتبعون المسيح أثناء رفضه يصبحون في حالة سيدهم المرفوض؛ أي أن العالم الشرير يرفضهم ويضطهدهم.

وواضح أننا لا نستطيع والحالة هذه أن نعيش يومًا واحدًا دون أن تحدُث أمور كثيرة تُكدرنا. لا بل قلوبنا نفسها لا تدعنا نستريح، لأنها تشتهي أشياء كثيرة مما لا تقدر أن تحصل عليه، ومما لا يجوز لنا الحصول عليه. ومن ثم يلزمها أن تتدرب وتتنقى لكي تكف عن اشتهاء ما هو على الأرض، ولكي تطلب ما هو فوق. وعلى ذلك جاء قوله هنا:«اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ». فنير المسيح عبارة عن خُضوعه الكامل وطاعته الكاملة لمشيئة الآب. ونحن أيضًا نتعلَّم منه أن نخضع لمشيئة الآب، ونرى يده تُرتب كل أُمورنا المُرَّة والحلوة على السواء. ونعلم يقينًا، أن جميع الأشياء تعمل معًا لخيرنا ( رو 8: 28 ). وهكذا نجد راحة لأنفسنا، ونحن في طريقنا للوجود مع المسيح حيث هو الآن. وهذا النوع الثاني من الراحة.

بنكرتن



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6