Sun | 2022.Nov.20

نُقرَة مِنَ الصخرَةِ


«أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ، وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ

ما أكثر ما يتكلَّم الكتاب المقدس عن الله باعتباره الصخرة! كما أن الصخرة ترمز للمسيح. وإننا نستطيع أن نقف على الصخر في محضر الله، في أمانٍ تام وطمأنينة كاملة. وفي خروج 33: 18-23 لا نجد موسى يقف على الصخرة، بل يضعه الله بنفسه في نُقْرَةٍ من الصخرة. وليس ذلك فحسب، بل يضعه الله في النقرة، ثم يُغطيه ويستره بيده.

ألا تُشير هذه الصورة ـــــ وجودنا في النقرة مستورين بيد الله ـــــ إلى مركزنا في المسيح يسوع؟ والذي وهبنا هذا المركز هو الله نفسه «وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً» ( 1كو 1: 30 )، «وَلكِنَّ الَّذِي يُثَبِّتُنَا مَعَكُمْ فِي الْمَسِيحِ، وَقَدْ مَسَحَنَا، هُوَ اللهُ» ( 2كو 1: 21 ).

فنحن المؤمنين لا نُرى بعد في آدم الأول الساقط. وكما أن موسى وُضع في نُقْرَةٍ من الصخرة، هكذا نحن اُتحِدنا مع المسيح، وهكذا وَجدنا مكانًا قدام الله، الذي يُغطينا ويسترنا بيده. إنه عمل الله بالكامل. والله هو الذي أوجد النُقْرَة لموسى، لكي يضعه في الصخرة. وأليس «نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» ( أف 2: 10 ).

هذه الصخرة المنقورة لم تكن فقط الملجأ الحصين، والمكان الآمِن، بل كانت أيضًا المصدر الذي أمدَّ الشعب بالماء طيلة مسيرة البرية «هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ» ( خر 17: 6 ). نهر ماء يجري ليُروي ظمأ وعطش الشعب. ومن الصخرة جرت مياه حية. إنه المسيح؛ الصخرة التي ضُرِبَت بقضيب عدل الله، وبآلامه وكفارته انفتح أمامنا بابًا واسعًا لا يفرغ من البركات «أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: ... مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».

جيمس إسحق



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6