Sat | 2022.Nov.05

كتاب الكتب


«فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ، يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ»

لا يوجد مثل الوحي. إذا استطعت أن تضع يدك على مجلد مكتوب من ثلاثة آلاف سنة مضت، ماذا تجد؟ بقية أثرية عجيبة. شيء يجب أن يوضع في المتاحف جنبًا إلى جنب مع الموميات المصرية، وليس له أية ملائمة لنا أو لوقتنا، مستندات بالية، كتابات عاطلة، لا تصلح من الوجهة العملية لنا، ولا تشير إلا إلى حالة من الأمور قد انقضى دورها من أمد مديد.

أما التوراة أو بالحري “كل الكتاب” فهو كتاب اليوم. إنه كتاب الله الخاص وإعلانه الكامل. إنه صوته متكلمًا لكل واحدٍ منا. إنه كتاب لكل عصر ولكل صقع ولكل طبقة ولكل حالة، للعظماء وللأدنياء، للأغنياء وللفقراء، للعلماء والجهلاء، للكبار والصغار. إنه يتكلم بلغة بسيطة لدرجة أن الطفل يستطيع أن يفهمها، ومع ذلك عميقة لدرجة أن أعظم جبابرة العقول لا يستطيع أن يسبر غورها.

أكثر من هذا، فإنه يتكلَّم إلى القلب مباشرة ويمس أعمق ينابيع كياننا الأدبي، وينزل إلى جذور الفكر والشعور المُخبأة في النفس. إنه يكشفنا تمامًا. وبالجملة، فإن كلمة الله كما يخبرنا الرسول المُلهم: «حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ» ( عب 4: 12 ).

ثم لاحظ اتساع دائرته العجيب. إنه يتناول بدقة وقوة، تلك الطبائع والعادات والمميزات التي لزماننا، مثلما يتناول تمامًا، تلك التي نقابلها في أوائل عصور الوجود البشري. إنه يُظهر تآلفًا تامًا بالإنسان في كل طور من أطوار تاريخه.

يا له من امتياز أن نحصل على مثل هذا الكتاب! أن يكون بين أيدينا إعلان إلهي! أن يكون لنا اتصال بكتاب كل سطر فيه بوحي من الله! أن يكون لدينا تاريخ عن الماضي والحاضر والمستقبل، مُعطى بطريقة إلهية! مَنْ يستطيع أن يقدِّر امتيازًا كهذا، تقديرًا صحيحًا؟

ماكنتوش



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6