Sun | 2022.Nov.13

يُجرَّب من إبليس!


«ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ »

بعد أن مُسِح يسوع بالروح القدس، أصبح مستعدًا لبدء خدمته. ولكن ككل خادم لله، كان عليه أن يُجرَّب أولاً. كان عليه أن يواجه العدو الأعظم، الشيطان. والشيطان يستعمل طريقتين حتى يُبْعِد إنسان الله بعيدًا عن طريق الطاعة، إما أن يضع على الطريق أشياء مُرعبة (وهو ما فعله الشيطان فعلاً مع المسيح في جثسيماني، حيث وضع أمامه الأهوال الرهيبة التي كان سيتعرَّض لها لو استمر في طريق طاعة الآب)، أو أن يغريه بما يمكن أن يعمله له، لو سار في طريق الشيطان السهلة (هكذا هو يُصَوِّرها للإنسان).

والمسيح كإنسان واجه الشيطان، بل إنه واجهه كإنسان في منتهى الضعف، ولم يقدر الشيطان عليه. ولقد أراد المسيح أن يُعلِّمنا أن الضعف المستند إلى قوة القدير هو أقوى من كل قوى العدو. والشيطان جَرَّبَ المسيح لمدة أربعين يومًا، وهذه التجارب لم تُسَجَّل في البشائر، بل سُجِّلت فقط التجارب الثلاث الأخيرة: الأولى: «قُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا»، وهي تجربة جسدية. الثانية: «اطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ (مِنْ فَوْقَ جَنَاحِ الْهَيْكَلِ)»، وهي تجربة دينية. الثالثة: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا (جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا) إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي»، وهي تجربة عالمية.

لقد أَسْقَطَت الحية القديمة آدم الأول في جنة عدن، بشهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ( 1يو 2: 16 )، إذ لم يتمسك الإنسان الأول بكلمة الله. ولكن شكرًا لله، إذ انتصر الإنسان الكامل في البرية على الحية القديمة ( رؤ 20: 2 ) بقوة كلمة الله عينها.

وكما كان مع داود خمسة حجارة مُلس التقطها من الوادي، وهزم بواسطتها جليات جبار الفلسطينيين ( 1صم 17: 40 ، 49)، وهو رمز واضح للشيطان؛ هكذا المسيح هنا لم يستخدم من أسفار موسى الخمسة، سوى السفر الأخير؛ سفر التثنية، واستخرج كل ردوده على الشيطان مِن هذا السفر؛ سفر الطاعة والبركة ( تث 8: 3 ؛ 6: 13، 16).

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6