Mon | 2022.Nov.21

اللهُمَّ اشفِهَا


«فَصَرَخَ مُوسَى إِلى الرَّبِّ: اللهُمَّ اشْفِهَا»

نتعلَّم من يعقوب 3: 6، 8 أنَّ اللسان “عَالَمُ الإِثْمِ”، وهو عضو لا يستطيع أحد من الناس أن يُذلِّـله، وهو شرٌّ لا يُضبط مملوٌ سُمًّا مُميتًا. ليس فقط لسان الآخرين، لكن لساني ولسانك. وهاك عيِّنات من الأشياء التي تقولها ألسنتنا: الكذب والحلف والافتخار والسخرية والنميمة ... إلخ.

إننا نقرأ عما حدث من موسى وهارون ومريم (عد12). أخّان وأخت من عائلة واحدة، وليس ذلك فقط بل هم عائلة قيادة الشعب. لقد ظـهر الحسد في مريم وهارون، فتكلَّما ضدَّ موسى. والأرجح أن الكلام كان سرًّا، وفي أذن هارون ( لو 12: 3 )، ولكن الرب سمعه (ع2 قارن 11: 1). ودعنا نتذكَّر أنه لا توجد همسة ننطق بها، أو حتى ما زالت في ألسنتنا، إلا والرب يعرفها تمامًا ( مز 139: 4 ).

الحجّة الظـاهرية في الانتقاد كانت الزوجة الكوشية التي أخذها موسى، لكن الحقيقة أنَّهما حسدا مركز موسى (ع2)؛ مع أنَّ هارون كانت له واجبات فوق العادة كرئيس الكهنة، ومريم كانت نبية. ولقد ظـهرت وداعة موسى في هذه المناسبة. ونلاحظ أنه في كل مرة كان يُهان مجد الرب، كان يشتعل غضب موسى بشدة، وهو غضب مقدس، لكن عندما أُسيء إليه هو شخصيًا فإنه لم يغضب، بل ولم يحاول تبرير نفسه! لكن الرب هو الذي دافع عن عبده الأمين، فجمع ثلاثتهم إلى خيمة الاجتماع، ثم دعا الاثنين المذنبين فتقدما وحدهما. ومن العقاب الذي أوقعه الرب على مريم، يتضح لنا بشاعة الذنب في نظر الرب. لقد ضُربت مريم بالبرَص. وكانت الكلمة الوحيدة التي خرجت من موسى، هي كلمة التوسل لأجل أخته: «اللهُمَّ اشْفِهَا»!

إنه أصحاح محزن في تاريخ الشعب، يحدثنا عن مذمة واغتياب، يصدران من القادة (ع1)، فتكون النتيجة مزدوجة: يحمى غضب الرب (ع9)، وتتعطل مسيرة الشعب (ع15)! ليتنا نتعلم أن نطرح “الْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ” ( 1بط 2: 1 ).

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6