Fri | 2022.Nov.04

الناس كأشجار


أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ»

يمثل الرجل الأعمى في “بَيْتِ صَيْدَا” حالة التلاميذ في ذلك الوقت. وعندما أحضروا الرجل الأعمى إلى الرب يسوع «أَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ»، وبذلك فصله عن أفكار الناس، مثلما أدار ظهره، قبل هذا، للفريسيين ومَن معهم ( مر 8: 13 ). وخارج القرية، تعامل الرب معه، وأجرى المعجزة على مرحلتين، وهي المرة الوحيدة، التي حدث فيها هذا. ونتيجة للَّمسة الأولى «أُبْصِرَ (الرجل) النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ» (ع24). لقد رأى، ولكن بشكل غير واضح. لقد عرف أن الأشياء التي رآها كانوا رجالاً، ولكن كانوا أكبر كثيرًا من الحجم الطبيعي.

وهكذا كان الحال مع التلاميذ؛ لقد كان الإنسان عظيمًا في نظرهم. وحتى في نظرتهم للرب نفسه، كانت بشريته تحجب ألوهيته عن عيونهم. وكانوا يحتاجون للمسة ثانية، مثل الرجل الأعمى، قبل أن يروا كل شيء بوضوح «ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضًا عَلَى عَيْنَيْهِ، وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحًا وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيًّا» (ع25). كان وجود ابن الله في وسطهم بالدم واللحم أول لمسة وصلتهم، ونتيجةً لهذا بدأوا يُبصرون. وعندما مات وقام وارتفع إلى المجد، وضع لمسته الثانية عليهم بسكب الروح القدس (أع2). عندئذٍ رأوا كل شيء بوضوح. فهل لنا أن نطلب بلجاجة أن لا تكون رؤيتنا قصيرة أو غير واضحة، لئلا نكتشف أن الأشجار الضخمة، التي نظن أننا نراها، هم مجرد بشر ضعفاء، صغيري الحجم يمشون.

وعندما شُفيَ الرجل الأعمى «أَرْسَلَهُ (الرب) إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ، وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ» (ع26)، كما أن الرب نفسه انسحب إلى “قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ” وهي أقصى مدينة في شمال أرض إسرائيل، وقريبة جدًا من حدود أرض الأمم. وواضح أنه بدأ يسحب نفسه وكذا شهادته عن نفسه أنه المسيا، عن الشعب الذي أصابه العمى، وبالأكثر عن قادتهم العميان.

ف. ب. هول



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6