Sun | 2022.Nov.06

فاضَ قلبي


«فَاضَ قَلْبِي بِكَلاَمٍ صَالِحٍ. مُتَكَلِّمٌ أَنَا بِإِنْشَائِي لِلْمَلِكِ»

إنه لمن المهم جدًا أن نُهيء قلوبنا ونفوسنا ليخرج منها ما عبَّر عنه المًرنم: «فَاضَ قَلْبِي بِكَلاَمٍ صَالِحٍ. مُتَكَلِّمٌ أَنَا بِإِنْشَائِي لِلْمَلِكِ. لِسَانِي قَلَمُ كَاتِبٍ مَاهِرٍ». إن كل مشغولية القديس هي بالملك، وما هو عليه في ذاته. وهكذا ينبغي أن تكون مشغوليتنا كلها، بما هو عليه المسيح في ذاته. نحن عُرضة لأن ننشغل بالبركات التي قد أغدق بها علينا في نعمته، لكن موضوع مشغولية المُرنم هنا، ليس ما عمله الملك، بل ما هو عليه في ذاته، هو الأمر الذي يتوقف عنده متأملاً. ويا لغبطة القلب الذي يجد كل سروره في المسيح الذي يستحق هذه المشغولية!

«فَاضَ قَلْبِي بِكَلاَمٍ صَالِحٍ» ... كلمة “فَاضَ” هنا تعنى “غليان” أو “فوران”. وأخشى أننا غالبًا ما لا نكون في هذه الحالة. إنه لشيء عظيم حقًا أن يكون قلبنا فائرًا بمحبة المسيح، فائضًا بها. ولكننا غالبًا، بدلاً من أن نختبر ذلك، نكون في حالة تجمد بعيدًا جدًا عن نقطة الغليان، في مقياس تكريسنا للمسيح. إن ما يقصده “بِكَلاَمٍ صَالِحٍ” هو ما قد لمسني أنا شخصيًا من صفات الملك، ما عرفته عنه. ليس ما أخذته منه، بل ما رأيته فيه، وما هو بالنسبة لي. إنها المكانة التي في نفسي لهذا الشخص المُبارك.

لقد اختارت مريم التي من بيت عنيا أن تكون معه، وقد جلست عند قدميه تسمع كلامه. فلقد كانت أشواقها أن تكون بالقرب منه. وقد ميَّزتها العواطف تجاه سَيِّدها، فاختارت أن تجلس عند قدميه. وقد تشبعت بشخص المسيح.

وهل كانت تعوزها الفطنة؟ كلا، ولم تكن تسعى إلى ذلك. ولكنها عندما كسرت قارورتها الثمينة المليئة بالطيب الخالص، على شخصه الكريم، قال الرب عندئذٍ «اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ» ( يو 12: 7 ). لقد خشيت ـــــ بفطنة عظيمة ـــــ ألا تُتاح لها فرصة أخرى لتعمل ما عندها.

و. ت. ولستون



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6