Mon | 2011.Feb.21

محاكمة الابن

إنجيل مرقس 14 : 53 - 14 : 65


تقليد العدالة
٥٣ فَمَضَوْا بِيَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ.
٥٤ وَكَانَ بُطْرُسُ قَدْ تَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَاخِلِ دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَانَ جَالِسًا بَيْنَ الْخُدَّامِ يَسْتَدْفِئُ عِنْدَ النَّارِ.
٥٥ وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةً عَلَى يَسُوعَ لِيَقْتُلُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوا.
٥٦ لأَنَّ كَثِيرِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ زُورًا، وَلَمْ تَتَّفِقْ شَهَادَاتُهُمْ.
٥٧ ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُورًا قَائِلِينَ:
٥٨ «نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنِّي أَنْقُضُ هذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَادٍ».
٥٩ وَلاَ بِهذَا كَانَتْ شَهَادَتُهُمْ تَتَّفِقُ.
هوذا، الابن
٦٠ فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فِي الْوَسْطِ وَسَأَلَ يَسُوعَ قِائِلاً:«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟»
٦١ أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتًا وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ:«أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟»
٦٢ فَقَالَ يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ».
٦٣ فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ:«مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟
٦٤ قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟» فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ.
٦٥ فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ:«تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ.

تقليد العدالة (مر14: 53ـ59)
مفاهيم عديدة في محاكمة يسوع انتهكت الناموس اليهودي المعاصر ـ وأكثر صورة بارزة كانت اجتماع المجلس الأعلى لليهود(السنهدريم)أثناء الليل في دار رئيس الكهنة (بدلا ًمن قاعة الاجتماعات الرسمية لهم)علي الفور قبل احتفال رئيسي مثل عيد الفصح. الطلب الاتفاقي للشهادة(الأعداد55ـ59)يظهر استخفاف بالحكم السليم. التفسير الأكثر قبولاً لكل هذا هو أن الحكم الخاطئ قد تم إقراره بالفعل في رأي المجموعة الرئيسية للمجلس الأعلى(السنهدريم). كانت الطرق القانونية(الشرعية)التي تم تجاهلها بالقصد حتى يتم تنفيذ الحكم على يسوع سريعاً. لكن بالرغم من إدعائهم الكاذب، وجهودهم عديمة الفائدة لإثبات شهادة تثبت جرمه، لم يقدروا أن يعلنوا أن يسوع مذنب. لقد علق أحد مفسري العهد الجديد على هذا ساخراً(منتقداً): "حتى وهو كأسير ـ وبالمؤامرات البشرية المدبرة جيداً ضده ـ لا يمكن تشويه سمعته". وكما كانت الحالة في أيامه، هكذا ستكون الحالة عبر التاريخ.

هوذا، الابن (مر14: 60ـ65)
أصبح رئيس الكهنة فاشلاً جداً لأن يسوع ظل صامتاً إلى أبعد الحدود(الأعداد60ـ61). يكشف صمت يسوع ليس عن مجرد خطة قانونية(شرعية)حكيمة(مثال: "حقوق الالتزام بالصمت) بل بالحري براءته(إش53: 7). عندما نطق(تكلم) في النهاية، أجاب بكل تأكيد عن سؤال رئيس الكهنة معلناً حقاً أنه ابن "المبارك" (عبارة يهودية مكتوبة غير مباشرة لاسم الله، الذين يهابون نطقه). تعلن النصوص مثل(مز 110: 1؛ دا7: 13)عن "الابن" كشخص إلهي بالكامل ومرتفع جالس عن يمين العظمة(عدد62). بالتوافق مع شهادة مرقس، فقط داخل سياق الكلام، أثناء معاناة ومحاكمة يسوع تصبح هويته الآن مكشوفة تماماً بالكامل(مر8: 31، 9: 30، 10: 33-34، 45). بالنسبة لرئيس الكهنة وجمهور الحاضرين، هذا الإعلان يُنشئ تجديفاً على الله وبهذا يُدان يسوع ويُحكم عليه بأنه شخص "يستوجب الموت"(عدد64).

التطبيق

يحمل التاريخ شهادة لمحاولات عديدة لإدانة يسوع. شكراً لله لأجل تدعيم الكنيسة وشهادتها للإنجيل. ليتك تصلي أن تستطيع أن تحمل الشعلة للجيل القادم. ظل يسوع أميناً في محاكمته. سيأتي الوقت حينما نقف جميعاً أمام "الابن المبارك" لننال استحقاق ما فعلنا(2كو5: 10). هذا تحذير للبعض، ورجاء أكيد للآخرين، لكن دعوة للجميع بالصبر(عب10: 35-39).

الصلاة

أشكرك أيها الآب السماوي لأجل "ابنك المحبوب" الذي جاء متواضعاً وعاش أميناًً، حتى في أصعب آلامه. امنحني أن أثق وأعتمد على عمله الكامل للخلاص والنمو فيه، وساعدني حتى أصبر بالإيمان إلى النهاية. في اسم يسوع أصلي. آمين.

Feb | 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31


أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6