Sun | 2011.Feb.20

الفشل (ثانية)

إنجيل مرقس 14 : 43 - 14 : 52


قصة القبض القاسية
٤٣ وَلِلْوَقْتِ فِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ أَقْبَلَ يَهُوذَا، وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ.
٤٤ وَكَانَ مُسَلِّمُهُ قَدْ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً:«الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ، وَامْضُوا بِهِ بِحِرْصٍ».
٤٥ فَجَاءَ لِلْوَقْتِ وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ قَائِلاً:«يَا سَيِّدِي، يَاسَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ.
٤٦ فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ.
٤٧ فَاسْتَلَّ وَاحِدٌ مِنَ الْحَاضِرِينَ السَّيْفَ، وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ.
كلهم ـ رسبوا في الامتحان
٤٨ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي!
٤٩ كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ مَعَكُمْ فِي الْهَيْكَلِ أُعَلِّمُ وَلَمْ تُمْسِكُونِي! وَلكِنْ لِكَيْ تُكْمَلَ الْكُتُبُ».
٥٠ فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا.
٥١ وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ، فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ،
٥٢ فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا.

قصة القبض القاسية(مر14: 43- 47)
يقدم مرقس ـ أحد كُتَّاب الأناجيل الأربعة ـ قصة القبض القاسية على يسوع. لم يذكر أي أسماء سوى يسوع ويهوذا. شخصية الرجل الذي كان ممسكاً بسيفه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة، والمتضرر(عدد7)، والرجل الذي هرب عارياً(الأعداد 51 ـ 52) كلهم بلا أسماء، لكن بعض الأناجيل تخبرنا بأن الذي كان معه سيف هو بطرس وأن المتضرر كان اسمه ملخس. كثير من الأحداث الموجودة في الأناجيل الأخرى لم تذكر أيضاً، ربما لينقل الخطوة الحرجة للأحداث التي كانت تحدث. يلعب يهوذا دوراً هاماً لا يمكن إنكاره. مكانة يهوذا في "دائرة يسوع الداخلية" أعطت أعضاء المجلس الأعلى لليهود (السنهدريم) السريين: معرفة عن يسوع؛ وأين يوجد وخدماته، وكل هذا أساسي في تحديد يسوع ويعطيهم القدرة على إتمام مهمة القبض عليه والتحرك بسرعة وبهدوء. بينما مرقس لم يحدده، أفعال بطرس المتهورة في(العدد 47)(متبوعة بتوبيخ يسوع القاسي في يو18: 11) تظهر مثالاً آخر لفشل التلمذة.

كلهم ـ رسبوا في الامتحان(مر14: 48- 52)
هذا الموضوع من فشل التلمذة ـ أساسي جداً في إنجيل مرقس ومُقدم في هذه الفقرة الخاصة بواسطة يهوذا وبطرس ـ يصل إلى ذروته في(العدد50)"عندئذ تركه الجميع وهربوا"، فكلمة "الجميع" تم تأكيدها أكثر في اللغة اليونانية وذلك بوضعها في نهاية الجملة. الجميع شربوا من الكأس(عدد23)، الجميع تعهدوا بالموت معه(عدد31)، والآن تركوه، وهربوا ..... كلهم. الآن أصبحت القيامة هي الرجاء الوحيد في تغيير الأشياء المحبطة(من أجلهم وأيضاً من أجلنا). ولكن يد الله المسيطرة ما زالت تشرف على كل الأشياء كما يجيب يسوع، "ولكن هذا يحدث إتماماً للكتاب"(عدد49). كملاحظة جانبية لدينا بطريقة شيقة أول مثال مسجل "مندفع" في التاريخ الكتابي(الأعداد 51ـ52). وكما لاحظنا سابقاً لا يمكن معرفة هويته بالتحديد لكن فيما بعد أعطى هذا الشرف للبشير مرقس. لو أن في الواقع ـ هذه هي الحالة، يمكن أن تفهم لماذا كان ممنوعاً من تحديد هويته هنا.

التطبيق

يكشف(يو12: 4ـ6) يهوذا كشخص لا يمكن أن نثق به كأمين "صندوق" للتلاميذ. ولأنه تُرك دون مراجعة، كان هذا موضوع وقت فقط قبل أن تنمو هذه الخطية "الصغيرة"، السرقة التافهة، وتصل إلى بيع سيده بثلاثين من الفضة. دعونا نحترس من أن نلقى بذور هذه الخطايا الصغيرة وإلا سنحصد الحزن والندم .... أو شيء ما أكثر(عب3: 12-13). أشكرك اليوم يا أبي السماوي من أجل رجاء القيامة الذي يقدمه يسوع في لحظات فشلنا الخاصة.

الصلاة

يا رب قلبي عنيد ويميل إلى الانحراف. امنحني مخافتك الصحيحة من الخطية ورجاءً قوياً في الانتصار. أنت وعدت بكل هذا لمن يثبت في الإيمان. في اسم يسوع.آمين.

Feb | 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31


أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6