Mon | 2022.Jul.04

الحديد يطفو!


«وَقَعَ الْحَدِيدُ فِي الْمَاءِ. فَصَرَخَ وَقَالَ: آهِ يَا سَيِّدِي! لأَنَّهُ عَارِيَةٌ!»

جدير بالملاحظة، أن هذا التلميذ لم يعتبر أليشع أعظم من أن يزعجه بهذا الحادث التافه، بل بالأحرى، ومن منطلق أمانته وإحساسه العميق بالخسارة، وثقته في تعاطف سَيِّده معه، أخبره في الحال. وتبدو من قوله: «آهِ (وا أسفاه) يَا سَيِّدِي! لأَنَّهُ عَارِيَةٌ!»، أنه اعتبر خسارته نهائية، وليس ثمة أمل في علاجها، ولو بمعجزة. والدرس المُستفاد واضح: فحتى ـــــ لتخجيلنا ـــــ لو لم يكن لدينا إيمان في إظهار الله قوته لحسابنا، فمن واجبنا وامتيازنا في آن، أن ننشر أمامه ما يزعجنا. وحقًا: لا شيء صغير أمام محبته. ولا شيء كبير أمام قدرته.

وفي هذه الحادثة درسٌ يُعلِّم المؤمن كيف يسترد بركات فقدها. ألا يوجد بين قرائنا، البعض ممن لم يعودوا يتمتعون بالحرية التي اختبروها سلفًا في صلواتهم؟ أو لم يمسوا يشبعون بقراءة الكتاب المقدس كما كان دأبهم؟ ألا يوجد البعض ممن فقدوا سلامهم ويقينهم، وهم مهمومون للغاية لكونهم قد حُرمُوا من التمتع بهذه البركات؟ إن كان ذلك كذلك، فسيهمس الشيطان في أذنك: “الخسارة لا تُعَوَّض ومُتَعَذِّرٌ اسْتِرْدَادُها، وعليك بالنوح والبكاء إلى نهاية أيامك”. ولكن هذه واحدة من أكاذيبه المتعددة. والفقرة التي أمامنا تصف كيف يمكن معالجة الموقف: (1) عرِّف سَيِّدك بعلة حزنك ( 2مل 6: 5 )؛ انفتح بحرية وصراحة عليه. (2) دع سؤاله: «أَيْنَ سَقَطَ؟»، يفحصك ( 2مل 6: 6 ). امتحن نفسك. واعتبر من الماضي. وعيّن المكان أو النقطة حيث انقطعت البركة. واكتشف السبب الشخصي وراء كل خسارة روحية، واحكم على ذاتك معترفًا بفشلك، ولا تلقِ باللوم إلا على نفسك. (3) ساعد نفسك باستخدام وسائل ووسائط الشفاء، وألقِ العود أو الخشبة أو الشجرة ( 2مل 6: 6 )، أي أطلب بركات صليب المسيح ( 1بط 2: 24 ). (4) مد يد الإيمان ( 2مل 6: 7 )، أي عَوِّل على صلاح سَيِّدك ونعمته غير المحدودين، منتظرًا افتقاده لك، وستسترد بركتك المفقودة.

آرثر بنك



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6