Wed | 2022.Jul.20

الموت والدينونة


«وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ»

إن أعظم المتهكمين أو أعتى الملحدين، لم يستطع أن ينكر الشطر الأول من هذه الآية، لأنه مَنْ من الناس لم يَرَ مشهد الموت أمامه؟ كذلك بقية الآية «ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ» هي بالمثل حقيقة مؤكدة! أليس غباء لا مبرر له ألا نهتم بهذا الأمر، وننتظر فقط ما سيحدث؟ لا شك أنك ستكتشف هناك في الأبدية كل شيء بنفسك. لكن حينئذ سيكون الأمر قد تقرر إلى الأبد.

ربما تقول، هذا صحيح، ولكن لماذا العجلة؟ إنني جدٌ مشغول. فهل أشغل الجزء القليل من وقت فراغي، بمثل هذه الأمور الكئيبة والقاتمة كالموت والتعرُّض له؟ أستطيع أن أفعل هذا حينما أتقدم في العمر. سأكون قد رأيت الحياة وتمتعت بها، إذ ذاك سيكون أمامي الوقت الكافي للتفكير في مواجهة الموت.

ولكن هل أنت واثق أنك ستعيش خمسين سنة أخرى، أو ثلاثين؟ أو عشر؟ أو أثني عشر شهرًا، أو حتى اثنتي عشرة ساعة؟ وهَب أنك عشت عمرًا طويلاً، هل تريد أن تعيش لنفسك طالما أنت قوي وصحيح البنية، وبعد ذلك تعطى فضالة حياتك لله؟

وإذا أردت التوبة الآن، ربما يُشَكِّكُكَ العدو قائلاً: هل سيقبلك الله؟ يقينًا سيقبلك. فلا شك أن الله «يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ» ( 1تي 2: 4 ). وهو يطلب من جميع الناس «تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ» ( 2كو 5: 20 ) . لقد قبل اللص القاتل على الصليب، وآلاف آخرون رجعوا إليه وهم على فراش الموت.

ولكن لماذا تخاطر أيها القارئ بحياتك وتترك نفسك لخداع العدو؟ هل يليق بك أن تُقامر بالأبدية؟! «فَاللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ. لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ» ( أع 17: 30 ، 31). ألا ليتك تهتم بهذا الأمر، وترجع الآن فورًا إلى الله، معترفًا بخطاياك، وطالبًا أن يرحمك.

هـ. ل. هايكوب



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6