Sat | 2022.Jul.16

تقديس الكهنة


«وَتَأْخُذُ دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَتَسْكُبُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَتَمْسَحُهُ»

هارون بمفرده يمثل الرب يسوع، ولهذا كان يُمسح أولاً بمفرده، ولم يكن ذلك يرتبط بسفك دم ( خر 29: 7 ). أمَّا هارون في ارتباطـه مع بنيه، فإنه يعطـينا صورة للعائلة الكهنوتية، وباتحادهم معه يمكنهم أن يُقدموا ذبائح التسبيح لله. ولكن قبل ذلك كان يلزمهم العديد من الأمور: أن تقدَّم ذبائح عنهم؛ وكان يجب أن يُقرَّبوا إلى باب خيمة الاجتماع، وأن يُغسَلوا بالماء (مع ملاحظـة أنَّهم لم يكونوا يقدرون أن يغسلوا أنفسهم)؛ وأخيرًا كانوا يلبسون ثيابًا جديدة تُعطـى لهم (خر28). وهكذا بالنسبة لنا، فقبل أن نقوم بأية خدمة مسيحيّة، يجب أن يكون تقدُّمنا إلى الله بذبيحة المسيح الكاملة التي تكفِّر عن خطـايانا، ثم يجب أن يتم غسلنا بماء نقي، وهو ما يسمى “غُسل الميلاد الثاني” ( تي 3: 5 ؛ عب10: 22). وأخيرًا مع أجساد نظـيفة، يجب أن نلبس ثيابًا نظـيفة.

وبعد أن يتمّ تكريس الكهنة، فإنهم ما كانوا يفعلون ما يحلو لهم، بل لقد تكرسوا بهذه الطقوس ليؤدّوا خدمة الله في هيكله. في العهد القديم كان من يقوم بالخدمة الكهنوتية هم فقط بنو هارون، أما اليوم فإن كل المفديين بدم المسيح صاروا كهنة لله أبيه ( رؤ 1: 6 ). فنحن، إذا كان الله في محبَّته العظـيمة قد خلَّصنا، فذلك لكي نكون مكرَّسين تمامًا لخدمته. والدم على الأذن اليُمنى، وعلى إبهام اليد اليُمنى، وعلى إبهام الرجل اليُمنى (ع20) كلها تُشير إلى أن هذه الأعضاء من الجسم، والتي تكلِّمنا عن الطـاعة والعمل والسلوك، قد تقدَّست لتعمل مشيئة الله، وذلك بقوة الروح القدس (ع21).

وهناك فكر جميل وهام، فالكلمة المترجمة “تقديس” تعني حرفيًا “ملء اليد” ( خر 29: 24 ). فالتكريس في معناه الصحيح ليس أن أعطـي نفسي للرب، فكيف أعطـيه ما يمتكله بالفعل؟ بل على العكس إننا نفهم من هذا أن التكريس يعني أن يملأ الله يدي، أو بالحري قلبي، ليمكنني أن أردّد التقدمة (المسيح) أمامه (خر29: 24؛ 1أخ29: 14).

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6