Fri | 2022.Jul.01

الوليَّان


«إِنْ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقْضِيَ لَكِ حَقَّ الْوَلِيِّ، فَأَنَا أَقْضِي لَكِ» ( راعوث ٣: ١٣ )

حقيقةً كان بُوعَزُ وليًّا لنُعمي وراعوث، ولكن كان يوجد وليّ أقرب منه، وله الأولوية في أمر الفداء والفكاك. غير أن بُوعَز في نعمته، وفي عواطف قلبه، وَعد راعوث أنه سيتولى الأمر بنفسه مع الوليّ الأقرب. والوليّ الأقرب في قصتنا هو رمز للناموس.

وفي لحظة اجتمع الوليّان ( را 4: 1 -8) وعُرض الأمر، فأظهر الوليّ الأقرب رغبته في شراء الأرض، لكنه رفض أن يأخذ راعوث زوجة له، لأنه رأى أنه إذا فعل ذلك يُفسد ميراثه، بمعنى أنه إذا اشترى الأرض وأخذ راعوث زوجة، فإن الأولاد الذين سيولدون منها، لا بد وأن يشاركوا أولاده الآخرين فيما سيتركه عند موته، وينتج من هذا أن نصيب أولاده من المرأة اليهودية ينقص بسبب اشتراك أولاد الموآبية معهم في تقسيم ما سيتركه من ميراث. لهذا السبب قال الولي الأقرب: «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ لِنَفْسـِي لِئَلَّا أُفْسِدَ مِيرَاثِي» ( را 4: 6 ). أما بُوعَز (ويرمز إلى الرب عاملاً بالنعمة) فقد أبدى رغبته، بل وقدرته على شراء الأرض وأخذ راعوث زوجة له.

إذًا في هذا الأصحاح نرى الناموس (الولي الأقرب)، ونرى الرب يسوع (بُوعَز). ولقد أوقع الناموس الجميع تحت الدينونة العادلة بعد أن برهن على أن جميع الناس أثمة أمام الله، ولقد سُد كل فم، وتُرِك الإنسان بلا عذر قدام الله القدوس العادل.

والخُلاصة، أنه بينما يُرى الكل هالكين تحت الناموس، يُرى في الوقت عَيِنه كثيرون قد تمتعوا بالخلاص والبركة بواسطة نعمة الله دون سواها. فلقد جاء المسيح بالنعمة، وتحمَّل مسؤولية الإنسان الخاطئ أمام الله، ووفّى مطاليب الناموس جميعها، لأنه وحده الذي كان في قدرته أن يفعل ذلك في نعمته ومحبة قلبه. وعلى هذا الأساس المبارك، أساس عمله الكريم في الصليب، استطاع المسيح أن يقرّبنا إليه ويربطنا بشخصه العزيز.

ج. ب. روبرت



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6