Sat | 2022.Jul.02

سلطان كلمة الله


«لأَنَّكَ قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ»

كل كتاب بشري، لك أن تضعه تحت الفحص والنقد، لأن كل كلام الناس وكل علومهم، مهما سمت، ما هي إلا نظريات قد بتضح بطلانها بعد زمن طويل أو قصير. أما كلام الله فمعصوم، ومنزه عن الخطأ، مثل الله، كما هو مكتوب «لأَنَّكَ قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ (أي على قياس عظمة كل اسم لك)» ( مز 138: 2 ). فأمام كلمة الله ننحني خشوعًا وسجودًا كما ننحني أمام الله. وبعض رجال الله الأتقياء ما كانوا يقرأون الكتاب المقدس إلا ساجدين على ركبهم. بهذه الطريقة نستفيد من كلمة الله، فتُهيمن على كياننا، وتصوغ حياتنا. إنها ذات سلطان على الضمائر والقلوب، هو ذات سلطان الله.

حذار من أن تضع كلمة الله تحت فحصك، فهذا هو أسلوب الحَيَّة القديمة. بل ضع نفسك، وكل ما في باطنك، تحت فحص كلمة الله «لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ (أي قدام الله، لأن الله وكلمته واحد)، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا» ( عب 4: 12 ، 13). وكم من شخص كشفت له كلمة الله “خَفَايَا قَلْبِهِ ... وَهَكَذَا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَسَجَدَ لِلَّهِ، مُنَادِيًا: أَنَّ اللهَ بِالْحَقِيقَةِ فِيكُمْ”، أي في وسط شعبه المُتكلّمين بكلمته ( 1كو 14: 25 ).

ولا يمكن لأي إنسان أن ينال الخلاص إلا إذا “قَبِلَ بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نَفْسَه” ( يع 1: 21 ). أما مَن يضع نفسه فوق سلطان كلمة الله، فإنه يجعلها «كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ» وليس «كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ» ( 1تس 2: 13 )، والكلمة نفسها تدينه. ويقول الرسول: «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ» ( 2تي 3: 16 )، وأنه قد كتبه «أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ» ( 2بط 1: 21 )، ولم تأتِ نبوة فيه قط بمشيئة إنسان.

ر. ك. كامبل



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6