Fri | 2022.Jul.08

الطوفان والفُلك


«اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ»

كان الطوفان، ذلك الغمر الجارف، دينونة الله العاصفة على شر الإنسان وخطيته، بينما كان الفُلك طريق الله الوحيد للخلاص، المُقدَّم للإنسان، مُمثلاً في نوح وعائلته. وهو إشارة إلى كفاية شخص المسيح وعمله «الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ ... بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( 1بط 3: 21 ).

كان الفُلك من تصميم الله وتخطيطه: الله هو الذي دبَّره لاستبقاء حياة للجنس البشري من دينونة لم تُبقِ نسمة واحدة من العالم الأثيم. هذا الفلك لم يكن شيئًا غير عادي، بل مألوف المنظر. صورة للمسيح كمَن أتى في شبه الناس ( في 2: 7 ، 8). صُنع من خشب جفر، إشارة لإنسانية ربنا يسوع المسيح. وكان مَطليًا بالقار من الداخل والخارج، فلا شرخ فيه يسمح بنفاذ قطرة واحدة من مياه الدينونة إلى الذين هم فيه، والذين احتموا به. لا شر ولا خطر، إشارة لكفاية شخص المسيح وعمله ( رو 8: 1 ).

كان الفُلك متناسب المقاييس ومتناسق الأبعاد، إشارة إلى كمال الرب يسوع المسيح وجماله. وكانَ فيه مساكن، فهو فُلك واحد، يجمع عشائر وأجناسًا مختلفة، إشارة إلى لا محدودية الخلاص المُقدَّم للعالم كله.

وكانت له طوابق تمثل الارتقاء إلى العالي وإلى الأعلى، لكن حتى الأدنى مع الأرقى، الكل في أمان. الجميع خلصوا خلاصًا كاملاً مُطلقًا غير مشروط، بغض النظر عمَّا بينهم من فوارق السن والجنس والنوع، إشارة إلى الأمان والضمان لِكُل مَن يلجأ إلى المسيح ( يو 3: 36 ).

كان للفلك كوى، الناظر منها يرى السماء، ولا تقع عينه على الجيف الطافية وعفنها. وهكذا كان المسيح لنا على الصليب: الحِمى من كل دينونة الله المُروِّعة على الخطية، وكذلك الأمان والضمان لنا من كل ضرَر. وفيه أيضًا لنا أن نُعاين الله في وجهه ( 2كو 4: 6 ).

شنودة راسم



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6