Sun | 2022.Jul.03

فشخصَهُ مَن يعرفُ؟


«لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ»

إن خالق كل الأشياء، وضابط الكل ( كو 1: 16 ، 17)، أخذ مركز الإنسان، وفي اتضاع تام، وباتكال كامل في كل أفعاله، كان سالكًا وعائشًا في وسط عالم موسوم بسيادة الخطية عليه. ففي العالم لم يكن الرب كإنسان مُستثنى من الجوع والتعب، أو من الحاجة إلى الراحة والنوم، أو من الحرمان والألم، أو من نصيب كامل من المضايقات والاضطهادات الموّجهة بلا سبب إلى الأتقياء، من جانب الأشرار. ورغم أن ابن الله في تجسده لم يتخلَّ عن شيء من لاهوته، لكنه اختار أن لا يُمارس جلال لاهوته إلا إطاعة لأمر من الآب. لم يكن الرب يسوع في ناسوته أقل من الله قط، ولم يكن أكثر من إنسان كامل. ففيه توازن اللاهوت والناسوت توازنًا مطلقًا سواء في طبيعته أو في تصرفه.

إن سر التجسد العميق الفائق، لا يمكن فهمه أو تعليله بالعقل البشري، لأن «لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ» ( مت 11: 27 )، لكنه سِرٌ يمكن الإيمان به، لأنه مُعلَن بروح الله القدوس، في الكتاب المقدس.

ولنا مثال في حادثة إقامة لعازر مثلاً، فقد كان الرب بعيدًا عن بيت عنيا، ولكنه كالعليم بكل شيء يقول للتلاميذ: «لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لَكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ». ولما جاء إلى بيت عنيا، ورأى الباكين «انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ، وَقَالَ: أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟ قَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ. بَكَى يَسُوعُ» ( يو 11: 11 ، 33-35). فلم يكن تساؤله دليلاً على جهله بمكان القبر، بل هو دليل على منتهى تعطفه ومشاركته للحزانى في حزنهم. ودموعه في تشجيعه للأختين بجوار القبر بوعدهما باسترداد أخيهما حيًا؛ كل هذه معًا تُرينا العواطف الرقيقة التي للإنسان يسوع المسيح، جنبًا إلى جنب، مع علمه الذي يُحيط بكل شيء، وقدرته على كل شيء.

سافير



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6