Thu | 2022.Jul.14

يوسف وموسى


«مُوسَى الَّذِي أَنْكَرُوهُ ... هَذَا أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيسًا وَفَادِيًا»

نحن نعرف من خطاب استفانوس، أن موسى كان مُنقذًا ومُخلِّصًا، وكان رمزًا للرب يسوع في رفضه، وكذلك في تعرّف الشعب عليه كقائدهم. وبينما كان يوسف مكروهًا من إخوته، فإن موسى لم يكن مفهومًا «فَظَنَّ أَنَّ إِخْوَتَهُ يَفْهَمُونَ» ( أع 7: 25 )، وفي ذلك يُشبه الرب الذي «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» ( يو 1: 11 ). ونحن نقرأ القول: «هَذَا مُوسَى الَّذِي أَنْكَرُوهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا؟ هَذَا أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيسًا وَفَادِيًا» ( أع 7: 35 ). وبطرس يقول: «فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا» ( أع 36: 2 ). ولو أنهم لم يتعرفوا عليه بعد، ولكنهم عما قريب سيقولون: «مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».

ويوسف أُخذ من بيت أبيه إلى الوحدة، والعبودية والأسر، ولكن ماذا كانت المحبة التي نالها من يعقوب بالمقارنة مع تلك التي قال عنها الرب في يوحنا 17: «لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ» ( يو 17: 24 ). وموسى رفض مسرَّات وغِنى بلاط فرعون، ومركزه الفائق هناك، ولكن ماذا يُحسب ذلك بالمقارنة مع المجد الذي يشير إليه ربنا بالقول: «الْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ» ( يو 17: 5 )، والذي منه أخلى نفسه عندما جاء آخذًا صورة عبد «فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ» ( 2كو 8: 9 ). لقد حُسب موسى ابن ابنة فرعون، وشغل مركزًا عاليًا في بلاط مصـر، ولكن ماذا يكون ذلك المركز بالنسبة لمركز ذاك الذي يدعوه يهوه «رَجُلِ رِفْقَتِي» ( زك 13: 7 )، والذي حتى في تواضعه كان له أن يصلي لأبيه فيُرسِل إليه حالاً «أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ» ( مت 26: 53 ).

كاتب غير معروف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6