Wed | 2022.Jul.06

اذكروا امرأة لوط!


«نَظَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ»

لماذا نظرت هذه المرأة التعسة إلى الوراء؟

قد يكون السبب أنها لم تصدق كلام الله «مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ، فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِبًا» ( 1يو 5: 10 ). وما أخطر هذا «اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ» ( عب 3: 12 ). وبعدم إيمانها ارتبط أيضًا عدم طاعتها، فالإيمان والطاعة مرتبطان معًا دائمًا؛ فقيل عن إبراهيم «بِالإِيمَانِ ... أَطَاعَ» ( عب 11: 8 ). أما عن الشعب في البرية فقد جاء القول «وَلِمَنْ أَقْسَمَ: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ» ( عب 3: 18 ، 19).

لكن السبب الثالث ولعله الأهم هو أن قلبها كان في سدوم. لقد خرجت رجلاها من سدوم، لكن قلبها كان هناك «لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا» ( مت 6: 21 ). ربما دون رغبة في التحدي فإن قلبها أخذ نظرها إلى الوراء، إلى سدوم. آه، كم هو خطير أن يتعلق القلب بما هو محكوم عليه بالقضاء.

أ لم تحتقر هذه المرأة نعمة الله؟ إن هذه المرأة كانت أول من رأى معجزة إلهية من كل البشر، وكانت تلك المعجزة سببًا في إنقاذ زوجها من الموت. لكنها مع هذا لم تنتبه إلى أفعال الرب، ولا إلى أعمال يديه ( مز 28: 5 ). ومع أن الرب في رحمته أخرجها خارج سدوم، إلى مكان بعيد وفي منأى عن القضاء الإلهي، لكنها مع هذا لم تستفِد «يُرْحَمُ الْمُنَافِقُ وَلاَ يَتَعَلَّمُ الْعَدْلَ. فِي أَرْضِ الاسْتِقَامَةِ يَصْنَعُ شَرًّا وَلاَ يَرَى جَلاَلَ الرَّبِّ» ( إش 26: 10 ).

لم تهلك تلك البائسة لأنها اشتركت في خطايا سدوم، بل إن سر هلاكها هو أنها لم تصدق كلام الله، ولأنها احتقرت نعمته ويده الممدودة لتخليصها. لقد قبلت نعمة الله باطلاً ( 2كو 6: 1 ). فماذا أنت فاعل أيها الصديق أمام نداء الرب وصوت محبته؟ أمام يده الممدودة نحوك بالعفو المجاني والخلاص الأبدي؟

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6