Mon | 2022.Jul.11

المحبة تستُرُ الخطايا


«مَنْ يَسْتُرْ مَعْصِيَةً يَطْلُبُ الْمَحَبَّةَ، وَمَنْ يُكَرِّرُ أَمْراً يُفَرِّقُ بَيْنَ الأَصْدِقَاءِ»

إن مَن يستُر المعصية يتمثل بالله، ويُحبه الجميع. لكن الذي يكرر أمرًا بقصد الإساءة لغيره، فإنه يستمد قدوته من ذلك الروح الشرير الذي يُسمى «الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا» ( رؤ 12: 10 ).

بيد أن ستر المعصية، ليس معناه الاستخفاف بالخطية والسماح للإثم في الآخرين أن يأخذ طريقه دون توبيخ. بالعكس هو يعني أن تذهب بنفسك إلى أخيك المخطئ، مدفوعًا بالرقة واللطف الأخوي، لكي تدرب ضميره فيما يتعلق بمسلكه الذي يجلب الإهانة على سيده. فإذا نجحت مساعيك، فلا ينبغي أن تذكر الخطية مرةً أخرى. لقد سُترت، ولا يجب أن يعرف أحد شيئًا عنها.

ولكن من أسف أن ذلك قلما يحدث بيننا! فإن الشر سرعان ما يُذاع، والنميمة تعمل سرًا، وهكذا يتنجس الكثيرون، وتذبل المحبة وتُهدَم الشركة.

إن الشخص الذي يجول مرددًا أمورًا ليس لها ضرورة فعلية، إنما هو يورِّط نفسه في مهمة تاعسة. ذلك أنه يفرِّق بين الأصدقاء الأعزاء بخطواته الذميمة، ويجلب التعيير على اسم الرب. إنها لمأساة أن شعب الله غير مُتنبه إلى هذا الطابع الشرير، طابع النمّام. إنه يجب الابتعاد عن مثل هذا الشخص كما يُبتَعد عن الأبرص النجس الذي ينجس مَن يقترب منه.

قال واحد: لو أغواك مَن يريدك أن تقص عليه أشياء معيبة عن أخ غائب، فمن الأفضل أن تسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة: هل الأمر صحيح؟ وهل هذا من المحبة المسيحية؟ وهل هو ضروري؟ وأنا أضيف سؤالاً رابعًا: هل تكلَّمتُ مع أخي الغائب عن هذا الأمر شخصيًا؟ وإنني أتصوَّر نتيجة هذه الخطوات، إنها ستغلق الباب في وجه كثير من التقولات.

أيرنسايد



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6