Tue | 2012.Sep.18

معوقات المسيرة

العدد 20 : 14 - 20 : 21


الطلب
١٤ وَأَرْسَلَ مُوسَى رُسُلاً مِنْ قَادَشَ إِلَى مَلِكِ أَدُومَ: «هكَذَا يَقُولُ أَخُوكَ إِسْرَائِيلُ: قَدْ عَرَفْتَ كُلَّ الْمَشَقَّةِ الَّتِي أَصَابَتْنَا.
١٥ إِنَّ آبَاءَنَا انْحَدَرُوا إِلَى مِصْرَ، وَأَقَمْنَا فِي مِصْرَ أَيَّامًا كَثِيرَةً وَأَسَاءَ الْمِصْرِيُّونَ إِلَيْنَا وَإِلَى آبَائِنَا،
١٦ فَصَرَخْنَا إِلَى الرَّبِّ فَسَمِعَ صَوْتَنَا، وَأَرْسَلَ مَلاَكًا وَأَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ. وَهَا نَحْنُ فِي قَادَشَ، مَدِينَةٍ فِي طَرَفِ تُخُومِكَ.
١٧ دَعْنَا نَمُرَّ فِي أَرْضِكَ. لاَ نَمُرُّ فِي حَقْل وَلاَ فِي كَرْمٍ، وَلاَ نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ. فِي طَرِيقِ الْمَلِكِ نَمْشِي، لاَ نَمِيلُ يَمِينًا وَلاَ يَسَارًا حَتَّى نَتَجَاوَزَ تُخُومَكَ».
الامتناع
١٨ فَقَالَ لَهُ أَدُومُ: «لاَ تَمُرُّ بِي لِئَلاَّ أَخْرُجَ لِلِقَائِكَ بِالسَّيْفِ».
١٩ فَقَالَ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «فِي السِّكَّةِ نَصْعَدُ، وَإِذَا شَرِبْنَا أَنَا وَمَوَاشِيَّ مِنْ مَائِكَ أَدْفَعُ ثَمَنَهُ. لاَ شَيْءَ. أَمُرُّ بِرِجْلَيَّ فَقَطْ».
٢٠ فَقَالَ: «لاَ تَمُرُّ». وَخَرَجَ أَدُومُ لِلِقَائِهِ بِشَعْبٍ غَفِيرٍ وَبِيَدٍ شَدِيدَةٍ.
٢١ وَأَبَى أَدُومُ أَنْ يَسْمَحَ لإِسْرَائِيلَ بِالْمُرُورِ فِي تُخُومِهِ، فَتَحَوَّلَ إِسْرَائِيلُ عَنْهُ.

الطلب (20: 14 - 17)
الآن، بداية الدخول إلى أرض كنعان، وبهدوء يطلب موسى مِنْ ملك أدومْ بمرور الشعب داخل حدوده. كان الأدومييون بحسب(تك27: 30، 36: 1) مِنْ نسل عيسو، أخو يعقوب الذي دُعيّ أمير الله(تك32: 28). وكل ما طلبه موسى هو حق العبور في الطريق الرئيسي العام. والأمر المؤكد أن تُخوم أدوم الحيوية هي التي تقع شرق صحراء العربة بما فيها منطقة البتراء. وهي عبارة عن الجبال التي كانت فيها تسير[طريق المُلوك]، وقد يكون ذات الطريق الذي يسلكه التُجار مِنْ دِمشقِ إِلى شبه جزيرة العرب(عدد21: 22). مع أن موسى لم يطلب من أدوم مُساعدة مجانية بدون مُقابل.

الامتناع (20: 18 - 21)
إن الهدف الرئيسي مِنْ هذه الفقرة هو إظهار شعب إسرائيل النوايا الحسنة تجاه إخوته وجيرانه. فكان الطلب هو العبور في أرض أدومْ، مُتعهداً بأن لا يؤذي أي شيء يمتلكه أدوم، ولا يستخدم أي شيء، حتى الماء، دون أن يُدفع ثمنه(ع19). ولكن هذا الطلب رُفِضَ مع استعراض للقوة(ع18). كلمة[أدوم] تُعني[دَموي] فهم تحالفوا مع شعوب أُخرى ضد شعب إسرائيل، وألحقوا بِهم مِنْ الأذى بعد ذلك. وَرُبما كانت في الذاكرة مُناسبة مواجهة عيسو لأخيه يعقوب بالعنف(تك32: 6ـ الخ)، ولكن في كلا المواجهتين كان الحل بالوفاق، بِعكس ما صار في الأزمنة اللاحقة في بضعة معارك(1مل11: 15ـ16؛ مز137: 7). والدرس الرائع هو: بالرغم مِنْ معاملة أدوم السيئة لشعب إسرائيل، وَلكن نرى محبة مُوسى وتسامحه فقد أوصى الشعب أن لا ينتقموا مِنْ أدوم(تث23: 7).

التطبيق

إن عداوة أَدومْ لِشعب الرب هي عداوة تقلِيدية ترمز للشيطان. وكون أدوم يمنع مرور شعب الرب فهذا يرمز للشيطان الذي يضع معوقات(1تس2: 18) في طريقنا مِنْ التمتع بالعلاقة الحميمة والشركة اليومية بحضور الرب في حياتنا. إذا كان هناك طريق آخر غير المواجهة فلماذا لا نستعمله ونهرب مِنْ إعاقة البشر لنا! والمثال الكتابي هروب المسيح وأمه(مت2: 13ـ15)، وهو طفل مِنْ هيردوس الذي كان يُريد قتلهِ.

الصلاة

يا أبانا السماوي، أشكرك، لأنك اليوم علمتنا، كيف تكون علاقتنا بالمحبة مع الآخرين حتى ولو كانوا يريدوا لنا الشر والأذى. شكراً لأنك أعطيتنا رُوح الحكمة مِنْ خلال الروح القدس الساكن فينا ليقودنا ويرشدنا كيف نكون صانعي السلام مع الجميع. في اسم المسيح أُصلي. آمين.

Sep | 01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31


أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6