الموت الجسدي (20: 22 - 24)
تبدأ هذه الفقرة بالارتحال مِنْ قادش إلى جبل هور(حور). وأيضاً بموت هارون بالقرب مِنْ حدود أدوم. لأنه بحسب التقليد المُبكر في زمن يُوسيفوس المؤرخ اليهودي، يُقال أنه جبل النبي هارون، وهو جبل بجوار البتراء. لأن حدود أدوم غير معروفة في ذلك الوقت(ع23). وهارون وموسى كليهما، ماتا خارج أرض الموعد بسبب خطيتهما في مريبة(مخاصمة)(ع24ب).ْولقد كانت هذه هي حدوداً لعقوبتهما. وكلمة[يُضَمُّ إِلَى قَوْمِهِ] هي العبارة المُعتادة للتعبير عن موت البار في عمر مُتقدم(تك25: 8، 17، 35: 29؛عد31: 2). لأن عدم الدفن، وَعدم الضَم(إر8: 20؛ حز29: 5) تعتبر علامة لدينونة إلهية مُرعبة.

الأمر الإلهي (20: 25 - 29)
إن إحالة هارون إلى التقاعد مِنْ خدمتهِ كرئيس كهنة، ذات مغزى فريد في حياة الشعب. بأمر مِنْ الرب صَعِدَ موسى وهارون وألعازار فوق الجبل ليستلم جيل جديد الكهنوت مِنْ جيل قديم وكان هذا أمام كل الجماعة حتى لا يطمع أحدٌ في كهنوت ألعازار. وتمت في مراسيم برموز طقسّية خلع ثياب هارون رئيس الكهنة عنه بصفته الوسيط الأعلى في العهد القديم بين الله والشعب، وأن وقار خدمته مُعبر عنها بروعة ثيابه. والعجيب أن موسى خَلَع ثياب هارون قبل أن يموت، لأنه لو مات وثيابه عليه تتنجس ولا يلبسها ألعازار. وحضور كل الشعب أيضاً تُعتبر المراسيم التي تُؤكد تزكية مِنْ الشعب لرئيس الكهنة الجديد. ويرى العهد الجديد في هارون رمزاً لربنا يسوع المسيح في عمله الكهنوتي(عب7: 23ـ27، 10: 18).