Wed | 2023.Jan.18

‫تقدِمة ترديد‬


‫«وكُلُّ مَن قَدَّمَ تقدِمَةَ ذهَبٍ لِلرَّبِّ (تقدِمة ترديد)»‬ ‫

‫ هذه التقدمات غالية جدًا عند الرب لأنه يرى فيها قوة التكريس له، ولذلك يُسّمي هذه العطايا ”تقدِمة ترديد“ (Wave Offering). وهو ذلك الشـيء الذي نحركه جيئةً وذهابًا، كما ولو كان شيئاً ثمينًا نريد أن نُظهره. إننا نرفعه في أيدينا لكي يراه الكل، والرب يُسمِّي هذه العطايا في ع22 تقدِمة ترديد. ويا له من أمر غالٍ عنده إن كنا نأتي بأشياء ضحَّينا بها لأجله، فإننا إن فعلنا هذا نُظهر محبة تُثبِت أن الرب يفوق في تقديرنا كل شيء. ‬

‫ منذ بضعة سنوات سمعت عن فتاة بالكنيسة اللوثرية بألمانيا، وإذ كانت ذات صوت جميل جدًا، عُرض عليها أن تغني بعض الأغاني الشبابية مقابل مليون مارك، ولكنها رفضت هذا العرض المُغري قائلة: إن الرب يستحق أكثر كثيرًا من مليون مارك بالنسبة لي. واستمرت في تقديم الأغاني الروحية. فهل نُصدّق أن الرب لا يقدِّر مثل هذا التقدير لشخصه؟ إنه يرى مشاعرنا ويعرف تمامًا الدوافع من وراء تلك المشاعر، بل ويكتنز كل ما نفعل لأجله بدافع محبتنا له. ‬

‫ ومكتوب في سفر العدد 6 أن النذير يجب أن يُرخي شعره، والشعر الطويل يرمز دائمًا - في كلمة الرب - إلى الخضوع. ولسان حال النذير ذي الشعر الطويل: ليس لي إرادة ذاتية، بل أنا خاضع للرب بالتمام، وفي طاعة كاملة لإرادته. ‬

‫ كما نقرأ أيضًا في سفر العدد 6 أنه كان على النذير أن يُرخي شعره طوال فترة انتذاره، ولكن حينما تَكمُل فترة انتذاره، وَجَب عليه أن يحلق شعره. وكمال فترة الانتذار يرمز إلى اللحظة التي سنكون فيها مع الرب. قد كان يُحرَق شعر النذير تحت ذبيحة السلامة، بحيث تمتزج رائحة ذبيحة السلامة برائحة الشعر المحروق. وهذا يعني أن الرب سوف يظل يُقدِّر تكريسنا له إلى الأبد. فهو لن ينسى أبدًا أننا فضَّلنا مشيئته على مشيئتنا، وهو أمر غالٍ جدًا على قلبه، لأنه ثمر عمل الرب يسوع فينا. ‬

‫ ونحن عندما نقرأ عن المُجازاة في كلمة الله، نجدها مرتبطة دائمًا بالمُلك الألفي. لكن هذا لا يعني أن الآب والابن سينسيان ما كان في قلوبنا خلال زمان وجودنا على الأرض، ولا ما عملناه لأجله مُطلقًا بل سيشتَّمه الله رائحة عطرة طوال الأبدية عندما يذكر تكريس قلب فكَّر فيه ولو بضعف قائلاً: يا رب كيف أمجدك؟‬

‫هايكوب‬



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6