Sun | 2023.Jan.01

الإله القديم ملجأ


«الإِلهُ الْقَدِيمُ مَلْجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ»

كان موسى يحب الشعب رغم كل المتاعب التي سبَّبوها له ـــــ وهذا واجب كل راعٍ أمين ـــــ وذلك لأنه كان يحب الرب. وأراد موسى أن يُشجعهم إزاء الحروب التي كانوا سيواجهونها في أرض كنعان، فذكّرهم بعناية الرب بهم، وكيف كان الرب دائمًا يُسرع لمعونتهم، فقال: «يَرْكَبُ السَّمَاءَ فِي مَعُونَتِكَ، وَالْغَمَامَ فِي عَظَمَتِهِ». ثم قال: «الإِلهُ الْقَدِيمُ مَلْجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ». فالرب هو الإله الأزلي، وليس كآلهة الأمم؛ حديثة، ومن اختراع البشر. وأذرعه الأبدية لا تكلّ ولا تعيا، فهي عناية من فوق ومن تحت، وهو أيضًا الذي «طَرَدَ مِنْ قُدَّامِكَ الْعَدُوَّ وَقَالَ: أَهْلِكْ»، لأن الحرب للرب. هو الذي سيُبيد بالموت، ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ( عب 2: 14 ). لذلك «يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا» ( رو 8: 37 ). وهو ـــــ تبارك اسمه ـــــ الذي يقودنا في موكب نصرته، فنقول: «شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( 1كو 15: 57 ). إن كان موسى قد قال: «طُوبَاكَ يَا إِسْرَائِيلُ! مَنْ مِثْلُكَ يَا شَعْبًا مَنْصُورًا بِالرَّبِّ؟» ( تث 33: 29 )، فكم نقول نحن؟ نقول مع الرسول بولس: «مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ» ( أف 1: 3 ). حقًا، طوبى لكل مَن ينتمي للرب، لأن الرب معه في كل الظروف، في حُلْوها ومرِّها، لأنه «إِلهُ أَمَانَةٍ لاَ جَوْرَ فِيهِ» ( تث 32: 4 ).

أيها القارئ العزيز، كل ما كُتِب في الكتاب المقدس، هو لفائدتنا «نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ» ( 1كو 10: 11 ). لذلك يليق بنا أن نقرأ فيه كثيرًا، فيكون ينبوع المؤمن «إِلَى أَرْضِ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ، وَسَمَاؤُهُ تَقْطُرُ نَدًى» ( تث 33: 28 )، أي بركات من فوق ومن أسفل؛ على الأرض شبع روحي وسرور (ترمز اليهما الحنطة والخمر)، وبركات من السماء التي هي موطننا. أما من جهة الأعداء، فهو ترسنا، وعوننا، وسيف حربنا، والنتيجة هي؛ الانتصار الكامل.

أنيس بهنام



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6