Tue | 2023.Jan.03

‫الأشرَفُ من إِخوتهِ‬


وكَانَ يَعبِيصُ أَشرَفَ مِن إِخوَتِهِ

اسم ”يَعبِيص“ معناه ”به حزن“ أو ”مُؤَّلم“، ولم يُعلن الكتاب لماذا حزنت أُمه عند ولادته. ولم يكن يَعبِيصُ «أَشرَفَ مِن إِخوَتهِ» لأنه كان رجلاً غنيًا أو نابهًا أو مُعتبرًا في دوائر الاقتصاد أو السياسة.. إلخ. فإن الروح القدس لا يذكر شيئًا من ذلك، بل يُشير إلى ناحية واحدة فقط، هي أنه دعا إله إسرائيل بالصلاة. كان شريفًا لأنه كان رجل صلاة.‬

‫ لقد تشبَّث يَعبِيصُ بطلب بركة الله عليه «لَيتَكَ تُبَاركُني». لقد آمن فسأل، وسأل قصدًا شريفًا، وقصد إلهًا غنيًا. والله يُكرم الذين يُكرمونه ( 1صم 2: 30 ).‬

‫ وكان يَعبِيصُ شريفًا لمَّا طلب النمو الروحي «لَيتكَ ... تُوَسِّعُ تُخُومِي». ليس ممَّا يُسـرّ الله أن يقنع المؤمن بالقليل من الادراك والاختبار الروحي. ليست الغاية هي أن تخلُص من الدينونة فقط، بل يجب أن نتقدَّم إلى الكمال؛ كمال النمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح ( 2بط 3: 18 ).‬

‫ وكان يَعبِيصُ شريفًا لمّا طلب صُحبة الله له «لَيتَكَ ... َتَكُونُ يَدُكَ مَعِي». إن المُحب يشتاق إلى الشركة مع المحبوب «نَحنُ نُحِبُّهُ لأَنهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً» ( 1يو 4: 19 ). نعم «نَحنُ نُحِبُّهُ»، ولذلك ينبغي أن يملأنا الشوق إلى التمتع بحضـرته وبشـركة موصولة معه، وهذه تتوفر لنا بالطاعة له «إِن أَحَبَّني أَحَدٌ يَحفَظ كَلاَمِي، ويُحِبُّهُ أَبِي، وإِلَيهِ نَأْتِي، وعِندَهُ نَصنَعُ مَنزِلاً» ( يو 14: 23 ). ‬

‫ وكان يَعبِيصُ شريفًا لأنه كان يرفض الشـَّرِّ وينفر منه «لَيتَكَ ... تَحفَظُنِي مِنَ الشَّـرِّ». إننا في طريق سياحتنا هنا نحتَّك بالعالم وبالشيطان، وفينا الجسد، ومن هذه الثلاثة يتفجر الشـر في كل وقت. وما ألزم أن نبتعد عن هذه الينابيع الفاسدة! وما ألزم أن نُحفَظ منها. وإننا نكون حقًا شرفاء إذا نحن نفَرنا بأمانة من كل شر، وسَعينا صادقين في إثر القداسة، طالبين القوة من الله.‬

‫ وكان يَعبِيصُ شريفًا حين طلب أن يختبر الفرح في الرب «لَيتَكَ ... تَحفظُنِي مِنَ الشَّـرِّ حتى لا يُتعِبُنِي». إن قلب المؤمن بالمسيح ليس له أن يضطرب، بل أن يكون فرح الرب كاملاً فيه ( يو 15: 11 ). وليس علينا فقط أن نتجنب الشـر حتى لا نحزن، بل أيضًا أن نحيا في قوة الروح القدس حتى يكمُل فرح الرب فينا. ‬

‫ طلب يَعبِيصُ من قلبهِ كل هذه الطلبات النبيلة «فَآتَاهُ اللَّهُ بمَا سَأَلَ». والله يوافي كل مَن يُصلِّي كما صلَّى يَعبِيصُ بكل إخلاص وصِدق.‬

‫ روسييه



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6