Mon | 2023.Jan.02

‫وقفة تأمل‬


هُوَذا الآنَ وقْت مَقبُولٌ. هُوَذا الآنَ يَومُ خلاَصٍ

في بدء العام الجديد، وقد أمضـى الرب علينا عام 2018، مُكلّلاً بجوده، وآثاره تقطر دسمًا، لا يسَعنا إلا أن نهتف من أعماق قلوبنا: «إِنَّهُ من إِحسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنا لَم نَفْنَ، لأَن مرَاحِمَهُ لا تَزُول. هي جَدِيدَةٌ في كُلِّ صبَاحٍ. كثيرةٌ أَمانَتُكَ» ( مرا 3: 22 ، 23). حقًا إنها إحسانات ومراحم «زَادَت عَن أَن تُعَدَّ» ( مز 40: 5 ). فليتنا نستوعبها، ونتفكَّر فيها، فنُناجي نفوسنا «بَارِكِي يا نفسي الرَّبَّ، وكُلُّ ما في بَاطنِي لِيُبَارِك اسمَـهُ القُـدُّوسٍ. بَاركِي يا نَفسِـي الرَّبَّ، ولا تَنسَي كُلَّ حَسَنَاتِهِ» ( مز 103: 1 ، 2).‬

‫ وأعظم الإحسانات للبشـر هو أن «سَنَةِ الرَّبِّ المَقبُولَةِ» ( لو 4: 19 )، لم تنتهِ بعد. لقد انتهت سنوات عديدة من حياتك - أيها القارئ العزيز – ولا تزال أناة الله تنتظرك لتُقبِل إلى المسيح بالإيمان، فتخلُص، لأن الله «لا يَشَاءُ أَن يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَل أَن يُقبِلَ الجَمِيعُ إِلَى التَّوبَةِ» ( 2بط 3: 9 ). ولكن لا بد لإمهال الله وطول أناته من نهاية. لا بد أن تنتهي «سنَةِ الرَّبِّ المقبُولَةِ»، ويُغلَق باب النعمة، وحينئذٍ يأتي «يومِ انتِقَامٍ لإِلَهِنَا» ( إش 61: 2 )؛ يوم الغضب. ويا له من يوم رهيب! فيه يتم القول: «ولكِنَّكَ مِن أَجلِ قسَاوَتِكَ وقلبِكَ غَيرِ التَّائِبِ، تَذخَرُ لنَفسِكَ غضَبًا في يومِ الغضَبِ واستعلاَنِ دينونَةِ اللهِ العَادِلَةِ» ( رو 2: 5 ). وبعد يوم الغضب سيقف جميع الأشرار أمام العرش العظيم الأبيض للدينونة التي نتيجتها المحتومة، الطرح في البحيرة المُتقدَّة بالنار والكبريت، حيث يصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين ( رؤ 20: 10 -15).‬

‫ فنتوسَّل إليك بكل قلوبنا – أيها القارئ العزيز – أن تهرب من الغضب الآتي، وتلتجئ إلى فلك النجاة الحقيقي؛ الرب يسوع المسيح، الذي «لَيسَ بِأَحَدٍ غَيرهِ الخلاَصُ» ( أع 4: 12 ). ‬

‫ إننا نُناشدك أن تقف في بدء هذا العام الجديد، وتتأمل آخرتك «لو عَقَلُوا لفَطِنُوا بهذهِ وتأَمَّلُوا آخِرتَهُم» ( تث 32: 29 ).‬

‫ إن خلاص الله مُقدَّم لك الآن مجانًا، ولكن «كيفَ نَنجُو نَحنُ إِن أَهمَلنَا خَلاَصًا هَذا مِقدَارُهُ؟» ( عب 2: 3 ). فتعالَ الآن إلى المسيح بالتوبة والإيمان بشخصه وبكفاية عمله لأجلك على الصليب، فتنال باسمه غفرانًا كاملاً لجميع خطاياك، وخلاصًا أبديًا شاملاً، وتمضـي في طريقك فرحًا مُترنمًا، ومُنتظرًا بشوق مجيء المسيح القريب. ولكن «اليومَ، إِن سَمِعتُم صَوتَهُ فلاَ تُقَسُّوا قُلوبَكُم» ( عب 4: 7 ).‬

‫ كاتب غير معروف‬



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6