Sat | 2023.Jan.14

‫أقدامَ المُبَشرينَ‬


‫«ما أَجمَلَ أَقدامَ الْمُبَشّـِرِينَ بِالسَّلامِ، المُبَشِّـرِينَ بِالخَيرَاتِ»‬

إننا نشعر بالحاجة المُلحَّة المتزايدة – في هذه الأيام - إلى المُناداة بإنجيل نعمة الله، وإلى شهادة حارة قوية في كل مكان. مطلوب منا أن نكرز بالإنجيل، وألّا يَحول أي شيء دون قيامنا بهذا العمل المُبارك.‬

‫ وربنا يسوع المسيح هو مثالنا الكامل في هذا. لقد كان الكارز الذي لم يَكِّل ولم يأل جهدًا في هذا العمل. وإذ كان مليئًا بفكر الآب السماوي، وبمحبة البشـر المساكين، كان يكرز بنعمة الله للنفوس الخالدة المأسورة في قبضة إبليس.‬

‫ وإن كل مؤمن مطلوب منه أن يُساهم في هذا العمل بقدر ما له من فرصة. وإذا قام كل واحد بمسؤوليته في العمل، في جو الصلاة، فكم تعمّ البركة، ويتمجَّد الله برجوع الكثيرين إليه بالتوبة والإيمان القلبي بابنه ربنا يسوع المسيح!‬

‫ ولأهمية هذا العمل البالغة، نجد الأقانيم الثلاثة تشترك فيه. فمَن هو الذي بدأ الكلام بإنجيل النعمة؟ مَن كان أول مُنادٍ بالخلاص؟ مَن كان أول مَن نادى بالخبر السار أن نسل المرأة سيسحق رأس الحيَّة؟ إنه كان الرب الإله نفسه في الجنة. ثم لنسأل مَن كان أعظم كارز أمين وطأت قدماه الأرض؟ إنه كان ابن الله. ثم مَن كان الكارز منذ يوم الخمسين إلى الآن؟ إنه الروح القدس المُرسَل من السماء ( 1بط 1: 12 ). فإن كان الآب والابن والروح القدس جميعًا يعملون في الكرازة ببشارة نعمة الله، فهل يجوز لأي مؤمن أن يستخف بهذا العمل المُبارك الثمين؟ ليتنا نهتم به كل الاهتمام! ‬

‫ والكرازة الحقيقية موضوعها الوحيد هو المسيح. والقوة الوحيدة التي تساعد على الكرازة المُثمرة هي قوة الروح القدس. والشخص الذي تُوَّجَه إليه هذه الكرازة، ويُقدَّم له المسيح، إنما هو الخاطئ الهالك المسكين. والمسيح يُخلّص على الدوام، وقوة الروح القدس لا تضعف. كما أن حالة الخاطئ في كل زمان تستدعي الاهتمام البالغ.‬

‫ إن الإنجيل هو حب الله غير المحدود المُتدفق إلى الخاطئ المسكين. والكرازة الحقيقية هي تقديم المسيح، الذي مات وقام، للخاطئ؛ تقديم هذا الفادي المُحب بقوة الروح القدس. ويجب أن تكون الرغبة التي تملأ قلب كل مؤمن هي ربح النفوس للمسيح، لمجد الله. لأجل هذا يجب أن يتعب ويُجاهد كل مؤمن. ولأجل هذا يجب أن يُصلِّي بحرارة ويبذل - بإرشاد الروح القدس – كل مجهود في أن يجعل الكلمة تتعامل بقوة مع ضمير وقلب السامع. يجب أن يكون غرضه تقابُل المُخلِّص والخاطئ معًا؛ غرضه أن يربح نفوسًا للمسيح.‬

‫سبرجن



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6