عدم الإيمان يرفض المسؤولية


 

عدم الإيمان يرفض المسؤولية

الدكتور أبو دورام

 

في يوم من الأيام حدث معي حادث سيارة لأنه كانت أمامي سيارة(عربية)وقفت فجأة وأنا أيضاً وقفت ولكن بدون أي إصابة، ولكن السيارة التي ورائي ضربت سيارتي ثم سيارتي ضربت السيارة التي أمامي وصار معي ألم في رقبتي، وسيارتي صارت فيها ضربة من الخلف. وعندما طلبت من سائق السيارة التي أمامي أن ينتظر حتى تأتي الشرطة، ولكن هذا الشخص هرب ولم ينتظر معي إلا صاحب السيارة التي ورائي. وعندما ذهبت إلى قسم الشرطة أنا سامحت هذا الشخص الذي تسبب لي الألم في جسدي والضرر في سيارتي. ورغم أنني ذهبت إلى المستشفى ودفعت مصاري مني شخصياً. ولكن السؤال: لماذا هرب هذا الشخص؟ أنا سامحت الشخص الذي كان سبب الحادث ولكن هذا الشخص لم يكن عنده مسؤولية تجاه الآخرين ولم يهتم بالأمر حتى الآن وما زال هاربا.

 

لماذا ذكرت هذه القصة لأن هذه القصة تقودنا إلى موضوعنا في هذا اليوم.  دعونا نقرأ هذا المقطع الكتابي الرائع من سفر(تك4: 9) فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟»

 

موضوعنا اليوم عن {{عدم الايمان يرفض المسؤولية؟}} فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟»

ونلاحظ يا أحبائي أن في سفر التكوين ثلاثة أسئلة:

1)      سؤال الله لآدم(تك3: 9) فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».  

2)      سؤال الله لقايين(تك4: 9) فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟»

3)      سؤال الله لإبراهيم(تك18: 9) وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ سَارَةُ امْرَأَتُكَ؟»

من خلال هذه القصة أو الحادث الذي صار معي، يوجد ثلاثة أنواع من الأشخاص في المجتمع.

1.      شخص يبقى من أجل مساعدة للآخرين

2.      شخص لا يهتم بالآخرين

3.      شخص يسيء الآخرين.

مَنْ أنت في هذا اليوم من ثلاثة أنواع من الأشخاص؟ هل أنت الأول؟ ولكي نجاوب على السؤال، لابد أن نتذكر الآتي:

1)      الرب نادى آدم وقال له: «أَيْنَ أَنْتَ؟» واليوم الرب يكرر نفس النداء لنا«أَيْنَ أَنْتَ؟»

2)   والرب قال لقايين: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» والرب اليوم يطالبنا نفس المسؤولية «أَيْنَ أَخُوكَ؟» سواء أخوك اللي من دمك ولحمك أو أخوك اللي في جسد يسوع المسيح أو أخوك اللي ضاع في العالم.

3)   والرب قال لإبراهيم«أَيْنَ امْرَأَتُكَ؟» واليوم الرب يقول لك أين زوجتك؟ يا ترى زوجتك مع يسوع أم بعيدة عن يسوع يا ترى زوجتك معك في كل اجتماع للمؤمنين أم لا؟   

ولنا في هذا الموضوع الذي عدم الإيمان يرفض المسؤولية.

أولا: لا بد أن نجاوب الرب بالايمان لكي تكون الشخص الأول. قايين قال: «لاَ أَعْلَمُ!» والكلمة " أَعْلَمُ " باللغة العبرية هي" يدع" ومعناها علاقة قوية مثل علاقة الزوج بالزوجة. وكما تجدها في(تك4: 1) وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. ولكن قايين أنكر العلاقة الجسدية والاجتماعية الروحية التي كانت تربطه بأخيه هابيل. لكن هذا الإنكار لا يمنعه من المسؤولية.

 

تعرفون أن قايين وهابيل من أب واحد وأم واحدة وعاشوا معا. وكل واحد له وظيفة وهذه كلها كانت علاقة بينهم ولكن قايين أنكر كل ما يربطه بأخيه. هل نحن ننكر علاقتنا بأخوتنا في المسيح عندما يطلب منا الرب مساعدتهم ويكون عندنا مسؤولية تجاههم. وإذا أنكرت هذه العلاقة، معناه أنا أنكر علاقتي بالرب. هل تقول دائما الحق؟ أو هل أنت تنحرف عن الحق؟

 

يا أحبائي نحن نقول الحق كمؤمنيين في المسيح بسبب قلوبنا النقية كما قال الرب للسامرية في(يو4: 23) السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ. وعندما تسأل أي شخص، هل تعرف أخوك ؟ باستمرار نسمع كلمة "نعم". ولكن السؤال الصعب، هل تقوم بمسؤوليتك تجاه أخيك؟ الإجابة أكيد " لا".

 

ثانياً: الرب يسألنا عن مسؤوليتنا،

الرب قال لآدم(تك 9:3) " أين أنت؟". آدم قال " أنا عريان". وفي آية أخرى ، ماذا قال للمرأة؟" ما هذا الذي فعلت وقال لقايين " لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك؟ وفي العدد العاشر " ماذا فعلت"

يا أحبائي كل هذه الكلمات نتعلم منها أن الرب يسأل عن مسؤوليتنا وكأن الرب يسأل الزوج والزوجة والأخ. والإنكار والكذب لا يبررونا من مسؤوليتنا تجاه الآخرين.

 

السؤال في هذا اليوم، ما مسؤولية كل واحد فينا تجاه الخطاة؟ هناك أربعة عناصر في الكرازة وهي:

(1) كلمة الله  (2) والإمتلاء بالروح القدس (3)وتكريس الخادم (4) والصبر في وقت الضيق.

التهاون(التقصير) في الحياة الروحية بخصوص المسؤولية التي وضعها الرب علينا يجعل المشكلة يزداد حجمها. وهنا بدأ من آدم، ثم حواء ثم الأولاد وهذا يؤثر على المجتمع الذي نعيش فيه. والمسؤولية تجاه الآخرين هي نابعة من المحبة، مثلا هل نحن نفتقد بعضنا البعض. ولو اليوم ما وجدت أخاك في الكنيسة، هل فعلا تسأل عنه؟ مثلا لو الشخص أنت تعرف أن الآن في المستشفى، هل تفكر أن نزوره، وهذه المسؤولية تنبع من أعمال الرحمة، ماذا قال الرب يسوع اني أريد رحمة لا ذبيحة. هل أنت تخاف على أخيك. قايين قال أحارس أنا لأخي؟ الرب اليوم يقول لك ولي ولنا، نعم" أنت حارس لأخيك."

 

ثالثاً: أن يؤثر كل واحد منا في الآخرين في الحياة بالقداسة

ويطلب منا الرب أن نسير معه. وأقصد عندما يخطيء شخص يؤثر على نفسه والآخرين. آدم عندما أخطأ انتشرت الخطية في آدم ثم أولاده ثم دخلت إلى العالم كله، وبالتالي أثرت في المجتمع وخطية المؤمنين في الكنيسة تؤثر على الكنيسة وخارج الكنيسة. ونحن كيف نؤثر في الآخرين عندما نخطيء؟ قايين ما اعترف بخطيته والرب سأل قايين "أين أنت" والسؤال كان يطلب منه اعترافه بخطيته.

الرب لا يحب الخطية لأن الخطية تفصلنا عن الله وعن بعضنا البعض إن كان الله يدين الخطية في حياتنا لأن الله بار. ويريد أن نعيد علاقتنا معه ومع الآخرين. لذلك الله أرسل ابنه الوحيد لكي ينقذنا من الخطية. ماذا قال الرسول بولس في رسالة(رو5: 12) مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.

وبسبب خطية آدم أثرت في العالم. وأصبح منفصلا عن الله ولكن لما مات المسيح على الصليب صالح العالم مع الله. يا أحبائي نتذكر أننا كنا خطاة والمسيح مات لأجلنا لكي نعيد الشركة مع الله. وإن كنا نريد أن نكون مثل الشخص الذي يعرف مسؤوليته تجاه الآخرين يجب علينا أن:  

(1) أن نجاوب الله بالايمان

(2) أن نعرف مسؤوليتنا أمام الله

(3) أن نؤثر في الآخرين في حياة القداسة

(4) مسؤوليتنا هي أن نسير مع ألله.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6