خطة الله(هدف الله) في خلق الانسان


خطة الله(هدف الله) في خلق الانسان

الدكتور أبو دورام

 

سلام ونعمة الرب يسوع المسيح على حياتكم وعلى بيوتكم وعلى خدماتكم وعلى كل ما لكم، هو القادر أن يكون معكم في كل ظروف الحياة التي نعيش فيها، وهو الذي وعد أن يكون معنا من البداية إلى النهاية لأنه كذلك فهو البداية والنهاية وهو له خطة رائعة لحياتنا منذ ولادتنا حتى النهاية وهو مفتكر عنا أفكار سلام لا شر لكي يعطي لآخرتنا رجاء.

اليوم نريد أن نشجع بعضنا البعض من خلال كلمة الرب الحية الموجودة في(تك1: 26) وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».  

عنوان موضوعنا من خلال هذا المقطع الكتابي في هذا اليوم{{خطة الله(هدف الله) في خلق الإنسان}}

 

لقد خلق الله السموات والأرض، وكل ما فيها في ستة أيام ولكن عندما جاء الحديث عن خلق الانسان، الروح القدس يوضح لنا في هذا النص عظمة الله وإبداعه في خلق الانسان، لأن خلق الانسان هو جوهر خلق الله. وعندما نرى التنظيم الإلهي في كل الكون، فعندما ملأ الأرض التي كانت خربة وعندما ملأ السموات التي نراها بعيوننا من الشمس والقمر والنجوم والكواكب. كان في فكر الله أن يجهز كل ما يحتاج إليه الإنسان قبل أن يخلق الإنسان. فالله يجهز في حياتك لكي تكون من خطة الترتيب الإلهي. فإذا كنت لا ترى الآن الصورة غير الواضحة في حياتك. الله يريدك أن تفهم هذه الخطة الرائعة فيما بعد.

 

يا أحبائي، أراد الله أن يجهز كل شيء للإنسان لكي يتمتع به ويتسلط عليه. ماذا قال الله؟ «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا».  وهنا كلمة "نَعْمَلُ " فيها جمع  ولكنها هي مفرد لأنها تعود على الله وتفيد الإجلال والعظمة لله.

 وفي(تك1:1) فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. (أصل هذه الجملة باللغة العبرية هي: "برشيت" برأ إلوهيم). وهنا "إلوهيم" هو جمع وأما فعله (برأ) فهو مفرد. النص العبري أصلا "في البدء خلق إلوهيم" وتعني هذا الإجلال وأحياناً يستخدم الملوك عبارة "نحن.....". فكان يستخدمها الملك بصفته أنه الشخص الذي صدر منه الكلام. ليش هنا في النص العربي تأتي بكلمة "الله". لأن لو كتبت إلوهيم ربما أناس يفسروها أن الذي خلق هم عدة آلهة. ولكن هنا تعني غناء قدرة الله.

 

نحن نعلم أن الله يقدر على كل شيء وهو يجهزنا قبل أن يستخدمنا في كرمه. فهل تشعر اليوم كمؤمن ومؤمنة أن الله يجهز فيك لأن التجهيز هو من الله لكي تكون في خطة الله. أنا لست أعرف كيف يجهزك الله، لكنك أنت في هذه الأيام تعرف من خلال الظروف والتجارب والاختبارات أن الله وراءه  سر لكي يجهزك.

 

وكلمة الله لنا في هذا اليوم من خلال هذا النص(تك1: 26)يظهر لنا أن حياة الإنسان مميز في علاقته مع الله لأن حياته أتت بخطة إلهية سابقة وهذا كان في فكر الله. وأنت اليوم لابد أن تعرف أنك كشخص مؤمن ومؤمنة كل واحد فيكم مميز عن باقي كل الخليقة.

 

هل تشكر الله الآن لأجل هذا الامتياز؟ يا أحبائي لكي تكون هناك علاقة مميزة، لابد أن يكون ارتباطنا مع الله من خلال صلاوتنا وكلمته لأنه يساعدنا على استمرار في علاقته.

 

عندما أريد أن أعرف عن أخبار كنيستي في كوريا. فأنا لا أتطلع في الصحف ولكن عن طريق المراسلة أعرف أخبار أخوتي هناك. إذن أولا هدف وخطة الله من خلق الإنسان أن يكون مميزاً عن باقي المخلوقات وأيضا في علاقته مع الله. أنت تشبع قلبه أكثر من السموات الواسعة. أنت تفرح قلب الله أكثر من الطيور المغردة.

 

ثانيا: حياة الانسان على الأرض تعكس الطبيعة الالهية  للأرض.

يقول(تك1: 26) «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا».  يا أحبائي كثيرا ما نسمع تفاسير خاطئة لهذه الآية فهل قصد الله من الآية أن نكون مثل الله أم نكون الله على الأرض؟

 

مثال، كثيرا ما أسمع من الناس، ابني يشبهني أكثر من أمه. وهذا الشبه في تكوين داخلي أم خارجي. ولكن يمكن ابني شكل وجهه ونبرة صوته وسلوكه تشبه وجهي وصوتي وسلوكي. فكلمة "صورة الله" تختلف عن الشبه" لأن كلمة " صورة" لها عدة معاني وهي شخصية أو طبيعة أو قدرة على القرار الأخلاقي ولكنها لا تعني التمثيل الجسدي والتصوير الجسدي. أقصد التصوير الجسدي خارجي. ولكن نحن نعرف أن الله روح وهذا تعليم الرب يسوع للسامرية في(يو4: 24)فنحن نعكس حياة الله ولا نعكس صورة الجسد.

 

ماذا قال الكتاب في نفس السفر الذي نتحدث فيه اليوم(تك2: 7) وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً. وبالتالي لكل إنسان حياة روحية وذو حس في الأخلاق وله ضمير وقدرة لكي تمثل الله على الأرض. والكلمة "على صورته" مرتبطة بالقصد الإلهي لحياة الإنسان من العقل والإرادة والقدرة التي تعطي الحق أن يشترك الإنسان في صفات الله الجميلة والرائعة التي تعكسها حياة الإنسان على الأرض.

يا أحبائي نحن نعكس حياة الله على الأرض سوى كنا أخوة أو أخوات لأننا نحن جميعا مخلوقين على صورة الله، فالاختلاف ليس في القيمة بين الرجل والمرأة ولكن الأختلاف في الأدوار التي يقوم بها كل من الزوج والزوجة.

 

عندما نكمل النص في(تك1: 26) فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».  بعدما رأينا من كلمة الله أن الإنسان له هدف وخطة من الله على الأرض وأيضا عرفنا ماذا يقصد الكتاب بكلمة وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا».

عرفنا كلمة "صورة" بأننا نعكس حياة الله وصفاته على الأرض والآن دعونا نكمل باقي العدد " فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ...... إلى آخر العدد". من هذا النص نفهم أن الإنسان لابد أن يتسلط على كل شيء، ونرى كلمة السلطان كوكيل أمين وليس أتصرف بأني الله على الأرض. ولكن الإنسان فشل في هذه السلطة، فعندما نقرأ في رسالة(عب2: 8)دعونا نقرأ هذه الكلمات:" أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ». لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ الْكُلَّ لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ. عَلَى أَنَّنَا الآنَ لَسْنَا نَرَى الْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعًا لَهُ.

ولكن الآن لا لسنا نرى الكل بعد مخضعا له. وذلك بسبب الخطية التي دخلت إلى العالم عندما فشل آدم في هذه السلطة. ولكن الذي أرجع إلينا السلطان هو يسوع المسيح. فالله لا يريدك اليوم أنت تتسلط على الطيور والبهائم. ولكن على الخطية التي تحاربنا كل يوم .

 

وهذه السلطة التي في يسوع المسيح هي بالروح القدس عندما يصير الإنسان خليقة جديدة في المسيح فهو يكون صورة يسوع التي تعكس مجد الله الآب، لأننا نعرف أيها أحبائي أن يسوع هو صورة الله غير المنظور ونحن صورة يسوع المسيح، فلابد أن تعكس حياتنا على الأرض القداسة والطهارة التي كانت في يسوع وهو على الأرض.

الخليقة الجديدة التي في المسيح هي خليقة الله التي تدوس كل القوات الشريرة تحت قدميها والخليقة الجديدة أيضا لا تتقيد بالسلوك الخاطيء ولا الأفكار الروحية التي أخذها من الله بيسوع المسيح، لا على قوته الجسدية. ومع العلم أن الرب منحنا البركات الجسدية والروحية لكننا في علاقتنا مع الله، لابد أن نستخدم سلطانه الروحي الذي يمثل صورته فعلاً هنا على الأرض.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6