حزقيال 11 : 19 - 21


حزقيال11: 19-21

الدكتور أبو دورام

 

المقدمة:

زرت في الأسبوع الماضي إحدى البيوت هنا بالقاهرة واسم البيت فائدة عن طريق أحد الأخوة الأحباء. ووجدت الزبالة في وسط الطريق. وبصراحة كان من الصعب أن أُفكر في الصورة التي لم أراها في كوريا وأمريكا. يمكن الظاهرة صعب الواحد يتخيلها ولكن لما دخلت إلى بيت الأخ وجدته مرتباً وجميلاً، وبصراحة ما كنت أتصور هذه الوردة في حي كله زبالة في القاهرة.

·       دعونا نقرأ اليوم بنعمة الرب يسوع بعض الأعداد من كلمة الله الحية الموجودة في (حزقيال11: 19-21)

19      وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ،

20      لِكَيْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَيَحْفَظُوا أَحْكَامِي وَيَعْمَلُوا بِهَا، وَيَكُونُوا لِي شَعْبًا، فَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا.

21      أَمَّا الَّذِينَ قَلْبُهُمْ ذَاهِبٌ وَرَاءَ قَلْبِ مَكْرُهَاتِهِمْ وَرَجَاسَاتِهِمْ، فَإِنِّي أَجْلِبُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».

أخوتي الأحباء،

من خلال هذه الأعداد الرائعة التي سمعناها اليوم. أقول نعم، الرب ينظر إلى قلوبنا أكثر من مظهرنا الخارجي. معظم الناس يفكروا أنهم يهاجروا إلى أمريكا لأن كل واحد منهم يتوقع أحلام أمريكية تسمي "أمريكان دريم"، ولكن إذا شخص عاش في أمريكا يعرف أن الحياة في أمريكا صعبة للغاية. وإذا كنت لا تمتلك عربية(سيارة) فلا يمكن أن تخرج من بيتك، لأن الحياة هناك سواء خارج البيت أو داخله مختلفة تمامًا.

الله يُقْيِم حياتنا على أساس إيماننا وطاعتنا وليس على أساس نجاحنا الأرضي الظاهري. وعلينا أيضا ألا نحكم على الآخرين بالمظاهر الخارجية.

يد الرب عملت ومازالت تعمل هنا في وسطكم، وخاصة هذه الأيام. عندما تحدث الأمواج في البحر بسبب العاصفة فيكون داخلها هادئ بينما الجزء الأخر يتحرك بسبب شدة الأمواج. أخوتي الأحباء،

أنتم أيضاً اختبرتم يد الرب يسوع وهي تُمسك بكم، ووجودكم إلى هذه اللحظة هو الدليل على يده القديرة وسلامكم وسط كل هذه الظروف الصعبة أنه يوجد إله حي. فقد يكون لنا أشخاص أحباء على قلوبنا يجتازون في ظروف هذه الحياة الصعبة، ولكنهم يتمتعوا بحماية الله القديرة.

لكي تتمتع بالسلام الداخلي والحماية الإلهية فلابد أن تتكل بل تعتمد اعتمادًا كاملاً على شخص الله الآب، ولا تضع ثقتك لا في الناس ولا في ذاتك بل أن تكون تحت رعايته فقط.   

يا أحبائي،

لو كل واحد فينا يتمتع برعاية الرب وحمايته هذا دليل على دخولنا في علاقة شخصية معه دائمًا. وهذه العلاقة الجديدة هي نتيجة عمل الروح القدس فقط، أنه عمل الله لكن لابد أن نعترف بخطايانا ونتوب عنها ونتوقف أن نعملها.

علينا أن لا ننسى التوبة الحقيقية كما قال الرب يسوع في (مر1: 15) « قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».

سؤالي لكل واحد اليوم "هل أنت تبت عن خطيتك لكي تكون لك علاقة روحية مستمرة مع إلهك"؟!

في اللحظة التي تتوب فيها عن خطاياك؛ الرب يعطيك القلب الجديد والدوافع الجديدة.

سؤالي لكل مَنْ يسمع اليوم، "هل حصلت على القلب الجديد الذي تطهر بدم الرب يسوع"؟!

يا أحبائي،

القلب البشري الذي لم يتوب عن خطاياه ولم يتمتع بعطية الغفران بدم المسيح هو القلب الحجري القاسي بينما القلب الجديد هو قلب نقي مطيع وحنون ويتجاوب مع كلمة الرب بالروح القدس.

دعونا نقرأ مرة أخرى (حزقيال11: 19)" وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ."

القلب الواحد يدل على الوحدة في الهدف. بمعنى آخر قلوبنا تكتفي أي تشبع بالله فقط. فتكون صلاتنا لإلهنا كما تقول الترنيمة: تعال يارب بروحك ألمس أرضينا، نفسي عطشانة لروحك يا إلهنا أرويها.

يعود الرب ويؤكد على القلب الواحد أي القلب الذي تاب ويتمتع بغفران الرب في (حزقيال36: 26) " وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ."  

كان وعد الله  لشعبه بالبركات الروحية والمادية، ولكن لكي يتمم وعده فلابد أن يكون القلب جديد حتى نتبعه ويضع روحه في داخلنا. ويمنحنا بالروح القدس القوة لكي نعمل مشيئته. فأنت تحتاج أن يمنحك الرب القلب الجديد المغسول من خطاياك من الداخل والخارج.   

أخوتي الأحباء،

الرب هنا من خلال كلمته لنا اليوم يطلب منا أن نغير قلوبنا من الداخل ولا نعيش بالمظاهر الخارجية فقط. عارفين لماذا؟! لأن شعب إسرائيل كان يعيش في الخطايا ويفعلها باستمرار أمام الرب. وأيضًا الشعب هنا في مصر يفعل الخطايا التي كان يفعلها شعبه في القديم وهذا ما نراه في (إرميا11: 15) "مَا لِحَبِيبَتِي فِي بَيْتِي؟ قَدْ عَمِلَتْ فَظَائِعَ كَثِيرَةً، وَاللَّحْمُ الْمُقَدَّسُ قَدْ عَبَرَ عَنْكِ. إِذَا صَنَعْتِ الشَّرَّ حِينَئِذٍ تَبْتَهِجِينَ."

اذن كيف أنت تقول أنا أخذت الحياة الجديدة في يسوع المسيح بينما أنت تفعل الخطية والشر كل يوم!

نحن نقول إن مصر تحتاج إلى إرشاد الله وأنت تصلي من أجل التوبة الحقيقية لا لتوبة مزيفة نخدع فيها إلهنا. لأن التوبة الحقيقية هي عبارة عن الرجوع الكامل لله بالروح وبالنفس وبالجسد.

فالتوبة ليست الشعور بالندم والتوبة ليست اتخاذ القرار ولا إدراك الخطية، بل التوبة هي الرجوع التام إلى الرب مع الطاعة 100 في المئة. كيف تعرف أنك تبت توبة حقيقة كاملة؟ عندما تتمتع بالشركة الروحية والعلاقة الرائعة مع أبوك السماوي.

·       الرب وعدنا كما قال في (حزقيال11: 19)
"
وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا."

·       السؤال اليوم، هل سلمت حياتك للرب بالتسليم الكامل، بمعنى آخر هل تتمتع بعلاقة رائعة وشركة روحية كل يوم بأبوك السماوي؟

قال الرب أنا لا أذكر مرة أخرى خطايا شعب إسرائيل! هل هذا ممكن؟ نعم، عندما تاب الشعب قدام الرب عن خطاياه.

الله الآب عند الاستعداد اليوم أن لا يعود ويذكر خطاياك مرة أخرى إذا كنت قد تبت عن خطاياك بتوبة حقيقية وبالتالي دم الرب يسوع يطهرنا من كل خطية كما في (رسالة يوحنا الأولى1: 7).

الرب يسوع مات على الصليب بسبب خطايانا، وهو أيضًا حملها على الصليب لكي يُقدم لنا غفران الله وسلامه.

·       (إشعياء53: 5) "وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا."  

 

 

لقد بدأ العهد الجديد بدم يسوع المسيح عندما سُفك على الصليب من أجل كل العالم

·       (متى26: 28) " لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا."

الكنيسة اليوم وكل يوم تشترك في البركات الروحية التي لنا في شخص يسوع المسيح.

·       (رومية11: 17)"فَإِنْ كَانَ قَدْ قُطِعَ بَعْضُ الأَغْصَانِ، وَأَنْتَ زَيْتُونَةٌ بَرِّيَّةٌ طُعِّمْتَ فِيهَا، فَصِرْتَ شَرِيكًا فِي أَصْلِ الزَّيْتُونَةِ وَدَسَمِهَا."

الختام،

البركات الروحية  التي حصلنا عليها ونتمتع بها في شخص الرب يسوع هي: غفران خطاياك وبالتالي سكن الروح القدس في داخلك أي في قلبك الجديد النقي بدم يسوع المسيح.

في الختام أقول لكل واحد اليوم، يوجد أعظم خبر لك وهو تستطيع أن تحصل على غفران لخطاياك مهما كانت مدتها ومهما كانت قوتها من خلال دم الرب يسوع المسيح والعهد الجديد بالحياة الجديدة هو بدم يسوع المسيح فقط.

تقدر اليوم تتمتع بغفران خطاياك وحصولك على القلب الجديد الذي يصنعه فيك الله بدم المسيح وبالروح القدس بصلاة بسيطة اليوم بالإيمان"يارب يسوع من كل قلبي أتوب عن خطاياي طهرني بدمك وغسلني من كل خطية." آمين



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6