نعمة الله تنقل من الدينونة
الدكتور أبو دورام
قصة: كان رجل غني ولكنه أصبح مديون وتوفى قبل أن يسدد ديونه للآخرين. فهؤلاء الناس جاءوا بعد وفاته وأخذوا كل أثاث بيته. وكان له ابن وحيد لم يهتم به أحد لأن الكل كان يهتم كيف يحصل على حقه. وبالأخير جاء إلى هذا الابن جار له وتبنى هذا الولد. وعندما جاء هذا الولد إلى بيت هذا الرجل الذي تبناه، كان مع الطفل صندوق صغير فيه ألعاب الأطفال وكان في داخل هذا الصندوق كتاب مكتوب في الآتي: كل آراضي ترجع إلى من يتبنى ابني الصغير ويمكن له حق لكل ممتلكاتي. ونجد في هذه القصة الأمور التالية منها،
1) وصية من الأب
2) ابنه الوحيد.
ما الشسيء الذي تعتبره الأول في حياتك؟ أو ماهي الأشياء الرئيسية في الحياة المسيحية؟ لذلك دعونا اليوم نقرأ من كلمة الله الحية التي تنير قلوبنا وتفتح عيوننا من سفر(تك6: 8) وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.
عنوان موضوعنا في هذا اليوم هو {نعمة الله تنقل من الدينونة}
كيف تم إنقاذ نوح من الدينونة؟ بمعنى آخر، كيف تجاوز نوح الدينونة؟ وهذه القصة معروفة لدينا جميعاً أن نوح وجد نعمة في عيني الرب. فالله أعد له خطة بناء على هذه النعمة.
السؤال: ما هو الأفضل أن تسكن مع الآلام التي على الأرض، أو تسكن في السماء بدون الآلام مع ربنا يسوع المسيح؟
الإجابة: إذا كنت تريد في هذا اليوم أن تتجاوز هذه المرحلة بمعنى آخر أن تحصل على الراحة لآلامك وأحزانك. فالحل في النعمة التي في يسوع المسيح ربنا. وهي الحل لكل المشاكل التي يواجه الإنسان في الحياة. ماذا قال الكتاب في(تك6: 5،6)؟ وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ.
لكن ركز على الكلمة التالية "كُلَّ يَوْمٍ" والنتيجة "فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. فكانت نتيجة السقوط لآدم أنه جعل الإنسان يعرف الخير والشر. والنتيجة أصبح قلب الإنسان شريراً، وهذه الشرور الموجودة في قلب الإنسان سبب الآلام لقلب الله النقي وبسبب هذه الخطية دخل الآلم إلى العالم . وهذا الآلم سبب الحزن واليأس لحياة الإنسان. نقول إن نتيجة هذه الآلام أحزنت قلب الله. وماذا فعل الله؟
(1) الله حدد عمر الإنسان(120 سنة)
(2) الله وضع الدينونة على الإنسان في كلمة«أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ».
وهذه هي الدينونة التي تبين عدل الله مع أنه محب. والله يكره الخطية ولكنه يحب الخاطيء. ماذا فعل الرب نتيجة محبته؟ الله أعطى النعمة. ما معنى كلمة(النعمة)؟ «وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ». وهنا كلمة(النعمة) هي الإحسان والاستحسان لمن لا يستحق الإحسان. ونحن نرى أن الإنسان يستحق الدينونة ولكن الله وفر النعمة لكي تكون هذه النعمة مستحقة من الله للإنسان. فهي جود من الله على الإنسان.
يا أحبائي، عندما نجد النعمة من الله، فبالتالي نحن ننجو من الموت والدينونة وننجو من غضب الله على الأشرار. نوح وعائلته وجدوا النعمة في عيني الله. وبالتالي ننجو من الدينونة النجاة الحقيقية في ابنه يسوع المسيح. الإنسان لا يقدر أن ينقذ نفسه بنفسه من الدينونة. نحن تبررنا عندما كسانا بر يسوع المسيح. ولكننا ملوثين بالشرور من الداخل. إذن كيف نحل مشكلة هذا التلوث الموجود في قلب كل واحد فينا ؟ عندما نطلب من الرب أن يطهرنا بدم يسوع المسيح وهذا يحتاج إلى تقديس حياتنا.
وهذا الرجل في القصة أخذ هذا الابن، ولكنه أخذ عطفا ومحبة منه، وفي نفس الوقت لم يكن يعرف أنه سيكون أغنى رجل في هذه المدينة. وأنت ان كنت تقبل يسوع المسيح ابن الله بمحبة ستصبح أغنى الأغنياء هنا وفي السماء.
ونرى كما كانت في أيام نوح سيكون أيضا مجيء ابن الانسان(مت 37:24). ودينونة الله ستأتي على الأشرار. فهل تريد أن تنجو من الدينونة؟ عليك أن تحصل على النعمة المُخلصة لحياتك التي في المسيح يسوع كما قال الكتاب في(أف2: 8) لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. وَمَنْ هو عطية الله؟ يسوع المسيح هو عطية الله. فهل تقبل هذه العطية الآن؟
ولكن السؤال التالي: ماذا فعل نوح؟ نوح كان يبني الفلك ويثق بكلمة الله. وسار نوح مع الله وفعل ما أمره به الله. وهكذا فعل. ونحن اليوم إذا كنا قد حصلنا على هذه النعمة، فيجب أن يكون علينا مسؤولية وهذه المسؤولية هي(المأمورية العظمى)وبالتالي علينا بالكرازة. والكرازة لا تأتي الا من خلال محبتنا الحقيقية ليسوع المسيح. والسؤال: هل أنا مرسل من الله؟ هل أنا ملزم أن أكرز للآخرين؟ وهل كنيستي هي كنيسة تكرز للآخرين؟ وهل كنيستي ترسل من شعبها إلى العالم الذي حولنا لكي نربح منه النفوس؟
يا أحبائي، الكنيسة في كل مكان هي مسؤولة أمام الله عن العالم الهالك الذي من حولنا. وعلينا أن نكرز ونقدم يسوع المسيح الابن الذي فيه الحياة. وإذا كنا نكرز للآخرين فنحن نعبر عن محبتنا ليسوع المسيح ومحبتنا للنفوس لكي تنجو من الدينونة. الكرازة رد فعل لمحبة المسيح.
هناك قصة عن القسيس(كيفاسينغ فانغي)في أوغندا. الحكومة هناك كانت تحاول قتل هذا القس لأنهم كانوا يعتقدوا أن هذا القس يحاول أن يقوم ضد الحكومة. وفي صباح عيد القيامة أرسلت الحكومة بموافقة رئيس أوغندا خمس رجال من الأمن لقتل القس وانتظروا حتى ينهي الخدمة وبعد انتهاءه من الخدمة خرجوا به إلى خارج الكنيسة وقال له رجال الأمن: {نحن أرسلتنا الحكومة حتى نقتلك} فقال لهم: "أنا لا أخاف من الموت لأن هذا الصباح هو صباح الإنتصار والقيامة للرب يسوع الذي انتصر فيه على الموت، وأنا لا أخاف ولكن ممكن أن تعطوني دقائق للصلاة".
فابتدأ يصلي وخلال الصلاة ابتدأ الرجال الخمسة المرسلين من قبل الدولة لقتله يبكون ويبكون حتى سلموا حياتهم للرب من خلال إيمان هذا القس الأوغندي. والسبب لأن هذه القسيس وجد نعمة في عيني الرب. لقد قال الرب يسوع في(يو16: 33) قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».
يا أحبائي، السؤال لكل واحد فينا اليوم إذا كان الرب يسوع خلصنا من خطايانا بدمه، كيف نعبر عن محبتنا ليسوع المسيح؟
صلاة:
يارب يسوع المسيح نحن نشكرك لأجل النعمة المجانية التي خلصتنا وحررتنا من كل عبودية ساعدنا من اليوم أن نعبر عن محبتنا لك بأن ننقذ الآخرين من الدينونة ونكلمهم عنك في اسمك نُصلي. آمين.