الآلام يصنع عبد الرب


الآلام يصنع عبد الرب

الدكتور أبو دورام

 

سلام المسيح لكم، يا أبناء الرب وعبيد الرب وخدامه. في القرن الرابع عشر في كوريا كان هناك آداب تقليدي أن العروس لكي تعيش في بيت العريس بعد الزواج لابد أن تفعل كالتالي: تعيش لمدة ثلاث سنوات كأنها لا تسمع، وكأنها لا تتكلم، وكأنها لا ترى.

وهذا الأمر كتابي ينطبق على شخص الرب يسوع بروح النبوة في العهد القديم كما في(مز 13:38-15) وَأَمَّا أَنَا فَكَأَصَمَّ لاَ أَسْمَعُ. وَكَأَبْكَمَ لاَ يَفْتَحُ فَاهُ. وَأَكُونُ مِثْلَ إِنْسَانٍلاَ يَسْمَعُ، وَلَيْسَ فِي فَمِهِ حُجَّةٌ. لأَنِّي لَكَ يَا رَبُّ صَبَرْتُ، أَنْتَ تَسْتَجِيبُ يَا رَبُّ إِلهِي.

لذلك دعونا اليوم نقرأ من كلمة الرب هذا المقطع الكتابي من(إش52: 13ــ53: 12) هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا. كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَدًا أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ، وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. هكَذَا يَنْضِحُ أُمَمًا كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ، لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ، وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ. لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.

يا أحبائي، في كل مرة نحتفل بعيد القيامة نتذكر موضوع آلام الرب يسوع ومجد قيامته وصعوده، وكما نعرف أن(إش52، 53)ينحدث بروح النبوة قبل 720 قبل الميلاد تقريباً عن شخص الرب يسوع بصفته العبد/ الخادم المتألم لأجل شعبه، وأيضاً عن مجده.

فنجد كلمة"العبد" المذكورة في(إش53: 13) هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا. النبي إشعياء يتكلم عن المسيا وهو شخص الرب يسوع المسيح الذي سيتعظم جداً بسبب تضحيته ويمكن تقسيم هذا المقطع الكتابي المذكور أمامنا إلى قسمين:

1)    من(إش52: 14ـ53: 10) يتحدث عن الرب المتألم

2)    ومن(إش53: 11ـ12)يتحدث عن الرب الممجد  

 

يا أحبائي، لابد أن نعرف الآلام أساس المجد والمجد هو نتيجة الآلام، وبدون الآلام لا يوجد المجد. وبناء على هذه المقاطع يمكن أن نجد أن كثيرا من خدام المسيح يتوقعون المجد في حياتهم أو في خمتهم ولكن بدون أن يتألموا. وكثيرون من الخدام حتى في هذه الأيام يركزون في الوعظ في كنائسهم على المجد أكثر من الآلام لأن طبيغتنا البشرية والكثير من الخدام يخافون من الآلام رغم أن الآلام هي مفتاح البركة علينا أن نتذكر(عب2: 8)لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.

السؤال لكل شخص اليوم،

·         هل تريد أو تحب أن تدهش أمماً كثيرة؟

·         هل ترغب أو تحب أن ترى نسلك المبارك وتطول أيامك؟

·         هل ترغب أو تحب أن تشبع وتتحلى؟

·         هل تتوقع أن تكون رجلاً محتقراً ومرفوضاً من المحيطين بك؟

·         هل تتوقع أن يكون منظرك مفسدأً(قبيحاً) أكثر من بني آدم ولا جمال لك؟

السؤال الشخصي لك: مثلاً إذا رأيت إنساناً يتألم ويتوجع كما تألم يسوع، هل تعتقد أن هذا الشخص يسير في خطة الله؟ تذكر كلام الكتاب المقدس(إش53: 10) أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.

وهل الشخص المتألم تعتبره مصاباً مضروباً من الله؟ تذكر أنه توجد الآلام بحسب مشيئة الله وشخص الرب يسوع المسيح هو الذي تألم بها وكنتيجة هذه الآلام يرى نسلاً تطول أيامه. وتوجد نوع من الآلام يصنعها الإنسان لنفسه فالرسول بطرس يذكر مثل هذا النوع من الآلام(1بط4: 15) فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِل، أَوْ سَارِق، أَوْ فَاعِلِ شَرّ، أَوْ مُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ.

 

السؤال الثاني: إذا كنت في يوم من الأيام تحت الآلام والضيقات كيف ستكون صلاتك؟ يمكن أن تصلي هكذا: "يا رب، ساعدني أن لا أكون تحت الآلام والضيقات والوجع" أو تصلي وتقول: "يارب أرفع عني هذه الآلام والضيقات والوجع". أو تصلي هكذا: يا رب أظهر مجدك من خلال هذه الآلام والضيقات والوجع. إذا كانت صلواتنا هكذا فنحن نتعلم الدرس من الآلام.

 

هل أنت شخصياً من الأشخاص اللي يهتموا بالمجد أكثر من الآلام؟ أو يهتموا بالأمور السهلة والتي لها قيمة أمام الناس؟ وتتوقع من الآخرين أن يصفقوا لنا أو تهتم بالأمور المكلفة وتكون خادما للصغار؟ فإذا كنت أنت تهتم بالأمور السهلة التي لها قيمة أمام الناس فسوف ترفض الإضطهادات والضيقات من أجل يسوع المسيح.

 

كثير من الخدام يحبوا الخدمات التي تعود بالمجد لسمعتهم ويحبوا الصيت والناس تتكلم عتهم والقليل من الخدام لا يهمهم الخدمات الغير ظاهرة قدام الناس وممكن يتألموا في هذه الخدمات ولكنهم يشعروا بالفرح والسعادة وهم يقوموا بهذه الخدمات لأنهم يريدوا أن يكونوا كيسوع في خدمتهم(إش53: 11) مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا.

السؤال اليوم لك، هل تقدر أن تتحمل متاعب ومشاكل الآخرين؟ هل لديك الاستعداد أن تدفع الثمن في خدمتك للرب يسوع؟ إذا كنت وضعت أمامك الآلام كمؤمن أو كخادم هذا يجعلك أن تدفع الثمن لأجل يسوع المسيح، وبدون المحبة ليسوع المسيح لا نقدر أن نتحمل الآلام والضيقات ولا نقدر أن ندفع الثمن في الخدمة لأن المحبة هي سر العطاء.

السؤال في هذا اليوم لكل شخص،

ما السبب الذي يجعلنا أن نعيش بأمانة ليسوع المسيح رغم الآلالام والضيقات؟ هل لأجل مدح الناس لنا؟ أم تعبير عن محبتنا للرب يسوع المسيح؟

 

يا أحبائي لابد مجد القيامة أن يمر بفترة الآلام، وإذا كنت تتوقع مجد القيامة قبل أن تفكر في آلام الصليب فأنت لا تعرف ما هو معنى القيامة الحقيقي؟ يسوع حمل خطايانا وهو تحمل متاعب الآخرين، ونحن تلاميذ يسوع والتلميذ هو الشخص الذي يتبع طريق يسوع وهو حمل الصليب، والصليب يعني الآلام وتحمل متاعب الآخرين. وهل ترى أن حمل الصليب والآلام لا تخصك ؟

 

يقول النبي إشعياء عن شخص يسوع المسيح العبد المتألم(إش53: 3) مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ.

فالذي يحمل الصليب سيكون كيسوع محتقر، والعمل الجميل في نظري ممكن أن يكون محتقرا في نظر الله، والعمل المحتقر في نظري أنا مقبول عند الله.

 

يسوع هو العبد الذي أتى وتألم لأجلنا ومات عن خطايانا وبذل نفسه عنا. فيسوع المسيح العبد يتألم لأجل الآخرين. هل أنت عندك الاستعداد أن تكون كشاة مذبوحة كيسوع أم أنت كشاة جميلة تخاف من الآلام؟ يسوع قد تألم لأجلنا. هل تقدم نفسك لأجل الآخرين حتى لو وصل الأمر إلى الموت؟ كان منظر يسوع غير لائق بسبب تضحيته وآلامه لأجلنا. وكذلك منظرنا يكون غير لائق بسبب الآلام لأجل يسوع المسيح.

 

في السبعينات كانت النساء الكوريات لا يردن أن يرضعن أولادهن من صدورهن لأن صدرها نتيجة الرضاعة المستمرة سيفقد جماله. وإذا كنت تعيش كعبد متألم فالرب يرفع قيمتك لكي تكون هنا في مجد وهناك أيضا معه في مجد. لقد قبلت أمي أن يكون صدرها مشوهاً بلا جمال، لكي تحي أولادها، ولا تحرمهم من الحنان لأنها تعرف أن الجمال سيزول ولكن الحب سيبقى .

يسوع تشوهه لكي يعطينا جماله. ومن خلال آلام يسوع صنع الخلاص. ويعني هذا الصليب إلى محبة يسوع لنا وقد تألم من أجلنا(إش52: 15) مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ، لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا. َمْ يُخْبَرُوا بِهِ، وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ.

 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6