Tue | 2019.May.21

التواجد في الظلمة

إرميا 4 : 23 - 4 : 31


يرى الخراب في رؤية
٢٣ نَظَرْتُ إِلَى الأَرْضِ وَإِذَا هِيَ خَرِبَةٌ وَخَالِيَةٌ، وَإِلَى السَّمَاوَاتِ فَلاَ نُورَ لَهَا.
٢٤ نَظَرْتُ إِلَى الْجِبَالِ وَإِذَا هِيَ تَرْتَجِفُ، وَكُلُّ الآكَامِ تَقَلْقَلَتْ.
٢٥ نَظَرْتُ وَإِذَا لاَ إِنْسَانَ، وَكُلُّ طُيُورِ السَّمَاءِ هَرَبَتْ.
٢٦ نَظَرْتُ وَإِذَا الْبُسْتَانُ بَرِّيَّةٌ، وَكُلُّ مُدُنِهَا نُقِضَتْ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، مِنْ وَجْهِ حُمُوِّ غَضَبِهِ.
٢٧ لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: « خَرَابًا تَكُونُ كُلُّ الأَرْضِ، وَلكِنَّنِي لاَ أُفْنِيهَا.
٢٨ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ تَنُوحُ الأَرْضُ وَتُظْلِمُ السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقُ، مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدْ تَكَلَّمْتُ. قَصَدْتُ وَلاَ أَنْدَمُ وَلاَ أَرْجِعُ عَنْهُ».
٢٩ مِنْ صَوْتِ الْفَارِسِ وَرَامِي الْقَوْسِ كُلُّ الْمَدِينَةِ هَارِبَةٌ. دَخَلُوا الْغَابَاتِ وَصَعِدُوا عَلَى الصُّخُورِ. كُلُّ الْمُدُنِ مَتْرُوكَةٌ، وَلاَ إِنْسَانَ سَاكِنٌ فِيهَا.
الغواية الباطلة
٣٠ وَأَنْتِ أَيَّتُهَا الْخَرِبَةُ، مَاذَا تَعْمَلِينَ؟ إِذَا لَبِسْتِ قِرْمِزًا، إِذَا تَزَيَّنْتِ بِزِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، إِذَا كَحَّلْتِ بِالأُثْمُدِ عَيْنَيْكِ، فَبَاطِلاً تُحَسِّنِينَ ذَاتَكِ، فَقَدْ رَذَلَكِ الْعَاشِقُونَ. يَطْلُبُونَ نَفْسَكِ.
٣١ لأَنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا كَمَاخِضَةٍ، ضِيقًا مِثْلَ ضِيقِ بِكْرِيَّةٍ. صَوْتَ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ تَزْفِرُ. تَبْسُطُ يَدَيْهَا قَائِلَةً: «وَيْلٌ لِي، لأَنَّ نَفْسِي قَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهَا بِسَبَبِ الْقَاتِلِينَ»

يرى الخراب في رؤية(23:4-29)
يصف إرميا الرؤية التي رآها لخراب العالم، حيث كانت الأرض لا شكل لها وخالية، والنور قد ذهب عن السماوات. وكانت النبوَّة تُعيد سَرد قصة أحداث الخليقة في (تكوين1)، لكن الآن كل شيء يتحرك في الاتجاه المُعاكس أي من الخليقة الحسنة إلى أن تعود خربة وخالية مرة أخرى، وكان العالم غارقًا في نفس الظلمة التي كانت تُغطيه قبل ما يُعطيه الله شكلًا. إن المدن تُصبح مهجورة، عندما تبدأ الجيوش إستعدادها للهجوم في حرب. وعن قريب، ستكون الأرض خربة بالكامل، لكن قال الله أنه لن يُهلكها تمامًا. لأنه لا يزال لديه خطط مُستقبلية لشعبه ثابتة ولن تتغيَّر، وهو لن يتراجع عن خططه هذه من أجل أن يدين شعبه. الله له السيادة على شعبه وعلى الأرض التي خلقها. دعونا نُقدِّم خُضوعنا لإرادته بكل تواضع.

الغواية الباطلة(4: 30-31)
بينما تتدفق الكنوز والأموال البابلية إلى الأرض، كان إرميا ينتقد يهوذا لمحاولته القيام بالمساومة مع أعدائه في اللحظات الأخيرة. فقد كانت يهوذا مثل الزانية التي تتزين بالملابس الجميلة وبالذهب وأدوات التجميل -الماكياج-. فهي تُجمِّل نفسها لعُشَّاقها بلا جدوى لأنهم احتقروها وكانوا يُدبِّرون كيف سيُدمرونها. وإن الوصف الأكثر دقة لحالة يهوذا هو صورة إمرأة تتألَّم من مخاض الولادة المؤلم، وهي مهجورة ووحيدة وتتسول الرحمة. قد تخلَّت يهوذا بالفعل عن الرب، الذي هو زوجها الحقيقي، لذلك فإن قيامها بأي أعمال زنا أخرى هذا بالتأكيد سيجلب المزيد من الآلام. إن الخطية ينتج عنها عواقب، ومحاولاتنا لتغطيتها سيُزيد الأمور سوءًا. إنه من الأفضل جدًا أن نُقر ونعترف بيأسنا وحاجتنا الشديدة إلى الله بدلاً من أن نُحاول إصلاح الأشياء بقوتنا.

التطبيق

متى شعرت أنك بلا رجاء وفي يأسٍ؟ كيف لخطة الله السيادية لحياتك أن تمنحك الرجاء، حتى في أكثر الظروف صعوبة؟
متى حاولت إصلاح أخطائك بقوتك؟ ما هي البركات التي حصلت عليها عندما صرخت إلى الله طالبًا المساعدة؟

الصلاة

يا الله الآب، أعرف أنه دائمًا ما يوجد فيك رجاء، حتى عندما تجعلني ظروفي مُجربًا باليأس. عندما أواجه الصعوبات، ساعدني أن أُقاوم التجارب وألَّا أعتمد على القوة البشرية، بل أتكل عليك وحدك دائمًا في كل احتياجاتي. في اسم يسوع، آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6