مكرس للصلاة (4: 2- 4)
تكشف تعليمات بولس الأخيرة عن إنكاره لذاته، واهتمامه بالذين لم يؤمنوا بعد. حتى أثناء ما كان مُقيدًا في السلاسل، يطلب من الكولوسيين أن يصلُّوا من أجل أن يستمر الإنجيل في الانتشار. ويحثهم بولس على أن يُكرِّسوا أنفسهم للصلاة والسهر - أي مع الإصرار والمثابرة والاجتهاد والتوقع - أن يكون وعظه واضحًا ومفهومًا للجميع. إن السر وراء هذا النوع من الانضباط يَكمُن في أن كوننا شاكرين لله أنه قد وصل إلينا بنعمته الغنيَّة وخلَّصنا. الروح القدس هو وحده القادر على خلاص النفس الخاطئة الشريرة، لكنه يستخدم الناس والموارد ليأتي بالآخرين إلى الإيمان. لأنه لا يزال هناك الكثير يجب القيام به من أجل الوصول إلى الخُطاة البعيدين، يجب أن نُكرِّس أنفسنا للصلاة بإصرار وبإستمرار.

الصلاة والشهادة للرب(2 :5 -6)
أن تُصلِّي وتشهد للرب
ينتقل بولس من دعوة المؤمنين للصلاة إلى وَصف كيف أن غير المؤمنين يراقبون كلماتهم وأفعالهم. لذا فهو يحثهم على أن يكونوا حُكماء في الطريقة التي يتصرَّفون بها تجاه مَن لا يعرفون المسيح. كَونك حكيمًا في هذا المجال سيؤدي إلى وجود فُرص من خلالها ستقود آخرين إلى يسوع. تلك العبارات "مُمتلئة بالنعمة" و "مُصْلَحًا بِمِلْحٍ" تتحدث عن استخدام الكلمات المليئة بالروح الطيبة. وأخيرًا، إنها حياة صلاة التي تؤدي إلى هذا النوع من الحياة بين أولئك الذين لا يعرفون يسوع. الأهم من ذلك، أن الوقت الذي نقضيه في الصلاة يُساعدنا في العثور على الكلمات التي نقولها عندما نحتاج إليها - كلمات الحياة والسلام والكلمات التي تقود الآخرين إلى يسوع.