الجهاد في الصلاة (39:22-46)
يفهم يسوع أفضل من أي شخص معنى الجهاد في الصلاة. يعرف أن حمل الله الكامل هو الذبيحة الوحيدة التي يمكنها تحقيق عدل الله وإظهار محبته في آن واحد، لكنه ليس متحمسًا لاجتياز تلك المعاناة والموت. في صلاته الحزينة، تعرق يسوع دمًا، في إشارة إلى دمه الذي سيُسفك قريبًا على الصليب. في تلك الأثناء، لم يستطع التلاميذ الاستيقاظ، وحثهم يسوع على الاستيقاظ والصلاة ليتقووا روحيًّا ولا ينهاروا تحت وطأة شهواتهم وتجاربهم كما هم يفعلون الآن وهم نائمون. يذكرنا هذا بأهمية اليقظة الروحية والقوة والصمود الذي يمكننا الحصول عليها من خلال الصلاة.

في مواجهة الظلمة (47:22-53)
"ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة"، يقول يسوع ذلك لأولئك الذين أمسكوا به (آية 53). ماذا نختار عندما نواجه أزمنة الظلمة، هل نحارب أم نهرب؟ لا يجب يسوع بأي منهما. بل، يخضع لأبيه، واثقًا فيه وعالمًا أن هذه هي مشيئته. بعدما تقوى يسوع بالليلة التي قضاها في الصلاة، يُظهر لنا الإيمان الهادئ في مواجهة الخضر. مع ذلك، يفزع التلاميذ ويستجيب أحدهم بالعنف ويقطع أذن عبد رئيس الكهنة. عندما نواجه اللحظات التي تبدو فيها وكأن الظلمة تحكم، قد نستجيب كما فعل يسوع، ونتقوى من أوقات الصلاة مُظهرين إيمانًا وثقةً في قوة الله ليحملنا خلال تلك الأوقات.