محبة الملك (33:23-38)
عندما نقضي وقتًا لنفكر في ما احتمله يسوع، الخيانة والقبض عليه، والتعيير الذي لا ينتهي، والضربات المعذِّبة، والمحاكمات الظالمة، والموت والصلب المهينين، نتعجب أكثر بالكلمات التي تخرج من فمه إذ كان معلقًا في ألم: "يا أبتاه، اغفر لهم" (آية 34). بدلًا من إظهار المرارة والغضب أو حتى العجز، يقدم يسوع محبة وغفران وهو على وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ولا زال الناس يسخرون منه. كان الهدف من اللافتة المكتوب عليها "ملك اليهود" هو إدانة التهمة الموجهة من الرومان، لكن بالنسبة لأولئك الذين قبلوا محبة يسوع وغفران، إنه اعتراف قوي بالحق.

وعد الفردوس (39:23-43)
هناك اختلاف كبير بين المجرمين: الأول مليء بالازدراء ليسوع بينما الثاني يرى ماهية يسوع الحقيقي ويقر به. المجرم الثاني على وشك الموت بسبب أفعاله المرعبة، ولا يمكنك فعل أية أعمال بارة كتابع ليسوع. مع ذلك يعده يسوع بمكان في الفردوس، الوطن الأبدي للمؤمنين. يا لها من صورة رائعة للنعمة! عندما نقر بأن يسوع هو المخلص، نأتي أمامه فارغي الأيدي، صارخين من أجل رحمته، مثل المجرم الثاني. لا يمكننا أبدًا الحصول على وعوده ببرنا الذاتي. يكمن رجاؤنا فقط في نعمة الله الكاملة التي يعطيها لنا مجانًا.