ماهي العبادة الحقيقية؟ مزمور 95: 6


 
ماهي العبادة الحقيقية؟
مزمور 95: 6


" هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الرب خالقنا " هُنا يُقّدم دعوة ويبدأ بثلاث أفعال " نسجد ونركع ونجثو وهذه الافعال هي علامة من علامات العبادة ، من هو الشخص الذي نعبده؟ الاجابة " أمام الرب خالقنا " ونرى في يوحنا 4: 19 إن الرب يسوع المسيح يوضح للسامرية موضوع مُهِم جداً، وهو العِبادة. لو أنا اليوم سألتك هذا السؤال ، ماهو مفهومك لمعنى العبادة ؟ نحن نقول : نذهب الى الكنيسة لكي نعبد الرب . هل حضورك للكنيسة هو العبادة؟ الكتاب المقدس يوضح أن مفهوم العبادة أكثر من ذلك وهو أن نعطي الرب.
عادةً نعبد الله في الكنيسة عبادة شكلية وأقصد الشكلية يعني ترانيم + صلاة + عطايا وسماع لكلمة الإنجيل والترنيمة الختامية والراعي يقول إنتهى الاجتماع والرب يكون معكم. العبادة الحقيقية هي تقديرنا لله الآب من خلال سلوكنا وتسبيحنا وأعمالنا طوال اليوم سواءكان في البيت أو الشارع أو في العمل أو في الكنيسة . ماذا يقول لنا النص اليوم الذي قرأناه؟المرأة السامرية كانت لديها أسئلة . أين مكان العبادة الذي نعبد فيه الرب ؟ هل هو جبل جرزيم ؟ ولكن الرب يسوع أرادة أن يشجعها فقال لها حتى ولا أورشليم مكان العبادة ولكن أين مكان العبادة؟ في أي مكان يسجد فيه المؤمن بالروح والحق. مثلاًبولس وسيلا عندما كانا بالسجن" نحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله. يسوع المسيح يقدم الطريقة الصحيحة للعبادة لقد قال يسوع لنا " أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فِكرك ومن كل نفسك ومن كل قُدرتك" . لا يهتم الله بالألتزام الفاتر والطاعة الجزئية أننا ممكن الأن نكون في الكنيسة بالجسد ولكن فكرنا يكون في البيت. والمكان الذي بعبد فيه الرب غير مُهِم بقدر لماذا نحن نعبده وكم نقدم للرب عندما نعبده؟ هل نحن ألأن في الكنيسة نعطي للرب قلوبنا بالكامل وفكرنا ونفسنا وجسدنا في عبادتنا له؟ فالعبادة بهذه الطريقة تُسّرِ الله. فيجب أن تكون العبادة مُرتكزة على الكتاب المقدس كما طلب الرب منا أن نسجد بالحق والروح. كلمة السجود بالحق تعني إننا نعبد الرب بحسب كلمة الله كما هو مُعلن حفاً في الكتاب المقدس . ما هي شروط العبادة الحقيقية؟
أولاً، بتنقية قلوبنا حتى نقدر أن نعطي للرب. ونحن نقول " نعبد الرب بخشوع " وهذا لا يأتي إلا من القلب المتواضع والمنكسر أمام الرب .
ثانياً، نعبد الرب بالحق معناه أن العبادة الحقيقية تكون بحسب كلمة الله أو مبني على أساس كلمة الله ، فيسوع المسيح وضح للسامرية ليس المكان هو الذي يحدد عبادتنا ولكن كيف نعبده بالروح والحق ؟ فنحن نحتاج إلى إصلاح أسلوب عبادتنا حتى لا تكون عبادة روتينية ، فالعبادة الروتينية هي نظام وليس من قلوبنا. وماذا يقصد بالسجود بالروح؟ عندما تقابل الرب يسوع مع نيقوديموس( يو 3 : 3) قال له: الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" .وهذه الآية الأخيرة تعني إن كان أحد لا يولد من الماء, من الروح نفسه لا يقدر أن يدخل ملكوت الله . ما هو الشرط الثالث؟ ثالثاً، يجب أن نكون أولاد الله أي مولودين وِلادة روحية ثانية حتى نقدر أن نتواصل من خلال أرواحنا مع الروح القدس ونصلي ونعبده ، لأن الله أعطانا الروح ولكن نحن قبل أن نقبل يسوع كانت أرواحنا ميتة بسبب الخطيئة ولكن بدم يسوع المسيح تصالحنا مع الله من خلال موته وبالتالي أرواحنا صارت حية من خلال الروح القدس . ماذا قال الرسول بولس في رو12: 1 فالرسول بولس يخاطب المؤمنين ويقول لهم : " أطلب إليكم أيها ألاخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مُقدسة مرضية عند الله. عبادتكم العقلية وهي تخُص الذهن بمعنى حتى أذهاننا في محضر الله ، تُفكر في الله فقط، فهو يطلب كالتالي:
1- أرواحنا مُتصالحة مع الله ومُتواصلة معه.
2- أجسادنا مثل الذبيحة المُقدسة على مذبح التكريس.
3- أذهاننا ، نستأسرها لأجل المسيح.
ماذا يقصد الرسول بولس في كلمة " ذبيحة حية " . وهي فكرة مُقّتبَسَةَمن العهد القديم لأن الذبيحة كانت تُقَدّم وتُذبح ومعناه كانت تموت ولكن هنا يقول أن حياتكم هي ذبيحة حية بسبب الروح القدس الذي فيكم وهذا يدفعنا أن نعبد الرب في كل الحالات سواء في التعب أو ألارهاق أو او الشعور بعدم رغبتنا في العبادة .فموضوع عبادتنا للرب كمؤمنين حقيقيين يسكن فينا الروح القدس هو الذي يجعلنا أن نعبد الرب في كل الحالات والظروف. ممكن تكون فرحا، او حزينا ولكن عبادتنا للرب لا تتوقف على ظروفنا.
العبادة الحقيقية هي عندما تستجيب أروحنا لروح الله ( الروح القدس ) نلتصق به بمعنى نكون في علاقة صحيحة معه ويكون أفضل أُسلوب للعبادة هو ذلك الذي يمثل مُحبتنا لله أكثر ، فألاسلوب للعبادة يختلف من شخص الة آخر . ولكن الطريقة الوحيدة هي بالروح.
في الختام ، تذكر إن الله روح فالعبادة ليست بالجسد بل الروح، والجسد تُقدم كذبيحة ولكن العبادة هي عندما تتصل أرواحنا بالروح القدس يحدث تلامس روحي وعندها تُقدم عبادة حقيقية لله.نحن نعبد الرب عبادة حقيقية عن طريق " قلوبنا النقية، كلمة الله، كأولاد مولودين ولادة ثانية ، بالذهن" والمكان لا يحدد عبادتنا بل نحن المؤمنين نعبد الرب بقلوبنا في كل مكان. العبادة هي أسلوب حياة المؤمن . كيف تعبد الرب؟هل بالجسد أم بالروح أم بالذهن؟علينا أن نعبد الرب بالجسد وبالروح وبالذهن كلها. وهذا السؤال كل واحد منا يجاوب عليه ونتذكر أن عبادتنا لله هي نابعة من محبته لنا ومحبتنا له.  



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6