المواهب الرائعة لا تخلق مؤمنين رائعين


 

مساء اللخير , لقد راينا عمل الله في المؤتمر الروحي في اليوم الاول والثاني من هذا الشهر, وخاصة كل الطوائف الانجيلية شاركت في هذا المؤتمر لاول مرة. ويقولون ان القس كان عمله رائع ولا يذكرون بعض الناس ان عمله كان من الله . وعمل الله هذا بقوة الله.

 

من هو رأس الكنيسة؟ هل راعي الكنيسة يستحق التصفيق من الناس؟ لمن تعطى المجد؟ لراعي الكنيسة او الله؟ هناك كثيرون من الاخوة يخدمون يسوع. ويقولون ان لم يوجد فلان من بيننا ما كانت النتيجة هذه . هل الرب يحتاج اليك(لو 11: 3) . فيجيب عليك ان تؤدي وظيفتك دون اي شعور بالكبرياء او الاستقلالية او عدم القيمة.

 

لنا شرف كبير لاني اخدم وامثل انا صورة المسيح على الارض. الناس تراني وتمجد قبل ابي الذي في السماء. وكل مؤمن له اهمية في بناء جسد الرب. واهميتي لا تكون سبب كبرياء لي.

وبعض الناس لديه قوة الشفاء ولم يخطر في بالهم ان الله هو الذي يعمل بناء علي ايمانهم.

 

السؤال هنا امامنا . اذا صارت نتيجة الخدمة غير ناجحة فماذا تقول ؟ مثلا ميكن ان تقول

" انت سبب الفشل واللعنة " او تقول له " انت سبب البركة" . هل انت تمهد وتسهل لطريق الرب ؟ ام تضع الصعاب في طريق الرب ؟ اذن من هو راس الكنيسة؟

 

كما تعرفون, نحن اولاد الله ونحن قديسين, هل انت منفصل عن العالم ؟ نحن في العالم وليس من العالم . هل حياتك حياة مقدسة ونقية ومطهرة بعد الخلاص من الخطية؟ هل تتاكد من الخلاص ويسوع المسيح  بذل نفسه من اجلنا . تبررنا بدمه على الصليب . تبررنا بالايمان بدون اعمال الناموس. ولكن لماذا تريد ان ترجع الي الناموس اي الي قبل ايمانك بالمسيح . هل انت بار او نتحسب انك بار. اذا كنت تظن انك تعمل عملا صالحا فاحذر من يدخل قلبك الكبرياء والحقد والمنافسة . دير بالك من الكبرياء .

 

 

 

ليس ثمة انسان من الصلاح بحيث يخلص نفسه فان كنا نريد ان نحيا الى الابد مع المسيح, فعلينا ان نعتمد اعتماداً كليا على نعمة الله . يسوع المسيح احيانا بموته على الصليب.

وبدون يسوع المسيح لا طريق للخلاص من الخطية . وخطية الانسان فصلت علاقته مع الله منذ آدم وحواء . لا تنسى ان آدم وحواء  خسرا القداسة والطهارة والنقاء في عدم اطاعة الله . ولا يمكن ان ترجع الى الحالة الاصلية بدون يسوع المسيح، وهي شركة حقيقية مع اللخه بدون كبرياء .

 

اولا ، المسيح هو راس الكنيسة والكنيسة هي جسد المسيح (كو 1: 18) . "وهو راس الجسد الذي هو البداءة بكر من الاموات لكي يكون متقدما في كل شئ (كو 1: 18) ." يسوع هو راس الكنيسة فأخضع كل شئ تحت قدميه واياه جعل راساً فوق كل شئ للكنيسة (اف 1: 22) . كذلك الكنيسة هي جسد المسيح كما مكتوب في افسس " جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل" ( 1: 22) .لا هنا نسأل ." ما هو جسد المسيح؟ جماعة المؤمنين.

 

"اما انتم فجسد المسيح واعضاؤه افرادا (1كو 12: 27). " فما هي علاقة المواهب الروحية وجسد المسيح؟ الجواب هو ان المواهب الروحية تعطى لأعضاء الجسد لكي يعمل الجسد بصورة سليمة.

 

ثانياً, اعطى الله المواهب المختلفة لكل المؤمنين هدف  خدمته. وهي المواهب تبني الكنيسة كذلك. انا اقوى في التعليم مثلاً , وربما الاخ فلان ضعيف في الوعظ , ها يمكن ان تتهم الضعيف في موهبة ما , انه يعطل الخدمة . تقدر الآخرين وتعطي قيمة في مكانه. فلا تحكم على الاخرين ولا تدينهم . واحذر من الانانية وفي عدم الانانية محبة الآخرين . هذا يبني الكنيسة.

في هذا العالم دائماً  يعتبر المتفوقين محبوبين للناس. هل نحن نقيس المؤمنين بنفس المقياس الذي يقيس به في العالم؟ كل واحد يحب النجاح . اما المؤمن  فلا يسعى النجاح نفسه بل يسعى النضج الروحي لبناء ملكوت الله

وقد يكون شخص فعال ومؤثر اكثر من شخص اخر رغم ان لديهما نفس الموهبة.

ويمكن ان تقول ان كل مؤمن يمتلك موهبة روحية واحدة على اقل تقدير – 1كرونثوس 12 : 7 – 13 ).

مهما صغرت موهبته فكل مؤمن له اهمية في جسد المسيح. وهناك قصد الهي في حياة كل مؤمن ويجب ان  تكون متوافقة مع ذلك القصد وتتكل عليه  فقط وهو راس الكنيسة.

وكذلك شجع المؤمنين الجدد لكي يكتشفوا مواهبهم الروحية للخدمة ولا تنسى ان المواهب الرائعة لا تخلق مومنين رائعين . لذلك ينبغي على المؤمن ان يخضع لروح الله لكي تكون موهبته عامة وفعالة . وبمعنى اخر يعتمد الاعضاء على الرأس اي المسيح في الخدمة وعلى بعضهم البعض في التعاون.

ثالثاً : لا تلجأ لقياس موهبتك اعتماداً على الثمار التي تراها الان. شارك موهبتك لتجعلها فعالة باستمرار . فيجب ان يكون لدينا صبر وانتظار للرب كالفلاح الذي يصبر طويلاً وهو ينتظر وقت الحصاد( يع 5: 7- 8). فالثمر الكامل ياتي عن طريق التطوير التدريجي لموهبتك وعليك ان تسعى لاكتشاف موهبتك ومن ثم عليك ان تسعى بجد لاستعمالها ف الخدمة . ويستحسن ان يكون ذلك في كنيستك المحلية التي تخدم فيها.

اخيرا: الله اعطانا وزنات لكي نستثمرها في عمل الله.

لقد ذكر الرسول بولس بوضوح انه لا توجد موهبة افضل من الاخرى، لكنه يحث المؤمنين على اكتشاف كيفية خدمة المسيح بطريقة افضل بالمواهب التي منحت لهم.

فمواهبك الروحية ليست لتقدمك الشخصي، لكنها منحت لك لتخدم بها الله ولتعزيز النمو الروحي لجسد المسيح. فيمكن ان تقول هكذا " حينما لا يقوم المؤمن بايستعمال موهبته لمجد الله قد يتعرض الجسد للالم".

" ان كان عضو واحد فجميع الاعضاء تتالم معه. وان كان عضو واحد يكرم فجميع الاعضاء تفرح معه (كو 12: 26).

وقد ترى كنيسة عرجاء في وقتنا الحاضر فقد يكون السبب هو انك لا تستعمل موهبتك ( 1كو 12: 26) . فيجب ان تبارك الأخرين من استعمالك لموهبتك . فلا تخشى القشل في الخدمة لأن الفشل ليس عيبا . كما تعرفون ، الله اعطانا وزنات لكي نستثمرها في عمل الله. فعليك ان تبحث عن موهبتك الفعلية.

ايها الاحباء ، هناك موهبة خاصة بالكرازة لكن ينبقي على جميع المؤمنين ان يكونوا شهادة حسنة للاخرين . اذا لم تستخدمها ستحاسب عليها مثلما قال بولس " فويل لي ان كنت لا ابشر ".

الشئ  نفسه ينطبق على العطاء والتعليم واعمال الرحمة والايمان . ويعطي الله المواهب الخاصة للمؤمنين لكي يشجعوا غيرهم من المسيحين في خدمتهم للرب. والهدف من المواهب هو توصيل المسيح الى غير المؤمن وبناء المؤمن في المسيح.

انواع المواهب كثيرة ولكن الروح واحد ، الرب واحد ، الله واحد . فوصية المسيح هي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احبنا الرب. ( يو 15 : 12) . وهذه الوصية تدعو لتوحيد التنوعات . كان الكورنثيون يفضلون موهبة الالسنة وقال لهم بولس " جدوا للموهبة الحسنى ". اذن ما هي الموهبة الحسنى وهي اول ثلاثة ذكرها بولس وهي رسل ، ابياء ومعلمون وهؤلاء يخدمون الكنيسة كلها. وتساعد على بناء الكنيسة . فبولس يذكر الرسل اولا والالسنة اخرا، فيما كان الكورنثيون يضعوا الالسنة اولاً ويستخفون بالرسل. وحينذاك اهم حاجة عند الكورنثيون هي " ان يحبوا الاخرين". وهذا مكتوب في عدد 13" اما الان فيثبت الايمان والرجاء والمحبة . وهذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة. فالمحبة تفتكر بالغير وليس الذات . فالاكثر روعة  ان ترى اي شخص يستعمل موهبته لبناء الآخرين في الايمان بدلا من جذب الانتباه الى نفسه . وسعى الروح القدس ان ينتج ثماره ( غل 5: 22-23) . ومنها اهم شيء هو المحبة. المحبة اهم المواهب لكل المؤمنين فشجع بولس اغلكورنثيين وقال لنا اليوم" اتبعوا المحبة ( 14: 1)0



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6