التكريس الحقيقي للرب (صفنيا 3: 9 -20 )


 

مساء الخير اشكر الرب بوجودي في هذا المكان و اكون معكم لكي نتعزى مع بعضنا البعض من خلال كلمة الله . نحن نقرأ كلمة الله بارشاد الروح القدس . دعونا نفتح سفر صفنيا 3: 9 -20 . و اريد ان احكي ملاحظة بسيطة عن هذا السفر .

 

كتب هذا السفر بعد الاصلاحات العظيمة (622 ق م ) على يد الملك يوشيا ملك يهوذا و قد كان صفنيا معاصرا لارميا لان ارميا بدأ خدمته في 627 ق م / . و في ايام ملك يوشيا تم العثور على كتب الشريعة في الهيكل سنة 622 ق م , و هذا الملك كان تقيا بينما الشعب كانوا اشرارا جدا . و هذا الملك موجود عنه في سفر اخبار ايام الثاني , الاصحاح 34 , و رغم عمره كان ثماني سنوات عندما كان ملكا , وضع في قلبه يعمل نهضة روحية في الشعب . و قد ساعد صفتيا في هذه النهضة و هو تطهير الشعب من العبادة الوثنية و الرجوع الى الاله الحي . و لكن بالرغم من ان هذه النهضة اتت بالشعب من جديد الى الله سطحيا , الا انها لم تستأصل عبادة الاوثان تماما (ار 19: 5 ) . و قد استمرت هذه المملكة للوقت قير فقط . فبعد ذلك بحوالي اثنتي عشر سنة , غزت بابل يهوذا و اخذت الشعب الى السبي . و في وقت صفنيا اعلن الله تدمير البلدان المجاورة ليهوذا التي تعبد الاوثان . الله اله كل الشعوب و هو عادل ولا يهمل خطايا الشعب الاخرى . و ابتدأ يوشيا الملك يطهر يهوذا و اورشليم و قام باصلاحات دينية , و كان في سن 28 سنة . و لكن لم يسمع الناس له بسبب شرورهم . و لم يرجعوا الى الله . و رفضوا الاستماع لتحذيرات الله . و رفضوا ان يتوبوا . اذا لم تطع الله الان , فقد يتقسي قلبك , حتى انك تفقد اشواقك الى الى الله . فالطائعون سيباركون و الاشرار سيعاقبون .

 

اذا كيف نعرف شخصا مكرسا لله؟ هل تتذكرون قول الرب يسوع من ثمارهم تعرفونه , الشجرة الجيدة تصنع ثمارا جيدا , و الشجرة الرديئة تصنع ثمارا رديئا . اليوم بنعمة الرب سوف نذكر بعض الصفات التي من خلالها نعرف ان هذا الشخص هو مكرس للرب .

 

ما هو صفات الشخص المكرس لله ؟

 

اولا : يعطي اولوية اولا للرب , و هذا الشخص يطلب الرب اولا (2: 3) , كما قال الرب يسوع تحب الرب الهك (1) من كل قلبك (2) من كل نفسك (3) من كل قدرتك (4) من كل فكرك . هذا هو شخص مكرس .

 

ثانيا : هو شخص متواضع (3: 13 ) . ما معنى كلمة " متواضع" ؟ يقبل التعليم و يعمل لمجده و ليس في حياته كبرياء . عندما يعلمنا الله نحن نتعلم . فاذا لم نتعلم الدرس فهو لا بد ان يضرب مرة اخرى ليعلمنا , و الله لا يريدنا ان نعاني فكن قابلا للتعلم ولا تكن بليدا . و كذلك فيه اية " يقاوم الله المستكبرين اما المتواضعون  فيعطيهم نعمة . هل تريد في هذا الاجتماع نعمة من الله لكي ترفعك ؟ عليك بالتواضع . ان كنت شخصا مكرسا حقيقيا للرب , فانت تعطي للرب اولوية اولى في حياتك , و انت شخص متوضع و تعطي المجد للرب .

 

ثالثا : هو شخص لا يتكل على امور هذا العالم (1: 18 ) . عندنا المال و الثروة و العمال المادية و لكن هذا الشخص المكرس يضع كل ثقته في الرب . و ناتي الى السؤال . هل المال خطية؟ لا . هل لو انا مؤمن شرط ان اكون فقيرا لكي اكون شخصا مكرسا ؟ لا , المال ليس خطية و لكن محبة المال هي الخطية . الرب يريد ان كل اولاده في كل المكان ان يتمتعوا بالحياة الافضل . و هذا ما نجده في العدد 18 من الاصحاح الاول " لا فضتهم و لا ذهبهم يستطيع انقاذهم في يوم غضب الرب , بل بنار غيرته تؤكل الارض كلها , لانه يصنع فناء باعتا لكل سكان الارض ". و ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه .

 

رابعا : الشخص المكرس هو لطيف مع الاخرين , و نقصد من هذه الكلمة كما يسميه البعض شخصا عنده اخلاق . و لكن هذه الاخلاق هي اخلاق المسيحية الحقيقية نابعة من القلب الجديد . و هذا الشخص لا يظلم احدا من الناس و هذا الشخص لا يكذب على الناس و هذا نجده في العدد 13 .

 

و في سفر التثنية الاصحاح 30: 6 يوضح هذه الفكرة ان الشخص المكرس يختبر الحياة الفضلى من خلال تعامله مع الاخرين . ماذا يقول النص ؟ فكلمة يختن الرب الهك  قلبك و قلب نسلك لكي تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك لتحيا .لماذا تحب الرب ؟ الذي يحب الرب هو شخص يحيا للرب لانه اصبح من شعب الرب يحمل القلب الذي يطيع الرب في كل شئ  .

 

كيف يكافئي الرب الانسان المكرس ؟ اولا : يكافئ بالفرح على الارض و هذه ما نجده في 3: 17 . فهو يتمتع ببركات الرب من خلال يسوع المسيح , مبارك الله ابو ربنا يسوع الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح (اف 1: 3 )

ثانيا : يكافئ بانه ينجو من الدينونة (رو 8: 1) . اذا لا شئ من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع ربنا " يوم الرب قريب و سريع ". و قد كان ليوم الرب هذا تحقيق جزئي  مع الغزو و السبي البابلين في القرن السادس ق م و لكن هناك تحقيقا نهائيا اكمل ينتظر الحدوث في النهاية العصر " نزعا انزع الكل عن وجه الارض , يقول الرب (1: 2 ) و هذا يذكرنا سفر التكوين الاصحاح 6:6 – 7 ". فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته " و كان كل تصور افكار قلب الناس شرير كل يوم . فاذا يخطي الانسان , الرب دائما يدين الخطئية و ايضا الله يعلن عندما يريد ان يدين . و لكن الله يعطي للناس اوقاتا لكي يتوبوا . و لكن الدينونة هي للاشرار فقط , و المؤمن المكرس لله ينجو من الدينونة  فغضب الله يهدف الى التوبة ولا لياس الناس .

 

فعلى الرغم من تحذير صفنيا الصارم من قرب الدينونة فانه وضع امام الناس رجاء . و هذا واضح جدا في 2: 1 " تجمعي و اجتمعي ايتها الامة غير المستحية " . كانت الدينونة قادمة لا محالة على الارض . و لكن هذا لن يعني دمارا كليا لكل حياة.فالدينونة ستترح المتكبرين و غير الاتقياء من الارض . لكن شخص مكرس لله سينجو من الدينونة .

 

بالاختصار , عندما قبلت الرب يسوع المسيح انت تتمتع بالاتي : (1 ) الخلاص في الماضي و هو خلاص من عقاب الخطئية بموت الرب يسوع على الصليب .(2) الخلاص في الحاضر من دينونة الخطية  (3) الخلاص في المستقبل من جسد الخطية و هذا اجمل منظر . و قال عنه الرسول بولس في التسالونيكي الاولى 4: 15 -18 ............. نحن الاحياء نتغير في لحظة في طرفة العين بمعنى نلبس جسدا ممجدا .و نحن نكون كل مع الرب يسوع , لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام . لماذا ؟ و هذا الجسدا يااخوتي الذي نحن فيه تراب ينجذب الى الارض لكن الجسد الممجد ينجذب الى السماء . لما نموت , نحن مباشرة ناتي الى يسوع . و هكذا فان فرح صفنيا مرتبط بمجئي يسوع المسيح ثانية و يقول صفنيا ان بركات الحكم الالفي لن يقتصر على بقية اسرائيل , بل امميون ينجون من الدينونة لينضموا الى عابدي الله .

 

و بعد توضيح هذه الفكرة البسيطة عن التكريس , هل انت مستعد للمكلفأة ؟ هل انت مغلوب من الخطية في حياتك , تعالوا نصلي معا حتى الرب يكافئنا لكي نعترف بهذه الخطية .



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6