كيف نعبد الله؟ _ مت 21 :12 – 17


مساء الخير ، أنا سعيد أن أكون في وسط أخواتي وأخواني في كنيسة المسيح التي من خلالها لا أشعر بأنني غريب ن هذا البلد. ولكن اليوم أشعر بان لي أخوة وأخوات كثيرين، أنتم جزء من هؤلاء الناس.

من خلال وجودي في الاردن، إستخدمني الرب في عُدة كنائس عن طريق الوعظ في عُمان ،أعتبره إمتيازاً عظيماً أن أوجد في كنيسة المسيح في الحصن/ في مادبا / في جبل طارق.

لما أفكر في الوعظ دائماً أسأل نفسي عدة أسئلة. هل وعظي كان نافعاً ومؤثراً، بمعنى هل إستفادة منه شعب الر؟ هل كان وعظي مُضرم بالنار ؟ هل الوعظ كان بناء الجسر بين الزمن الكتابي الماضي والزن الحاضر اليوم . هل هذا الشئ أثر في العالم الذي نعيش فيه الآن؟

دعونا نقرأ من انجيل البشير متى 21 :12 – 17 ، لكي نرى ماذا يقول الرب لنا اليوم؟

  • 1من هو الذي دخل الى هيكل الله ؟
  • 2من أخرج يسوع من الهيكل؟
  • 3ماذا فعل يسوع في الهيكل؟
  • 4ماذا قال يسوع لهم؟

هل ما زال الحق يعمل فينا لكي يقودنا الى النمو الروحي . ام مازال هناك الكثير من المُتدينين مثل الكتبة ورؤساء الكهنة الذين يعرفون الحق ولكن لا يقبلون الحق.

الكتاب يقول في سفر الجامعة 5 : 10" إن الاستماع والعمل بالكلمة أفضل من تقديم الذبيحة" وموضوعنا اليوم بنعمة المسيح تحت عنوان  " كيف نعبد الرب؟ "

ولكن قبلما نأتي الى العبادة أريد أن أسال سؤالاً من هو الرب؟ . هو ملك الملوك ورب الارباب والمُخلص والمُحب  والدّيان والقادر على كل شئ وخالق السماء والأرض.

اذاً من هو الرب بالنسبة لنا ؟هو أبونا السماوي.( الترنيمة 212) هل ترنمون مثلما مكتوب في سفر الرؤيا5 : 9 – 10 " وهم يرنمون ترنيمة جديدة قائلين " مُستحق أنت أن تأخذىالسفر وتفتح خُتومه، لانك ذُبِحتَ وإشتريتنالله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمة وجعلتنا لإلهنا ملوكا وكهنة فسنملك على الارض. " والعدد 13" وكل خليقة مما في السماء وعلى الارض وتحت الارض، وما على البحر كل ما فيها ، سمعتها قائلة " للجالس على العرش للخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان الى أبد الآبدين ."

من هو الرب يسوع بالنسبة للكتبة ورؤساء الكهنة . أو نسأل بكلمة أخرى من هو صاحب الهيكل في أيام يسوع؟

في الاسابيع الماضية أعلنت نتائج إمتحان التوجيهي في ألاردن وكثير من الناس فرحين من أجل أولادهم الذين نجحوا والطلبة فرحانين بسبب النجاح والدخول الى الجامعة ، ونحن في هذا الاجتماع ، لماذا نحن متواجدون؟لأن الرب يسوع إشترانا بدمه وخلصنا من كل خطايانا . ويسوع هو نجحنا وهو ألأن جالس في يمين الله, نحن جالسون معه ، أنت موجود الأن أمام الرب وترنم ترنيمة وتفرح به هو.اذاً من هو الذي يفرح اليوم أمام الرب؟

أولاً، من هو صاحب الهيكل

في النص الذي أمامنا يوجد مفتاح الموضوع وهو آية 16 " من أفواه الأطفال والرضع أسست حمداً" وهذا الآية في مزمور 8: 3. لكن لماذا إقتبس يسوع هذا الأية؟ نعلم أن موضوع دخول يسوع الى أُرشليم وتطهير الهيكل هو مذكور في الأناجيل الأربعة ، مثلا التطهير الأول مذكور في سفر يوحنا ، وأما التطهير الثاني للهيكل في نهاية خدمة الرب يسوع فسُجل في متى 21 ومر 11 ولو19. لماذا سجل هذا في أربعة الأناجيل؟ هل فكرتفي هذا السؤال ؟ لان الموضوع خطير ، ويطلب التغير.يسوع إهتم بالعبادة، والغرض الرئيسي لزيارة الهيكل هو العبادة, فلا عجيب إذن إن غضب يسوع ! ويقول البشير يوحنا 2: 17 " غيرة بيتك أكلتني " معنى هذا هو غيرته تأكله تماماً لأجل أمور الله وحرص يسوع حرصا شديداًعلى ضرورة عبادة الله بطهارة.

هل كان هناك عبادة  حقيقية عند الكتبة ورؤساء الكهنة وباعة الحمام والصيارفة . وهنا أسألك ، هل عبادتك هي أسلوب الحياة ؟ العبادة الحية أمام الرب دليل على أن الكنيسة لها حياة وفيها نمو روحي. فالكنيسة الحية في العبادة هي حية أمام الله . العبادة هي محبة الله والثبات فيه وخدمته. هل تعترف باستحقاق الله بأساليب مُرضية ؟

هل غيرت نفسك بحسب كلمة الله ؟هل تغيرت الكنيسة من خلالك ؟ أنا أقصد الراعي لأن الراعي جزء من الكنيسة ولكن أقول لكل المؤمنين والمؤمنات . هل الله يهتم بالمبنى أكثر من الأفراد؟هل المؤمنون يقدسون المكان أم المكان يقدس المؤمنين. من  هو المبنى في نظر الله ؟ المبنى الحي في نظر الله هوالمؤمنين والمؤمنات. 1 بط 2: 5" كونوا أنتم أيضاً مبنين _ كحجارة حية _ بيتاً روحياً،كهنوتاً مقدساً، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" فنحن هيكل الله الذي يسكن فيه الروح القدس.

وتوجد المباني الفاخرة ولكن عابديها قلوبهم مظلمة وتوجد مباني الفقيرة ولكن أصحابها أغنياء في حياة الشركة مع الرب يسوع . لست ضد المباني الفاخرة  بل أنا ضد الحياة الميتة ( مت 24 : 1)

ثانيا، ماذا كان يوجد في ساحة الأمم في الهيكل ،كما تعرف عدة أقسام في الهيكل وهي قدس الاقداس ومكان العبادة لرجال اليهود ومكان خاص للنساء اليهوديات وساحة خارجية. ويسمى بدار خارجية في الهيكل . كانت منطقة الهيكل تزدحم دائماًفي الفصح بالآف البشر . وكان رؤساء اليهود يتسببون في  المزيد من الإزدحام بمساحهم للصيارفة والتجارة والباعة باقامة محال لتجارتهم داخل رواق الأمم بالهيكل. من المفروض أن نرى عابدين  وقادمين ومن كل من كل الامنكة لكي يعبدوا الرب باعة الحمام  واصيارفة . هؤلاء ماذا كانو يعملون ؟ يبيعون ويشترون ويغيرون العملة فهؤلاء الناس غيروا نظرة العابدين من عبادة الرب والاشواق القلبية الملتهبة نحو الله الى تجارة الشراء وصرف العملة 

ثالثاً: ماذا سرقوا في الهيكل؟

نحن نعلم أن الرب يسوع مع أنه صاحب الهيكل ولكنه لم يتجاوز قانون الله على الارض، ولم يدخل الى القدس والى قدس الاقداس  ،  بل كان في الدار الخارجية . عمله هو تطهير الهيكل ، وهو متواضع في العبادة . وهكذا يكون الآخرون أولين  والاولون آخرين ( مت 20 : 16) . إن بيت الله هو للصلاة ، ولكن تغير بيت الصلاة الى تجارة ولم تكن مهمة يسوع في حل مُشكلة إرتفاع الأسعار داخل الهيكل أكثر مما تحويل البيت من الصلاة الى التجارة وهؤلاء اللصوص ليسوا اللصوص في سرقة الاموالمن الناس والربح القبيح، بل اللصوص الذين سرقوا مكان الله. فهذا هي خطيتهم ونحن اليوم اذا كُنا نحول نظر الناس عن الله فنحن نعمل نفس الخطية . واذا كُنا نحول الناس الى النظر الى الله فنحن نعمل عمل المسيح في تطهير الهيكل. إذاً من هو اللص؟هو كل من يسرق حق الله من المؤمنين والمؤمنات . من هو الذي يعبد الرب ؟ في الهيكل يسوع . أمامنا نوعان من الناس (1) رؤساء والكهنة والكتبة. (2) فئة الاطفال وتلاميذ يسوع.

  • (1)رؤساء الكهنة كانوا في الهيكل وكان يخدمون في الهيكل ولكنهم لم يعرفوا من هو صاحب الهيكل . يسوع كان أمامهم وهم لم يعرفوه . تخيل معي رئيس الكهنة ، الطول الشكل واللحية الطويلة والمعرفة الكثيرة والثياب البراقة . ولكنهم كانوا مظهر بلا جوهر . ذئاب في ثياب الحملان . كانوا يتكلمون مثل الحمل ولكن طبيعتهم وحشية ( القتل والبغضة ) فهل نحن نرتدي ثياب رؤساء الكهنة أم نحن نلبس السيح؟
  • (2)الاطفال ، الرب يسوع طلب منا ان نصير مثل الاطفال . الطفل يحمل في داخله البساطة . ويضحك وان كان في بعض الاوقات يحزن ، الطفل يطيع أباه وأمه ، الطفل يثق في ابيه وامه ، الطفل يحب أباه وأمه . اليوم يريدنا الرب أن نكون أطفال في القلب وليس في الايمان . فهل نحن نحما قلب يسوع الطفل الذي حمله الشيخ الكبير سمعان ، كان يسوع في طفولته يشع بالنور ، عندما التقى برؤساء الكهنة في الهيكل كان يسأل ويتعلم مع إنه هو المعلم ولقد وضح لنا في مت 11: 29 ،قائلاً  تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب. الله لا يبحث عن المظهر ولكنه يبحث عن الجوهر، فنحن اليوم اللألي الكثير الثمن أمام الله . أذاً كيف نعبد الله؟
  • -نُطّهِر قلوبنا لأن الله قدوس
  • -أن نعيش بالتواضع أمامه فهو يحب المتواضعين.
  • -أن نكون لدينا قلب الطفل أمام الرب. أمين.

أسلوب يسوع في الكرازة

( يوحنا 4 :1 – 26 ) وهذا النص يُعالج مشكلة إجتماعية بين اليهود والسامريين ونجد أن تلاميذ يسوع صاروا في زيارة مما جِعل الفريسيين يخافوا يسوع المسيح وفي هذه الأصحاح يسوع يفعل بحسب خُطة الله يعرف متى خدمته تنتهي على الارض ويفعل بكل دِقة حتى لا يكون هناك صراع أو خِلاف وأول ما نجده في اسلوب يسوع الكرازي :

  • 1)كان يعرف عادات المجتمع( يو 4: 3)

لذلك كان امامه هدف يريد أن يحققه بدون مشاكل ( أنظر يو 4: 3) لماذا ترك اليهودية وذهب الى الجليل؟ حتى لا تتجمع حوله الناس ويعتبر الامر سياسي   

  • 2)يسوع كسر الحواجز ( يو 4:4)

بمعنى أن اليهود عملوا طريقاً جديداً حتى لا يجتازوا في السامرة بينما يسوع سلك الطريق القديم. هذا يُعلمنا أن نفكر في المناطق المعدومة التي تحتاج الى الكرازة.

  • 3)يسوع يستخدم أسلوب مختلف ( يو 4: 5) في الكرازة

لماذا دخل يسوع السامرة ، لأن هؤلاء الناس مُحتقَرِين من قِبل اليهود ومنبوذين دينياً من الفريسيين.

 

كان قصد المرأة الماء من البئر وليس الماء الذي يقصده يسوع ولكن الماء هنا يشير الى الروح القُدس كما في ( إرميا 2 : 13) وأيضاً ( زكريا 14 : 8) و( يو حنا 7: 38 – 39) فيسوع كان يقارن أو يوضح للمرأة الفرق بين البئر الذي حفره يعقوب وهو البئر الخارجي ، والبئر الداخلي الذي مصدره الروح القدس في داخل الانسان . فكل شخص يؤمن بيسوع المسيح تجري في داخله أنهار مياه حية . ولكن المرأة السامرية في ( يو 4 : 15) لم تفهم ما كان يقصده يسوع بسبب خطيتها وشهوة الجسد.

4) يسوع يخترق المشكلة الحقيقية للمرأة ( يو 4 :16 -18)

يبدأ يسوع بالمشكلة الحقيقية في حياة هذه المرأة فيقول لها " أذهبي أُدعي زوجك" وكأن يسوع يهتم بالرجل والمرأة من أجل خلاصهما.

5) يسوع يتجاوز الأمور الطائيفية ( يو 4: 20 – 24)

يسوع ركز على هدف وهو خلاص هذه النفس وأيضاً لم يجرح مشاعرها بعبارة ولكنه وضّح لها معنى العبادة الحقيقية لان يسوع يعلمنا من هذه القصة أن لا ندخل في مجالات طائفية تسببخصام ومشاكل بيننا كأخوة ولكن نحترم بعضنا البعض ونحترم كل كنيسة لأن هذا ما يعلمنا إياه يسوع المسيح.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6