مفاتيح ملكوت السموات


مفاتيح ملكوت السموات

متى 16: 13-23

القس جون كوري إبراهيم

 

لقد استطعنا نحن البشر أن نَصِل إلى القمر ونمشي على سطحه. ولقد كان هذا إنجازاً إنسانياً عظيماً. يقول الدكتور جيمس إِرْوِنْ وهو أحد الذين زاروا القمر على المركبة الفضائية أبولو 15 في رسالة تركها لنا، "أنّ هنالك أُموراً أكثر أهمية من وصولنا إلى القمر. إن الحقيقة التي تقول أنَّ  يسوع ابن الله قد جاء من السماء  إلـى هــذه الأرض هـي أكثر أهمِّـية من حقيقة صعودنا إلى القمر."

 

دعونا نتساءَل عن السبب الذي أتى من أجله يسوع ابن الله من السماء إلى هذه الأرض؟ فهل  يا ترى أتى يسوع لكي يكتشف عالمنا هذا كما فعلنا نحن على سطح القمر؟ الجواب، بالتأكيد كلا. لقد أتى يسوع إلى هذا العالم من أجل نشر كلمة الله وتوسيع ملكوته على هذه الأرض حيث صُلب من أجل خطايانا ودُفن وقام من بين الأموات ثم صعد إلى السماء بعد 40 يوماً من قيامته. وهنا يتوجب علينا أن نسأل سؤالاً مهماً. وقبل ذلك  إسمحوا لي أن أُعيد عليكم السؤال الأول؟ لماذا نزل يسوع من السماء إلى الأرض؟ لقد كان الجواب: نزل يسوع من السماء إلى الأرض لتوسيع ملكوت الله. أما السؤال الثاني فهوكيف يمكن لملكوت السماء أن يتوسع وقد ترك يسوع هذا العالم وصعد إلى السماء؟ نجد الجواب في 18-19."وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات."

 

إذاً من الممكن لملكوت السموات أن يتوسع بواسطة الكنيسة التي بناها يسوع المسيح، فما هي هذه الكنيسة التي تستطيع أن تُوسع أو تنشر ملكوت الله على هذه الأرض؟ إن الكنيسة هنا لا تعني المكان أو البناية، بل هي  تعني الناس. لكن ليس جميع الناس هم الكنيسة. إذاً من هم الناس الذين يمثلون الكنيسة ومن هم الذين لا يمثلونها؟ يتبين لنا من قرائتنا لهذا اليوم من هم الذين يمثلون الكنيسـة الحقيقية ومَن هم الذين لا يمثلونها. أولاً يتوجب علينا معرفة من هم الذين لا يمثلون الكنيسة. نجد الجواب من 13، 14. إنهم أُولئك الذين قالوا أنَّ يسوع هـو يوحنا الـمعمدان أو إيليّا أو إرميا أو واحدٌ من الأنبياء. فعلى مَن ينطبق هذا الأمر في وقتنا الحاضر؟ إنّ هنالك الكثير من الناس يهتمون بيسوع المسيح كشخصية هامة وعظيمة وذات نفوذ وربما يعتبرونه مِن أهم الشخصيات في العالم. إنّ مثل هؤلاء لا يمكن لهم أن يمثلوا الكنيسة بالرغم من أفكارهم الإيجابية عن يسوع. فماذا عنكم أنتم؟ هل ترون يسوع المسيح مجرد شخصية مهمة ذات صفات إيجابية فقط؟ فإذاَ كنتم ترون يسوع هكذا فقط، فأنتم إذاً لا تمثلون الكنيسة، وليس لكم أية علاقة بملكوت الله.

 

الآن علينا أن نعرف من هم الذين يمثلون الكنيسة التي تستطيع أن توسع ملكوت الله؟  إنهم الذين يعترفون أن يسـوع هو الـمسيح إبن اللّــه الـحي كما اعترف بطرس بهذا مِن قَبل."فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح إبن الله الحيّ. فكيف استطاع بطرس أن يعرف تلك الحقيقة ويعترف بها؟ "طوبى لك يا سمعان بن يونا، إنَّ لحماً ودماً لم يُعلن لك لكن أبي الذي في السماوات..." إن الله الآب الذي أرسل إبنه هو الذي أعلن لسمعان بن يونا حقيقة أن يسوع هو المسيح إبن الله الحيّ. لقد كان يسوع المسيح مسروراً وراضياً عن اعتراف بطرس ومُعطياً كل المجد لله الآب. في الحقيقة إن يسوع المسيح قد بذل جهوداً جبارة مع تلاميذه ولكننا نجده بالرغم من ذلك لا يعطي المجد لنفسه بل يعطي كل المجد لله الآب. هللويا!

 

دعونا الآن نسمع ما قاله يسوع المسيح لسمعان بطرس بعدما أعطى المجد لله الآب. "وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيـسـتـي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها"(ع 17 ـ18 ) في الحقيقة إنها ليست المرة الأولى التي يسمع فيها سمعان عن الإسم الذي سوف يدعى به. فعندما قابل يسوع المسيح سمعان بن يونا لأول مرة،  قال له إنك سوف تدعى (أي في المستقبل) باسم بطرس. لكنه لم يقل له متى ولماذا سيدعى بهذا الاسم الجديد أي "بطرس" "فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا أنت (سوف) تدعى صفا الذي تفسيره بطرس"(يوحنا 1: 42-43). لكنه بعد أن اعترف سمعان أن يسوع هو المسيح إبن الله الحي، بدأ يسوع يَدْعوه باسم بطرس، ثم وَضَّحَ له السبب في ذلك.

 

إخوتي وأخواتي، هل تستطيعون الآن أن تعرفوا كم انتظر يسوع هذا الوقت؟ أي الوقت الذي يغير فيه اسم سمعان إلى بطرس. هل تستطيعون الآن أن تعرفوا ما هو السبب الذي من أجله بدأ يسوع يدعوا سمعان باسمه الجديد "بطرس". فنجد أنّ يسوع يقول له  في العدد 17- 18، "وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيـسـتـي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها (ع 17 ـ18 ) ". لكي نعرف السبب بشكل واضح، أولاً علينا أن نعرف معنى ذلك الإسم بطرس. إن اسم بطرس في اللغة اليونانية يعني "صخر". لذلك فمن المحتمل أن الصخرة  التي تحدث عنها يسوع المسيح والتي سيبني كنيسته عليها كانت إشارة إلى الرسول بطرس الذي اعترف بيسوع أنه المسيح ابن الله الحيّ. إنَّ الرب يسـوع الـمسيح  يصف بطرس هنا بـالصخرة وأنه سيكون الأساس الذي ستُبنـى عليه الكنيسة.

 

إذاً فالسبب في تغيير اسم تلميذه من سمعان إلى بطرس لأنه سيكون الأساس لكنيسته التي ينوي تأسيسها على الأرض، لكي تقوم هذه الكنيسة بدورها في توسيع ملكوت الله على الأرض بعد صعوده إلى السماء. بالطبع إنَّ سمعان بن يونا كإنسان طبيعي ليس بإستطاعته أن يكون أساساً للكنيسة، لكن بطرس الذي اعترف أنَّ يسوع هو المسيح إبن الله الحي بإمكانه أن يكون الأساس للكنيسة.

 

فطوال تاريخ الكنيسة تم تفسير كلمة "الصخرة" لتعني إما "بطرس"، أو "اعتراف بطرس"، أو المسيح نقسه. ولكنني شخصياً مقتنع تماماً من أن المقصود هنا هو الرسول بطرس. لأن  التفسير الفطري والمستنبط للمعنى سيكون هو التفسير الأفضل. لقد كان يسوع حكيماً في استخدام الكلمات، فنجده يدعو تلميذه باسم  بطرس الذي يعني "صخر" ثم يَضيف بعد ذلك، "وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي"(متى 16: 18) بمعنى "عليك أنت يا بطرس، أي عليك أنت يا صخر أبني كنيستي." وما يُؤَيِّد هذه الفكرة هو البناء اللغوي لتلك الجملة. فالكلمتان "صخر" و"صخرة" مرتبطتان بأداة الربط "و" وهي تَدُلّ أن هنالك ارتباطاً وثيقاً فيما بين الكلمتين، وسوف تفقد كلمة الصخرة معناها الحقيقي لو إنها كانت تُشير إلى المسيح أو إلى اعتراف بطرس. وأيضاً فإن الحُكم العام لأسبقية كلمة "هذه الصخرة"، تشير إلى الكلمة التي سَبَقَتْها وهي بطرس. فإن لم يكن هنالك أي علاقة بين كلمة الصخرة وبين تغيير اسم سمعان إلى بطرس(صخر)، فسيكون من الصعب علينا جداً أن نفهم أهمية وقصد يسوع المسيح من هذا التغيير، وإننا بذلك سنتجاهل الهدف الذي قصده يسوع المسيح من تغيير إسم تلميذه من سمعان إلى بطرس منذ لقائهما الأول.

 

إن يسوع المسيح لم يكن يتكلم اللغة العربية أو اليونانية بل كان يتكلم اللغة الأرامية. وفي هذه اللغة لا يوجد تمييز بين المذكر والمؤنث لكلمة "الصخر"، حيث لا يوجد فيها سوى كلمة واحدة فقط بمعنى الصخرة وهي كلمة "صفا"("كيفا"). "فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا أنت (سوف) تدعى صفا الذي تفسيره بطرس"(يوحنا 1: 42-43). بناءاً على ذلك، نجد أن يسوع يقول لسمعان "أنت "صفا("كيفا)" وعلى هذه(أو هذا) الـ"صفا"("كيفا") أبني كنيستي." هذا النص مَأْخُوذ من الكتاب المقدس باللغة الأرامية. إن يسوع المسيح أتى من السماء إلى هذه الأرض لكي يبني كنيسته التي تستطيع أن توسع ملكوت الله، والتي سيكون أساسها بطرس.

 

فكيف إذاً تستطيع الكنيسة التي بُنيت على بطرس أن تُوَسِّع ملكوت الله على الأرض؟  نجد الجواب من 19"وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات." إن بطرس يستطيع أن يفعل ذلك بواسطة استخدامه لمفاتيح ملكوت السموات التي سلمها إليه الرب يسوع المسيح. ونستطيع أن نجد نفس هذه الحقيقة في متى 18: 18، حيث يقول لأعضاء الكنيسة أن كل ما يربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء وكل ما يحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء. لذلك نجد أن الرب يسوع المسيح لم يسلِّم هذه المسؤولية لبطرس فقط، بل إنه  يسلم هذه المسؤولية، أي مسؤولية توسيع ملكوت الله على الأرض، لنا نحن الكنيسة أيضاً. هللويا!

 

دعوني أُوَضّح لكم تأثير المفتاح: إن المفتاح أداة صغيرة ولكنها تقوم عادة بتحريك أو تشغيل جسم كبير وضخم مثل السيارة والباخرة الخ. وهكذا  نحن الَّذين فـي أيدينا مفاتيح ملكوت السموات نستطيع أن نؤثِّر في كل العالم لكي نحرِّكُه بإتِّجـاه السـماء،  "وأُعطيك مفاتيح ملكوت السموات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات، وكل ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السموات."(19). نستطيع أن نلاحظ من هذا العدد إنَّ نتيجة ما يجري على الأرض تظهر في السموات. والرب يسوع المسيح أوضح هذه الحقيقة في إنجيل لوقا 15: 7، 10 حيث قال:"أقول لكم إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطىءٍ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة."  "وهكذا أقول لكم يكون فرحٌ قدام ملائكة الله بخاطىءٍ واحد يتوب." فعندما تساعد الكنيسة على توبة خاطئ واحد يكون في السماء فرحاً من أجله لأنه أصبح عضواً في ملكوت الله.

 

والرسول بطرس الذي أَدْرَكَ بِأَنَّهُ قد أُعْطِيَ مفاتيح ملكوت السموات يذكر أيضاً أنَّ  ملائكة السماء تشتهي أن تطَّلِع على الكنيسة الأرضية وكيف تقوم بتخليص النفوس الضائعة في هذا العالم وذلك بإستخدام مفاتيح ملكوت السموات(بطرس الأولى 1 : 12 ). وبهذا نرى أنَّ ملكوت السموات قد تَوَسَّعَ على الأرض نتيجة استخدام الكنيسة الأرضيّة مفاتيح ملكوت السموات من أجل النفوس الضائعة في العالم،، أي نسل آدم. نحن ككنيسة الرب يجب علينا أن نُدْرِك ونُمَـيِّز أنفسنا فنـحن الذين نوسِّع ملكوت السموات في هذا العالم. لذلك نجد الرسول بولس يقول: "نحن سُفراء المسيح" (2 كورنثوس 5 :20). والكلمة  "سفير"  هنا تعـني شخص مُرْسَل إلى بلد آخـر لتمثيل بلاده. فنحن كذلك سُفَراء أُرسِلنا من قبل المسيح إلى هذه الأرض لتمثيل مملكة الله، أي أن الكنيسة هي جالية سماوية على الأرض.

 

فما الذي تقوله أنت عن يسوع؟ ومن هو يسوع بالنسبة لك؟ وهل تعترف به أنه المسيح ابن الله الحي كما فعل بطرس؟ وما هي علاقتك بكنيسة الرب يسوع المسيح؟ إن كنتَ قد إعترفت أن يسوع هو المسيح إبن الله الحي، فأنت كذلك، ستكون صخرةً وأساساً لكنيـسة الرب يسوع مثلما كان بطرس.  دعونا الآن نطبق قول الرب يسوع المسيح علينا نحن المؤمنين به: "طوبى لك يا فلان بِن فلان، أو طوبى لكِ يا فلانة بنت فلان فإنَّ لحماً ودماً لم يعلن لك أو لكِ ولكن أبي الذي في السموات. وأنا أقول لك أنت فلان أو أقول لكِ أنتِ فلانة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقـوى عليـها وسأعطيك مفاتيح ملكوت السموات، فما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في الـسموات، وما تـحـلَّـهُ على الأرض يكون محلولاً في السموات." أي إننا المؤمنين جميعاً أصبحنا الصخرة والأساس للكنيسة التي هدفها توسيع ملكوت الله. وهـذا يعنـي أنـك أصبحت عضواً أساسياً وفعالاً وبالِغ الأهمِّيَّة في الكنيسة. وسَتُصبح حياتك مضمونةً لأن الكنيسة نفسها مضمونةٌ، حيث أكّد يسوع المسيح أنَّ كنيسته لن تقوى عليها أبواب الجحيم(ع18).

 

إذاً متى بدأ يسوع يبني كنيسته على بطرس؟ أي متى تمت النبؤة التي تحدث عنها يسوع المسيح لبناء كنيسته، التي سيكون أساسها تلميذه بطرس؟ أي متى بدأ يسوع المسيح أن يسمح بطرس يستخدم مفاتيح ملاكوت السماوت؟ بالتأكيد إن هذه النبؤة لم تَتِّم مباشرة بعد اعتراف بطرس أن يسوع هو المسيح ابن الله الحيّ، أي أنه لم يستطع استخدام تلك المفاتيح لكي يوسع ملكوت السموات. لذلك أوصى يسوع تلاميذه أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح (20)، لأنه كان يعلم تماماً أن بطرس وباقي التلاميذ لم يكونوا مؤهلين ومجهزين بعد للقيام بمسؤلياتهم، لقد كانوا بحاجة إلى تعليم وتدريب أكثر للقيام بمسؤلياتهم. نجد أن يسوع المسيح بدأ يُعلِّم تلاميذه درساً مهماً جداً بعد اعتراف بطرس به: و"من ذلك الوقت ابتدأ يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتَل، وفي اليوم الثالث يقوم"(21). نعم، إن التلاميذ وخاصة بطرس كانوا بحاجة إلى تعليم وتدريب أكثر لأننا نجد مثلاً أن يسوع المسيح وبخ بطرس وقال له "إذهب عني يا شيطان." وذلك لأن بطرس لم يُدرك ما كان عتيداً أن يحصل ليسوع المسيح، ثم نجد أن بطرس ينكر يسوع المسيح ثلاث مرات عندما قُبض عليه. حقاً لقد كان بطرس غير مؤهل ليكون الصخرة التي تبنى عليها الكنيسة في ذلك الحين.

 

إذاً متى بدأ يسوع يبني كنيسته على بطرس؟ أي متى تمت النبؤة التي تحدث عنها يسوع المسيح لبناء الكنيسة، التي سيكون أساسها تلميذه بطرس؟ أي متى بدأ  يسوع يسمح لبطرس أن يوسع ملكوت السموات باستخدام المفاتيح التي أعطاها له؟ لقد بدأ يسوع المسيح يبني كنيسته على بطرس، بعد أن أرسل الروح القدس. أي إن تلك النبؤة بخصوص بناء الكنيسة، والتي سيكون أساسها تلميذه بطرس تمت أن أرسل الروح القدس  في يوم الخمسين. وبدأ يسوع المسيح يسمح أن يَستخدِم بطرس مفاتيح ملكوت السموات لكي يوسع ملكوت السموات، حيث انضم ثلاثة آلاف نفس إلى جميع الكنيسة(أعمال 2). وهكذا بنى يسوع المسيح كنيسته مع أهل الختان في أورشليم، ووسّع ملكوته.

 

 

نستطيع أن نلاحظ أيضاً أنّ يسوع المسيح بنى كنيسته مع أهل السامرة الذين بشرهم فيلبس، حيث أرسل إليهم الروح القدس(أعمال 8). وكذا الحال ما  قام به بطرس مع كرنيليوس، المواطن الروماني قائد المئة في الكتيبة التي تدعى الإيطالية وأهل بيته وأقربائه، حيث أرسل إليهم الروح القدس فبنى يسوع المسيح كنيسته بين الأمم في قيصرية أيضاً(أعمال 10). نلاحظ هنا أن يسوع أعطى بطرس دوراً ومسؤليةً فريدة باعتباره ممثلاً لتلاميذه لكي يؤسس كنيسته بين أهل الختان في أورشليم وبين أهل السامرة وبين الأمم.

 

 وبعد ذلك، نجد أن الرب يسوع المسيح بدأ يبني كنيسته  ليس فقط بواسطة بطرس، بل بواسطة بقية التلاميذ وبواسطة المؤمنين أيضاً بين كل الأمم والشعوب لكي يتوسع ملكوته على الأرض. ونلاحظ هنا أن يسوع المسيح أعطى كل تلاميذه والمؤمنين دوراً ومسؤليةً لكي يشتركوا مع بطرس في تأسيس كنيسته. إن يسوع المسيح أتى من السماء إلى الأرض ليس فقط لكي يبني كنيسته مع بطرس في أرشليم وفي السامرة وفي قيصرية بل لكي يبني كنيسته مع كل تلاميذه والمؤمنين في كل العالم، وذلك لكي يوسع ملكوت الله. هل تؤمن و هل تؤمنين أنّ يسوع المسيح يبني كنيسته عليك وعليكِ بين شعبه؟ هل تؤمن وهل تؤمنين أن يسوع المسيح أعطاك وأعطاكِ مفاتيح ملكوت السموات لكي يتوسع هذا الملكوت؟ هل تستخدم وهل تستخدمين هذه المفاتيح؟

 

لقد أراد والت دزني أن يبني عالماً خاصاً بالأطفال فبنى مشروعه الذي أطلق عليه اسم "دزني لاند" في كاليفونيا،، ثم فكر أن يبني مشروعاً آخر أكبر من الأول اسمه "دزني ورلد" في فلوريدا، ولكنه تُوِفي قبل افتتاح هذا المشروع. وفي حفل الافتتاح، تحدث أحد أصدقائه قائلاً: "أشعر بالحزن لأجل والت دزني لأنه لم يستطع أن يرى مشروعه هذا وقد أُنجز." ولكن صديقاً آخر لوالت دزني عقّب على كلام صديقه قائلاً :"لا أظن ذلك ياعزيزي فنحن الآن هنا لأن والت دزني كان قد رأى هذا المشروع من قبل في أحلامه " نعم، لقد كان لدى والت دزني رؤية خاصة بمشروعه هذا. وبسبب هذه الرؤيا رأى ذلك المشروع النور.

 

إن يسوع المسيح قد رأى بطرس وهو يبشر الثلاثة آلاف نفس بجرأة في يوم الخمسين، وقد رآه وهو يؤسس كنيسته في أورشليم  وفي السامرة ومع كرنيليوس من قبل، ليس عندما بدأ  يُدعى باسم بطرس بعد اعترافه بيسوع أنه المسيح ابن الله الحيّ، بل عندما قابله للمرة الأولى وقال له أنك سوف تدعى بطرس.  لقد رآنا يسوع المسيح مثلما رأى بطرس من قبل. إن يسوع المسيح الذي استخدم بطرس  مع كنيسته من أجل ملكوته وهو يستخدمنا أيضاً. نحن كنيسة العراقيين في الأردن نجتمع هنا، لأن يسوع المسيح رآنا من قبل. هللويا!

 

أعِزَّائي إخوتي وأخواتي في المسيح يسوع :

اليوم ألقيت رسالتي من إنجيل متى 16 : 13 ـ 23 بتقديم خمسة أسئلة أساسية وخمسة أجوبة إليكم.  دعونا نستعرضها مع بعض بصورةٍ سريعة ومختصرة :

1. لماذا جاء يسوع إبن الله من السماء إلى هذه الأرض؟ لقد جاء لِيُوَسِّـع ملكوت السموات علىهذه الأرض.

2. كيف يمكن لـملكـوت الـسـموات أن يتوسع وقد ترك يسوع هذا العالم وصعد إلى السماء؟  يمكن تحقيق ذلك من خلال كنيسته التي بناها على هذه الأرض بنـفـسـه.

3. ما ومن هي الكنيسة التي ستقوم بتوسيع ملكوت السموات؟  الكنيسة هي الناس الَّذين يعترفون أنَّ يسوع هو المسيح إبن الله الحي مثل بطرس .

4.كيف تـقـوم الكنيـسـة الأرضية للرب يسوع الـمـسـيح بتوسـيع ملكوت  السموات؟ تقوم الكنيسة بذلك بإستخدام مفاتيح ملكوت السموات التي أُعْطِيَتْ لها من  قِبَل الرب يسوع المسيح. لأننا نُؤَثِّر على كل العالم لِيَتَحَرَّك نَحْوَ السماء بإستخدام هذه المفاتيح .

5. متى بدأ يسوع المسيح بناء كنيسته التي سيكون أساسها تلميذه بطرس لكي يوسع ملكوت الله، وذلك باستخدامه مفاتيح ملكوت السموات؟ لقد بدأ ذلك بعد أن أرسل إليهم الروح القدس في يوم الخمسين، حيث بدأ حينئذ بطرس باَستخدام مفاتيح ملكوت السموات، وابتدأت كنيسته تتكون لكي يقوم بتوسيع ملكوت الله.

 

إنّ جيمس إرون كان يعتقد "أن الحقيقة التي تقول إنَّ  يسوع ابن الله قد جاء من السماء  إلـى هــذه الأرض هـي أكثر أهمِّـية من حقيقة صعودنا إلى القمر." لقد كان يفكر بيوحنا 3: 16 من الكتاب المقدس، عندما كان يراقب الأرض، وهو في طريق عودته إليها من القمر. "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."

 

 

الأسئلة:

1. ما هو السبب الذي أتى من أجله يسوع ابن الله من السماء إلى هذه الأرض؟

2. كيف يمكن لملكوت السماء أن يتوسع وقد ترك يسوع هذا العالم وصعد إلى السماء؟

3. ما هي الكنيسة التي تستطيع أن تُوسع أو تنشر ملكوت الله على هذه الأرض؟

4. ما هي الحقيقة التي إعترف بها بطرس أمام يسوع المسيح؟

5. لمن كان يعطي يسوع المسيح المجد دائماً؟

6. لماذا أراد أن يغير الرب يسوع المسيح اسم تلميذه سمعان إلى بطرس ومتى بدأ يَدْعوه بذلك؟

7. كيف تم تفسير كلمة "الصخرة" طوال تاريخ الكنيسة؟

8. ما الذي يؤيد الفكرة التي تقول أن كلمة الصخرة كانت تشير إلى سمعان بطرس؟

9. كيف يـسـتطيع المؤمنين التأثير فـي كل العالم ويجعلونه ينحرِّك بإتِّجـاه السـماء؟

10. كيف توسعت الكنيسة عندما استخدم بطرس مفاتيح ملكوت السماء؟

11. هل بدأ الرب يسوع المسيح يبني كنيسته  بواسطة بطرس فقط؟

12. من هو يسوع بالنسبة لك؟

13. هل تعترف أنت أن يسوع هو المسيح ابن الله الحي كما فعل بطرس؟

14. ما هي علاقتك بكنيسة الرب يسوع المسيح؟

 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6