رؤيا يسوع المسيح في بناء الكنيسة
يوحنا 1: 40 -42
القس جون كوري إبراهيم
لقد أراد السيد والت ديزني الأمريكي أن يبني عالماً خاصاً بالأطفال، فبنى مشروعه الذي أطلق عليه اسم "ديزني لاند" في كاليفورنيا. ثم فكر أن يبني مشروعاً آخر أكبر من الأول اسمه "ديزني ورلد" في فلوريدا، لكنه توفي قبل افتتاح هذا المشروع.
وفي حفل الافتتاح ، تحدّث أحد أصدقائه قائلاً: "أشعر بالحزن لأجل السيد والت ديزني، لأنه لم يستطع أن يرى مشروعه هذا وقد أنجز." ولكن صديقاً آخر لوالت ديزني تحدث مُعقباً على كلام المتحدَّث الأول قائلاً: "لا أظن ذلك يا عزيزي فنحن الآن هنا، لأن والت ديزني كان قد رأى هذا المشروع من قبل في أحلامه."
نعم، لقد كان لدى والت ديزني رؤيا خاصة بمشروعه هذا، وبسبب هذه الرؤيا رأى ذلك المشروع النور. لقد أتى يسوع المسيح من السماء إلى الأرض لكي يحقِّق رؤياة. إذاً ماذا كانت رؤيا يسوع المسيح؟ نستطيع أن نقول أنّ رؤيا يسوع المسيح هي بناء كنيسته، حيث نعرف إنّ كنيسة يسوع المسيح هي شعب الله الذين خلّصهم يسوع المسيح من خطاياهم، ونجد ذلك من قرأتنا الأولى اليوم، وهي يوحنا 1: 40 -42.
ماذا قال يسوع المسيح لسمعان بن يونا في أول لقاء بينهما لكي يحقق رؤيته، أي لكي يبنى كنيسته؟ "فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا أنت سوف تدعى صفا الذي تفسيره بطرس، أي صخر." علينا أن نتذكر أن هذا اللقاء كان أول لقاء بينهما.
في الحقيقة، علينا أن نعرف هنا، أنّ يسوع المسيح كان يُعرّف عن نفسه بأنه هو الله، الذي غيّر اسم أبرام إلى الاسم الجديد إبراهيم، وساراي إلى الاسم الجديد سارة، ويعقوب إلى الاسم الجديد إسرائيل في العهد القديم، وعلينا أن نتذكر أن إلهنا، كان قد أسس إسرائيل على صخر إبراهيم، حيث نجد ذلك في إشعياء 51: 1-2.
أراد يسوع المسيح أن يغير اسم سمعان (أحد تلاميذه)، ويدعوه بإسم جديد وهو صخر، لكي يؤسس إسرائيل جديد، وهنا علينا نعرف أن كنيسة يسوع المسيح هي إسرائيل الحقيقي والجديد.
لقد بدأ يسوع المسيح يدعو سمعان باسمه الجديد "بطرس"
كما وعده في أول لقائهما، أي عندما اعترف سمعان بأن يسوع هو المسيح وابن الله الحيّ، حيث قال يسوع المسيح: "وأنا أقول لك أيضاً: أنت بطرس (أي صخر، كما قلت لك في أول لقاء لنا)، وعلى هذه الصخرة أبني كنسيتي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأُعطيك مفاتيح ملكوت السَّماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السماوات."(متى16: 19(.
إنّ السبب في تغيير يسوع المسيح لإسم تلميذه من سمعان إلى بطرس، هو لأنه سيكون الأساس لكنيسته التي ينوي تأسيسها على الأرض، ولتقوم هذه الكنيسة بعمل دورها في توسيع ملكوت السماوات على الأرض. بالطبع أنّ سمعان بن يونا كإنسان طبيعي، ليس باستطاعته أن يكون أساساً للكنيسة،
لكنّ بطرس الذي اعترف أنّ يسوع هو المسيح وابن الله الحيّ، هو من يمكنه أن يكون الأساس للكنيسة. في الحقيقة لم تكن لدى بطرس تلك الرؤيا في بداية الأمر، أي رؤيا يسوع المسيح في بناء الكنيسة، وهو لم يفهم أيضاً لماذا أراد يسوع المسيح أن يغير اسمه من سمعان إلى بطرس، لكنه تدريجياً بدأ يفهم تلك الرؤيا، وخاصة بعد صعود يسوع المسيح.
منذ ذلك الوقت، أي بعد صعود يسوع المسيح من الأرض إلى السماء، حيث أنّ بطرس كان يقوم بقيادة 120 من الجليليين، وإنهم كانوا يواظبون بنفس واحد على الصلاة، منتظرين موعد حلول الروح القدس عليهم تحت قيادة الرسول بطرس، لمدة 10 أيام في العلية في أورشليم. هل تعرفون ماذا فعل الرسول بطرس لتحقيق رؤيا يسوع المسيح في بناء الكنيسة مع 120 من الجليليين في ذلك الوقت؟
لقد اقترح اختيار رسولاً آخر بدلاً من يهوذا الذي مات بعد خيانته ليسوع المسيح. لقد فعل ذلك، لأنه فهم رؤيا يسوع المسيح في بناء الكنيسة، وما سيفعله يسوع المسيح بواسطتهم، أي رسله. "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزواية."( أفسس 2: 20)
عرف بطرس أهمية الرسل الإثني عشر، وعرف الدور الذي يجب أن يلعبه الرسل، لأنه كان يتوقع أن الله كان يريد منهم أن يكونوا شهوداً ليسوع المسيح، وخاصة على قيامته.
إنّ رؤيا بناء الكنيسة لم تكن رؤيا بطرس أصلاً، بل لقد كانت رؤيا يسوع المسيح، لكنها أصبحت بمرور الوقت رؤيا بطرس أيضاً، وأراد أن تُعَمَّم هذه الرؤيا إلى 120 الجليليين المجتمعين في العلية في أورشليم. فكان دور الرسول بطرس مهم جداً في تحقيق رؤيا يسوع المسيح في بناء الكنيسة، كذلك دور الـ 120 من الجليلين.
إذاً ماذا حصل للمجتمعين في العلية في أورشليم بعد ذلك، أي بعد اختيار رسولاً آخر بدلاً من يهوذا؟ لقد تحققت رؤيا يسوع المسيح في بناء كنيسته في أورشليم، فبينما كان بطرس ممتلئً بالروح القدس، بشر ثلاثة آلاف نفس بجرأة.
هللويا!
دعونا نتخيل أنّ هناك شخص يقول: "أشعر بالحزن لأجل يسوع المسيح، لأنه لم يستطع أن يرى رؤياه تتحقق، لأنه صعد إلى السماء من الأرض." ما رأيكم في قول ذلك الشخص ؟ إنه غير معقول بتاتاً. أليس كذلك؟ لكن لماذا؟ لأن يسوع المسيح رأى كنيسة أورشليم من السماء، بينما أرسل الروح القدس على بطرس ورفاقه الجليلين. إذاً هل بدأ يسوع المسيح يرى كنيسته فقط بعد إرسال الروح القدس على بطرس ورفاقه الجليلين من السماء؟ كلا، لأن يسوع المسيح كان قد رأى كنيسة أورشليم من قبل، حتى في أول لقاء له بسمعان بن يونا. (أفسس1:4) " كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْم قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ"
نعم، لقد كان لدى يسوع المسيح رؤيا بمشروعه في بناء الكنيسة، وبسبب هذه الرؤيا رأى ذلك المشروع النور. أية رؤيا لديكم أنتم. ومن أجل من هي تلك الرؤيا؟ ومنذ متى بدأتم بالتفكير أن يكون لديكم رؤيا؟ وماذا تخططون لتحقيق الرؤيا التي لديكم؟ أطلب منكم أن تفكروا بأنفسكم مثل الجليليين، وأن تواظبوا بنفس واحده على الصلاة منتظرين موعد حلول الروح القدس عليكم، وأن تمتلئوا بالروح القدس، وأن تتوقعوا أن تكونوا شهوداً ليسوع المسيح، وأن تصبح لديكم رؤيا يسوع المسيح في بناء الكنيسة في كل العالم.