الفصل الثالث الطريق إلى السعادة-شروط العروس


الفصل الثالث الطريق إلى السعادة

-شروط العروس

 

 

 

ب.  شروط العروس

 

1. العروس ولباسها

  

"3َ اغْتَسِلِي وَتَدَهَّنِي وَالْبَسِي ثِيَابَكِ وَانْزِلِي إِلَى الْبَيْدَرِ، وَلكِنْ لاَ تُعْرَفِي عِنْدَ الرَّجُلِ حَتَّى يَفْرَغَ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ. 4وَمَتَى اضْطَجَعَ فَاعْلَمِي الْمَكَانَ الَّذِي يَضْطَجعُ فِيهِ، وَادْخُلِي وَاكْشِفِي نَاحِيَةَ رِجْلَيْهِ وَاضْطَجِعِي، وَهُوَ يُخْبِرُكِ بِمَا تَعْمَلِينَ»(را2:3-4).

 

 من هذا النص نجد أربعة نقاط: أولا الاغتسال، ثانيا: التدهن، ثالثا: ارتداء الملابس، رابعا: الالتقاء بالعريس.

 

 

 

أولا: الاغتسال.

جمال العروس الطهارة، فيجب أن تكون طاهرة. ويُوضّح لنا هذا النص أنه قبل الارتداء للملابس يجب أولاً الاغتسال، فالاغتسال لا يعني الطهارة الجسدية الخارجية فقط، بل يعني طهارة النفس من الداخل أمام الله. وهذا ما يُدعىّ بالتوبة الحقيقية لدى المؤمن؛ لأن الله اختارنا ويدعونا بالروح القدس إلى يسوع المسيح. فإذا تجاوبنا بالإيمان نحصل على الخلاص والتبرير، ثم نسير في حياة القداسة.

 

" 2أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ"(أف 22:4).

 

 فراعوث بحالتها الجسدية قبل الاغتسال لا تستطيع أن تتقابل مع بوعز، فكل من اغتسل بدم المسيح له الحق أن يخدمه.

 

"14َكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!(عب 14:9).

 

 و كذلك يقول الكاتب في (عب10 :22) "32وَلكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبَرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ".

 

 فالعروس تمر بمراحل متتالية، لكي تكون عروساً جميلة. وكل المؤمنين يمرون بمراحل متتالية فمثلاً، حديثو الإيمان في الكنيسة يحضرون لنوال البركة. ولكن إذا مرت على حياتهم مراحل متتالية من النضوج في حياة الإيمان، فحضورهم سيكون لأجل مجد الله. ويقول بعض الأشخاص: أنا حضرت بإلحاح عن طريق زوجتي، أو عن طريق صديق له أخذه بقوة بيده للكنيسة، أو تشجيع من الأهل، ولكن بعد دخول هذا الشخص إلى الكنيسة وتلاقى مع الرب، وأسلم حياته بيد الرب يسوع واغتسل بدم المسيح، ومن خلال كلمة الله يشعر بأنه خاطئ، لأنه بحاجة إلى هذا الدم الكريم حتى يَغتسل به. فنجد أن نُعمِىِ طلبت من راعوث أن تغتسل حتى تلتقي مع بوعز. ونحن ككنيسة المسيح ننتظر ذاك العريس مخلصنا يسوع المسيح.

 

  

       ثانياً: التدهن.

وهذا يعني تجميل العروس فيما يخص رائحتها، والدهن يرمز إلى الروح القدس. فلكي تكون جاهزاً، لأبدّ أن تتعطر، والمؤمن لأبدّ أن يمسح بالروح القدس، فنعمة وهبة الروح القدس تجملنا روحياً. فالدهن يزيل رائحة الجسد الكريهة، وأيضاً يعطي للمكان رائحة طيبة، فإذا مكث الروح القدس فينا، فهو يعمل على تغسيلنا من أقذار الجسد، ويجعل رائحة المسيح تظهر فينا. فراعوث قبل أن تقترب من بوعز تدهنت ونحن كذلك عندما نمتلئ بالروح القدس، نأتي إلى يسوع المسيح.

 

"3فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ"(يو 3:12). وأيضا في (2كو15:2) "15لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ". من المفروض أن تفوح من المؤمن رائحة المسيح، من كلامه، من سلوكه، وفي حياته. فالرب يكره رائحة الخطيئة التي تفوح من العالم فلابدّ أن نخلع الطبيعة القديمة ونلبس المسيح.

 

 

ثالثا: ارتداء الملابس.

ترتدي العروس في يوم زفافها ثياب الزفاف، ولكن المؤمنين يرتدون في حياتهم المسيح الذي يعكس فيهم السلوك النقي، ولا ينحرفون عن الطريق الصحيح، ويكونون مميزين عن الآخرين؛ حتى في الأماكن العامة تظهر رائحة المسيح فيهم. فراعوث اغتسلت وتدهنت، ولابد أن تلبس ثياب العروس، وإلاّ فكيف تظهر كعروس؟ كما في (رؤ19: 7-8).

 

"7لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. 8وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ».

فعندما يقترب موعد الزفاف، الرب يسوع يلبسنا البز النقي، وهذا يَعني أن يسلك كل القديسين سلوكاً صالحاً أمام الآخرين. وعن طريق دم يسوع المسيح، علينا أن نتطهر ونغتسل من خطايانا، وأيضا بالروح القدس نرتدي السلوك الصالح، وبهذه الطريقة نأتي لعريسنا الرب يسوع المسيح. وهذا يذكرني بمشهد حقيقي، رأيته حينما كنت في زيارة بعض البلدان في الشرق. رأيت أن كل الموجودين في العرس، يرتدون جميعاً ملابس العرس، وكان منظرهم جميلاً كما في الحفلات التي نراها في بعض الأفلام، وهم يرتدون ملابس موحدة. وهذا يجعلنا أن نلبس يسوع المسيح، ولا نضع تدبيراً للجسد من أجل الشهوات (رو 14:13). وأيضاً قال لنا بولس في (غلا 27:3).

 

 "27أَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ".

 فيجب علينا أن نلبس المسيح، وهذا يُعني أن نتجند ليسوع المسيح؛ لأنه هو الطريق والحق والحياة. وهذا يشجعنا أن نعيش حياة نقية مجملة بالسلوك النقي اللائق. أن نلبس المسيح يعني، أن نختفي نحن وهو يجب أن يظهر، أن نتحرك بمشورته وفكره وروحه، كما قيل عن جدعون في (سفر القضاة 7)، لبس روح الرب جدعون، أي كان جدعون يتحرك بقوة الروح القدس، ويخطط بقوة الروح، ويحارب بقوة الروح، فقاتل سيسرا وجيشه وتغلب عليهم وكان معه ثلاثمئة شخص فقط، كانوا يحملون أبواقاً وجراراً فيها ضوء، ولما أتت ساعة الحرب، ضربوا بالأبواق وكسروا الجرار فانتشر النور، وانكسر الأشرار أمام الأبرار.

 

 

رابعاً: الالتقاء بالعريس                     

 (را 4:3) "4وَمَتَى اضْطَجَعَ فَاعْلَمِي الْمَكَانَ الَّذِي يَضْطَجعُ فِيهِ، وَادْخُلِي وَاكْشِفِي نَاحِيَةَ رِجْلَيْهِ وَاضْطَجِعِي، وَهُوَ يُخْبِرُكِ بِمَا تَعْمَلِينَ».

وما فعلته راعوث في ذلك الوقت، كان بمثابة عادة متبعة في العهد القديم. وما فعلته راعوث يُعني كالتالي:

 أنها تطلب الحماية من بوعز، ووجودها عند رجليه يَعني التواضع(لو 7: 37- 38).

 

 "37َإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ 38وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ".

                

 فلابدّ أن نسلك في طريق التواضع، حتى نأتي إلى حضن يسوع، ونتمتع بمحضر الله. لكي ننال نعمته حتى عند قدميه.           ولابدّ أن نمسك بهدب ثوبه، ولذلك نحن لا نتبع الناموس كما في العهد القديم.

 

"24إِذًا قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. 25وَلكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ، لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ"(غلا 3: 24ـ25).

 

فالناموس هو مؤدب، ومعد لكي يقودنا إلى يسوع المسيح. فهو

الطريق الصحيح. ولكن في العهد الجديد، فالناموس لا يدلنا، بل الروح القدس هو الذي يقودنا إلى الطريق الصحيح، ويعمل فينا حتى نخطو خطوات صحيحة لكي نأتي إلى يسوع المسيح الذي بدونه ستكون حياتنا فاسدة بلا رجاء. علينا أن نأتي إليه بثقة وجرأة كما في (مرقس 2: 1-5) .

 

1ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضًا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. 2وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ. 3وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجًا يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. 4وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ، كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ. 5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ.

 

يتحدث عن أربعة رجال أحضروا رجلاً مفلوجاً، لدرجة أنهم نقبوا السقف. لأنهم لم يتمكنوا من الدخول من الباب بسبب ازدحام الناس لسماع يسوع وهو يتكلم، وهذا يعلن لنا أنه عندما نأتي إلى يسوع المسيح، لا بدّ أن نجتاز الحواجز التي تقف أمامنا. فعندما نتجاوز التحديات والصعوبات التي أمامنا، نجد أننا نسير في طريق النصرة. فعندما نعيش في حقل الله، فكل اللعنات تزول عنّا؛ لأن كنيسة الله تأسست بدم يسوع المسيح، فكل اللعنات قد زالت. والكنيسة هي عبارة عن ملجأ، لأنّ كل الصعوبات لن تبقى أمامها، كما حدث مع شعب الرب قديماُ وهم في أرض مصر، فيوم الفصح كان يوم العبور من كل اللعنات التي آتت على أرض مصر. ولم تدمرهم هذه اللعنات بل خرجوا منها منتصرين. فكل مشكلة أمام الرب يسوع المسيح لها حل وتهرب عند قدميه لأنه هو فصحنا (1كو 7:5).

 وهناك قصة أخرى، نرى امرأة تأتي إلى يسوع المسيح رغم الازدحام الشديد من حوله.

 

 "20وَإِذَا امْرَأَةٌ نَازِفَةُ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً قَدْ جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَمَسَّتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ، 21لأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا:«إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ». 22فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا، فَقَالَ:«ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ"(مت 9 : 20-22).

 

هذه المرأة اقتربت، ولمست هدب ثوبه، فاختبرت قوة الله. فكل المؤمنين عليهم أن يأتوا إلى الكنيسة بأشواق قلبية، فلو بقيت هذه المرأة في بيتها، لما حصلت على الشفاء. وكل مؤمن يأتي إلى الكنيسة، ينال نعمة من الرب ما بعدها نعمة. فعطية العالم جزئية، كالدراسة في المدرسة وعلاج الأمراض في المستشفى، وربح المال في الشركات، ولكن المسيحية ليست هكذا، فإذا آمنت بالمسيح فأنت تمتلك كل شيء، كالحكمة والسعادة والبركة، والصحة.

 

"27وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ َيَقُولاَنِ:«ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُدَ!»(مت 27:9).

 

 ولما جاء إلى البيت تقدم إليه الأعميان فقال لهما يسوع " أتؤمنان أني أقدر أن أفعل هذا؟ ". قالا له: " نعم ". يا سيد! "حينئذ لمس أعينهما قائلاً: بحسب إيمانكما ليكن لكما". فرأى يسوع إيمانهما، وبالتالي لمس أعينهما. فعلى المؤمنين أن يعرفوا، أنّ ليس لديهم القدرة على حل كل مشاكلهم، كراعوث، التي استطاعت أن تحصل على حلول لمشاكلها، عن طريق بوعز. وكأنها تريد أن تقول له: "أنت وليّ ارحمني". وهكذا نحن أيضاً، رجاؤنا في يسوع المسيح فقط. فكل شخص يترك مشيئة الرب، ولا يسير فيها، لا يسلك حياة العروس.(مز 3:139) "3مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ". فالرب يعتني بنا بدقة متناهية، لأنه يعرف كل شيء عنّا، وبالتالي يجب علينا ألاّ نتصرف لحظة واحدة بدون الرب يسوع المسيح. ولكن لا بد أن نسير مع ربنا، بينما نعيش في هذا العالم.

 

 2. موقف العروس

 

العروس لديها رجاء واحد، وهو مقابلة عريسها بوعز، وهذه حالة السعادة الحقيقية. وبعد أن تدهنت العروس، فكيف تأتي إلى عريسها؟ وهذا يكون بحسب العناوين التالية: -

 

  1. الطاعة.
  2.  التمتع بالعريس.
  3. الشهادة. الرجاء.
  4.  مدح الآخرين.
  5.  الانتظار.
  6. . إفادة الآخرين.

 

أولا: الطاعة

راعوث امرأة مطيعة، وبالتالي هي محبوبة لدى الآخرين.

 

"5فَقَالَتْ لَهَا:«كُلَّ مَا قُلْتِ أَصْنَعُ». 6فَنَزَلَتْ إِلَى الْبَيْدَرِ وَعَمِلَتْ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَتْهَا بِهِ حَمَاتُهَا"(را 5:3-6).

 

 ربما هذا الأمر، يعتبر في نظر الآخرين أنه شيء عادي، بينما ما فعلته راعوث هو تعبير عن قلبها المحب نحو حماتها. فعندما نكرم الشيوخ فالرب يكرمنا، كما في(لا19: 32)"32مِنْ أَمَامِ الأَشْيَبِ تَقُومُ وَتَحْتَرِمُ وَجْهَ الشَّيْخِ، وَتَخْشَى إِلهَكَ. أَنَا الرَّبُّ".

 وهذه هي نعمة الله وبركته. وقد رأيت بعض الحالات لدى الفتيات، لم يكن لديهن إيمان. ولكن بعد الزواج، كنا يأتين مع حمواتهن للكنيسة. فالعلم والشهادة فقط، لا يعطينا بركة روحية، بل عندما نطيع الله إلهنا، ونكرم والدينا، فهو يكرمنا. فيجب على الشباب أن يطيعوا الشيوخ داخل الكنيسة، وأيضاً أن نطيع ونعمل بمشورة الكبار في السن. فإذا كنا نهمل الترتيب الأرضي، فهذا يدل على إهمالنا للترتيب الكوني. فكل عائلة وكنيسة فيها طاعة وخضوع للسلطان، تمنع حدوث الأزمات لأن هناك كثير من العائلات، يحملون دور الأب في وسطهم، وبالتالي صارت هناك مشاكل جمّة.

 

"22َقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ"(1 صم 22:15).

 

 فإذا كنّا ضعفاء في نظر الآخرين، فطاعتنا تستر كل لوم فينا؛ لأن الشخص المطيع محبوب وهي فضيلة رائعة.

 

  

ثانيا: التمتع بالعريس

 

"8وَكَانَ عِنْدَ انْتِصَافِ اللَّيْلِ أَنَّ الرَّجُلَ اضْطَرَبَ، وَالْتَفَتَ وَإِذَا بِامْرَأَةٍ مُضْطَجِعَةٍ عِنْدَ رِجْلَيْهِ"(را 8:3).

 

اضطجعت راعوث بحسب أوامر حماتها عند قدمي بوعز، وهذا يدل على التمتع بالعريس.، فالحقل هو الكنيسة وصاحب الحقل هو يسوع المسيح. وهدف عملنا في الحقل، هو أن نتمتع بيسوع المسيح، وحينئذ نقدر أن نقول، بأننا نلنا نعمة من الله. كما ذكرنا آنفاً، أن الرخاء المادي لا يعطينا الحل للمشاكل، كما حدث مع راعوث، ولكن في لقائها مع بوعز. كذلك العالم لا يقدم لنا الحلول فهو ليس المسؤول عنا إلى الأبد. لذلك فالرب يسوع المسيح موجود داخل الكنيسة، والكنيسة باللغة اليونانية هي اكليزيا أي الجماعة المدعوة للاجتماع، حول اسم أو أمر معين، فالكنيسة في معناها الحقيقي ليست هي البناء الحجري، بل الكنيسة تضم كل المؤمنين بيسوع المولودين ثانية من الروح القدس، وبالتالي لأبدّ أن نأتي مع المؤمنين حتى نتمتع به. فالبركة المادية ليست في المقام الأول، بل البركة الروحية هي الأهم. فراعوث صارت سعيدة، وبعد أن قابلت بوعز حصلت على الخلاص والرخاء المادي. فإذا كنا- ونحن داخل الكنيسة- نفكر بالعالم، فسوف نفشل ونهزم. ولكن كلما نظرنا إلى ربنا يسوع المسيح، فسوف نحصل على النجاح، من خلال البركات الروحية، فعندما ننظر إليه سوف نتمتع به.

ثالثا: الشهادة

 

               "9فَقَالَ: «مَنْ أَنْتِ؟» فَقَالَتْ: «أَنَا رَاعُوثُ أَمَتُكَ. فَابْسُطْ ذَيْلَ ثَوْبِكَ عَلَى أَمَتِكَ لأَنَّكَ وَلِيٌّ»(را9:3).

 

فالإيمان لأبدّ أن يعبّر عنه بالفم، وأن يكون لسان حال كل مؤمن، ليس لي سواك. لأن المسيحية هي الشهادة والاعتراف.

 

"10لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ(رو 10:10)".

 

نعترف بقلوبنا ونشهد بأفواهنا، وأيضاً في صلاتنا، يجب أن لا نخبىء ما في قلوبنا أمام الرب.  وهناك ترنيمة كورية تقول:

 

أسعد أوقاتي هي صلاتي، لأن الرب يدعوني إلى الصلاة، لكي يشددني بتعزيته، حينما كنت حزيناً بالأمس.

يشهد بطرس أن الرب يسوع هو المسيح ابن الله الحي(مت 16:16)، فإذا أنكرنا الرب ونسينا شهادتنا له، فسوف نبكي بكاءً مراً، فكل يوم نعترف بإيماننا ونقول: "يا رب أحبك وأترك كل شيء أمامك" بالتالي هذه البركة. ففي ( متى 16) لما سأل الرب من تقول الجموع إني أنا هو؟ رد بطرس فوراً، وقال أنت هو المسيح ابن الله الحي، أي اعترف بألوهية المسيح، فقال الرب له، أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وباللغة اليونانية الأصلية نفهم معنى ما قاله الرب يسوع بأكثر وضوح، إذ يقول أنت (بيتروس) أي حجر أو صخرة صغيرة وعلى هذه (البيترا) أي الجبل الصخري مثل مدينة البتراء المحفورة بالصخر، سوف يبني الرب كنيسته، أي إن معنى اسم بطرس هو صخرة وإيمانه وشهادته عن المسيح كانت مثل الصخر المتين العظيم، والرب يسوع سوف يبني الكنيسة على هذا الإيمان العظيم، الإيمان بأن الرب يسوع هو ابن الله الحي. فهل إيماننا بيسوع هو مثل الصخر؟ ونلقي بكل أحمالنا واحتياجتنا عليه؟ وهو قادر أن يشفع لنا وفينا.  

 

 

رابعا: الرجاء

لم يكن راعوث رجاءها في العالم، بل صارت مع حماتها، بالرغم من أن عرفة تركتها، لأن راعوث امرأة نقية روحياً.

 

"14وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَرًا" (لو 14:8).

6وَأَمَّا الْمُتَنَعِّمَةُ فَقَدْ مَاتَتْ وَهِيَ حَيَّةٌ (1 تيمو 6:5).

 "فَجَاءَتْ وَمَكَثَتْ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الآنَ. قَلِيلاً مَّا لَبِثَتْ فِي الْبَيْتِ(را 2: 7ب).

 

      فراعوث لم تشته الملذات، بل كانت تعمل مجتهدة. هذه مميزات برزت فيها، وجعل بوعز يسمع عنها، وبالتالي اُمتدحت من الآخرين. فكل مَنْ يريد أن يحب العالم، ويسلك في الجسد، لا يقدر أن يرضي الله.

 

"10فَقَالَ: «إِنَّكِ مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ يَا بِنْتِي لأَنَّكِ قَدْ أَحْسَنْتِ مَعْرُوفَكِ فِي الأَخِيرِ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِ، إِذْ لَمْ تَسْعَيْ وَرَاءَ الشُّبَّانِ، فُقَرَاءَ كَانُوا أَوْ أَغْنِيَاءَ"(را 10:3).

 

 كان بوعز شيخاً وراعوث ما زالت شابة، وكان من المفروض أن تفكر في شخص يناسب سنها، ومع ذلك أتت إليه، فلذلك بوعز فكر بأنها امرأة نقية. وكذلك نحن أيضاً، حينما لا نركز على رجاء العالم، ونفكر في الرجاء المبارك الذي لنا بدون غرور وزهو.

 

 

خامسا: المدح من الآخرين.

 

 " 11وَالآنَ يَا بِنْتِي لاَ تَخَافِي. كُلُّ مَا تَقُولِينَ أَفْعَلُ لَكِ، لأَنَّ جَمِيعَ أَبْوَابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ"(را 11:3).

 

فأي امرأة غير راعوث أتت ونامت عند قدمي بوعز، سيعتبرها زانية، ولكن فضيلتها انتشرت في كل أرجاء المدينة، وكان بوعز يصدقها، وهذا مدحه لها، وكل إنسان يريد أن يحصل على مدح الآخرين، لأبدّ أن يعيش بالإيمان الصادق. فإذا كان المؤمن لديه مدح من الآخرين، حينئذ يمجد الله في كل مكان.

 

"31أَعْطُوهَا مِنْ ثَمَرِ يَدَيْهَا، وَلْتَمْدَحْهَا أَعْمَالُهَا فِي الأَبْوَابِ"(أم 31:31).

 

وهذه المرأة فاضلة يمدحها الآخرون، بسبب رائحة المسيح. وأيضاً في(أع 3:6)  "3فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ". فالرب يريد أن يرى السمعة الحسنة لكل المؤمنين، وكذلك هو يرى الأشياء التي نفعلها، إذا كانت مرضية أمامه أم لا(تك 21:18). فالرب يرى ويسمع السمعة الحسنة وغير الحسنة عن كل مؤمن، ولذلك فعلى كل مؤمن أن يكون ممدوحاً من الآخرين.

 

 

سادسا: الانتظار.

 

"14فَاضْطَجَعَتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ إِلَى الصَّبَاحِ. ثُمَّ قَامَتْ قَبْلَ أَنْ يَقْدِرَ الْوَاحِدُ عَلَى مَعْرِفَةِ صَاحِبِهِ. وَقَالَ: «لاَ يُعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ جَاءَتْ إِلَى الْبَيْدَرِ»(را 14:3).

 

 فعروس المسيح يكون لديها الصبر، حتى يأتي نور الصباح الذي ننتظره، وإذا صبرنا لمدة طويلة فهذا يعتبر صبراً. ويعطينا فرحاً عظيماً. لذلك على كل مؤمن أن ينتظر المطر المتأخر، والمبكر الآتي من عند الله بالرجاء. ولكن لماذا نفشل سريعاً؟ ونتذمر ونقول "لماذا كل هذه الصعوبات" فالمشكلة ليست من الشيء الخارجي، ولكن حينما يكون القلب ضعيفاً، تصيبنا حالات الفشل. ولكن لا بد أن ننتظر حتى يكون لنا الانتصار النهائي.

 

"7إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّدًا، وَتَشَجَّعْ جِدًّا لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا مُوسَى عَبْدِي. لاَ تَمِلْ عَنْهَا يَمِينًا وَلاَ شِمَالاً لِكَيْ تُفْلِحَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ" (يش 7:1).

 

 فالبركة تُعطى لمن لا يحيد عن مشيئة الله في حياته، سواء يميناً أم شمالا.

 

17فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ (2بط 17:3) .

 

 فالثبات بالإيمان يُعطي عدم تزعزع، وبالتالي ينال الشخص نعمة إلهية. وعندما نواجه ضيقة ما، فهل ننتظر مدة عشر سنوات، كما كان الحال مع نعمى وراعوث؟ وإذا لم تنته هذه الضيقة، هل تتذكر يعقوب الذي لم يفقد الرجاء لمدة عشرين عاماً؟ وإذا كانت الشدائد لا تنتهي، هل تفكر في موسى، حينما مرت عليه 40 سنة في البرية، وكان ينتظر! فنحن في بعض الأحيان لا نرث البركة الإلهية كلها في أيامنا، لأنه ليس سهلاً أن نبني بيت الإيمان على صخرة، فالبركة الإلهية تختلف عن البركة المؤقتة في العالم. فأحياناً نحن نخوض حرباً روحية في أيامنا، والبركة الروحية قد يرثها الجيل الثاني من بعدنا. ولكن الأهم أن لا نتزعزع أمام الله. ولا نحيد يميناً أو شمالاً، وعندها سننتصر روحياً .

 

 "1لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخطيئة الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ(عب 12: 1-2).

 

فالمباركون يجب أن لا يفشلوا لأنهم ينظرون إلى شخص الرب يسوع المسيح. أعرف مرسلاً كورياً في اليابان، عمدَ ستة أشخاص في ستة سنوات، وعدد أعضاء الكنيسة التي يخدم بها قليل جداً، ولكن الذين عمدهم ثبتوا مع الرب. فالطريقة المتبعة في معمودية المؤمنين الجدد، تختلف من مكان إلى آخر. وعلى سبيل المثال: في كوريا الشخص الذي يؤمن، أولاً يحصل على دروس للمتابعة، ثم تقوم الكنيسة بمعموديته. ولكن في اليابان يؤمن ثم يُعمد. "4فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ، وَاعْتَمَدُوا، وَانْضَمَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ"(أع 41:2)، بحسب هذه الآيات الكتابية، إن أي شخص يؤمن بيسوع المسيح يحصل على الخلاص. والكوريون في القرن التاسع عشر بعد أن يعتمدوا بالماء كانوا لا يأتون إلى الكنيسة، وبالتالي قرر المرسلين الأجانب أن يعطوا دروساً قبل فترة المعمودية بالماء. فالمشكلة الأساسية في حياة المؤمن، حينما يتزعزع إيمانه أمام الله. الشيوعية تجعل الناس لا يثقون ببعضهم بعضاً، فتراهم يراقبون بعضهم، ويبلّغون عن بعضهم أيضاً. والمبدأ القائم عليه الشيوعية، هو يجب أن ترتد لكي تعيش ولا يصدق الشيوعي في كوريا الشمالية مع بعضهم البعض. والشيطان يتبع الطريقة ذاتها، فهو يجعلنا نشك ولا نثق في الآخرين، ولكن إذا كانت علاقتنا ثابتة مع الله، فلا نرتد عنه، ويجب على كل مؤمن أن يثبت في الله حتى تكتمل إرادته لحياته، لأنه يؤمن ويتمسك بمواعيد الله. فلمن يتحقق الرجاء؟ لكل من يصبر ويحتمل المعاناة، كيعقوب في (تك 41:31)  41َالآنَ لِي عِشْرُونَ سَنَةً فِي بَيْتِكَ. خَدَمْتُكَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ سَنَةً بَابْنَتَيْكَ، وَسِتَّ سِنِينٍ بِغَنَمِكَ. وَقَدْ غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ.

 

وهذا يُعني أن يعقوب قد صبر، حتى الرب يبارك حياته. وفي(مز7:37)"7انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ، مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ". بمعنى لا تتذمر حينما تتقابل مع الشخص الذي بالمكايد يسلك، فهؤلاء لا ينجحون. والرب يبارك من ينتظر بالصبر، ويصبر لمواعيد الله.

 

 

سابعا: إفادة الآخرين

 

"15ثُمَّ قَالَ: «هَاتِي الرِّدَاءَ الَّذِي عَلَيْكِ وَأَمْسِكِيهِ». فَأَمْسَكَتْهُ، فَاكْتَالَ سِتَّةً اكيال مِنَ الشَّعِيرِ وَوَضَعَهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَةَ. 16فَجَاءَتْ إِلَى حَمَاتِهَا فَقَالَتْ: «مَنْ أَنْتِ يَا بِنْتِي؟» فَأَخْبَرَتْهَا بِكُلِّ مَا فَعَلَ لَهَا الرَّجُلُ. 17وَقَالَتْ: «هذِهِ السِّتَّةَ مِنَ الشَّعِيرِ أَعْطَانِي، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ تَجِيئِي فَارِغَةً إِلَى حَمَاتِكِ»(را 3: 15ـ 17).

 

خدمت راعوث حماتها، حينما حصلت على أيفة من الشعير من حقل بوعز، ثم أحضرت ستة أكيال من الشعير إلى حماتها بعد سهرتها في بيدر بوعز، فهي لم تأكل وحدها، بل أتت لحماتها حتى ترضيها. ونحن عروس المسيح، يجب أن نرضي الله في كل شيء، ونعطي إفادة للآخرين. ما هو دور الكنيسة؟ وهو خلاص النفوس والاهتمام بالفقراء، لأن الله أعطانا نعمة وبركة، فنحن لا نمسك بها أو نحتكرها بل نشارك بها الآخرين، فالكنيسة تعطي إفادة لكل الناس.

 

"10اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللآلِئَ. 11بِهَا يَثِقُ قَلْبُ زَوْجِهَا فَلاَ يَحْتَاجُ إِلَى غَنِيمَةٍ. 12تَصْنَعُ لَهُ خَيْرًا لاَ شَرًّا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهَا". فالمرأة الفاضلة ثمنها يفوق اللالىء. فنحن عروس المسيح، نصنع للآخرين خيراً لا شراً كل أيام حياتنا. وما أطلبه منكم إخوتي وأخواتي أن تكونوا عروساً روحية وامرأة فاضلة(أم 10:31-12).

 

" 8وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ(2كو 8:9).

 

 يفيض الله على كل المؤمنين، وتستمر نعمته بإحسان وبركات، ولكن الشيطان يعطي الشر للأشرار. لذلك على كل مؤمن أن لا يطمع، بل يُعطي للآخرين وهناك ترنيمة كورية تقول:

 

 تصالحنا في المسيح يسوع، ولدينا الرجاء الذي نتمتع به بمجد الله، وباركنا في المسيح.

 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6