سفر راعوث-النعمة الجديدة ( 2: 1 – 23 )


الفصل الثاني

سفر راعوث-النعمة الجديدة

 

النعمة الجديدة ( 2: 1 – 23 )

 

 

8فَقَالَ بُوعَزُ لِرَاعُوثَ: «أَلاَ تَسْمَعِينَ يَابِنْتِي؟ لاَ تَذْهَبِي لِتَلْتَقِطِي فِي حَقْلِ آخَرَ، وَأَيْضًا لاَ تَبْرَحِي مِنْ ههُنَا، بَلْ هُنَا لاَزِمِي فَتَيَاتِي. 9عَيْنَاكِ عَلَى الْحَقْلِ الَّذِي يَحْصُدُونَ وَاذْهَبِي وَرَاءَهُمْ. أَلَمْ أُوصِ الْغِلْمَانَ أَنْ لاَ يَمَسُّوكِ؟ وَإِذَا عَطِشْتِ فَاذْهَبِي إِلَى الآنِيَةِ وَاشْرَبِي مِمَّا اسْتَقَاهُ الْغِلْمَانُ». 10فَسَقَطَتْ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ وَقَالَتْ لَهُ: «كَيْفَ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَيَّ وَأَنَا غَرِيبَةٌ؟» 11فَأَجَابَ بُوعَزُ وَقَالَ لَهَا: «إِنَّنِي قَدْ أُخْبِرْتُ بِكُلِّ مَا فَعَلْتِ بِحَمَاتِكِ بَعْدَ مَوْتِ رَجُلِكِ، حَتَّى تَرَكْتِ أَبَاكِ وَأُمَّكِ وَأَرْضَ مَوْلِدِكِ وَسِرْتِ إِلَى شَعْبٍ لَمْ تَعْرِفِيهِ مِنْ قَبْلُ. 12لِيُكَافِئِ الرَّبُّ عَمَلَكِ، وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي جِئْتِ لِكَيْ تَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ». 13فَقَالَت: «لَيْتَنِي أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ يَا سَيِّدِي لأَنَّكَ قَدْ عَزَّيْتَنِي وَطَيَّبْتَ قَلْبَ جَارِيَتِكَ، وَأَنَا لَسْتُ كَوَاحِدَةٍ مِنْ جَوَارِيكَ». ( را  8:2-13)

 

 

أ.  بداية النعمة

 

1. الطريق إلى النعمة

 

         

إذا نظرنا إلى سفر راعوث بالنظرة العالمية، فانه سيكون مجرد قصة فقط، وبعنوان" امرأة تلتقط السنابل". ولكن من النظرة الروحية، فهي تعتبر سر عجيب من السماء. تبدأ النعمة الإلهية الجديدة لنعمِي وراعوث، في الإصحاح الثاني من القصة. وخلال صفحات هذا الإصحاح، نجد ثلاثة أشخاص وهم: بوعز وراعوث ونعمي. ولكن دعونا نرى كلا على حدة:

 

                                         

                                                                                   

   

أولاً:  بوعز

وهو صاحب الحقل، ويرمز به روحياً إلى عريسنا الرب يسوع المسيح، وكما تقابلت راعوث مع بوعز في الحقل، تقابلنا نحن مع يسوع المسيح، كدلالة روحية لنا.

 

 

ثانياً:  نُعمِيِ

           هي حماة راعوث، ولها دلالة روحية، إلى كل مَنْ يخدم الله ومقاصده. فالله أعطانا نعمة من خلال خدامه، وهذا أيضاً ما حدث مع راعوث.

 

 

ثالثاً:  راعوث

ولها دلالة روحية لنمط المؤمنين، فراعوث تمثل الأمم المنبوذين من شعب إسرائيل، بسبب نجاستهم. وهذا ما حدث معنا عندما قبلنا الرب يسوع مخلصاً لحياتنا، وتبنانا الله الآب وصرنا من عائلته، وأصبح يسوع المسيح هو عريسنا وصرنا بركة للآخرين من حولنا. وأيضاً فإن حقل بوعز يرمز إلى الكنيسة، والسنابل التي بداخلها الحنطة ترمز إلى كلمة الله، التي هي غذاؤنا في الحياة. فعندما ذهبت راعوث إلى حقل بوعز، فهذا يشير إلى دلالة روحية لكل شخص يذهب إلى الكنيسة. وعند التقاط راعوث للسنابل، هي دلالة روحية لكل مؤمن يسمع لكلمة الله. والتقاء راعوث ببوعز، ونوالها نعمة في عينيه، هي دلالة روحية لكل شخص يقبل يسوع المسيح مخلصاً لحياته، وبالتالي ينال الحياة الأبدية.

 

 

 2.  التجاوب من جهة  راعوث

 

التجاوب بقلب به شغف وشوق.

كان لدى راعوث الشغف في التقاط السنابل من الحقل؛ لأنها كانت بحاجة إليها من أجل الطعام. فكل مؤمن في قلبه شغف لكلمة الله وذهابه إلى الكنيسة، سيحصل على نوال نعمة فوق نعمة من الله. الدرس الذي نتعلمه من هذه العبارة، هو أن لا نُهمل كلمة الله ولا الكنيسة. فالشخص الذي يحب العالم لا يستطيع أن يتمتع بنعمة الله، لأن في داخله محبة الذات، وبالتالي فإن محبة المال تسود على قلبه، وأعمى عينيه عن نعمة الله. فالشيطان يريد ان يجعل كل المسيحيين سواء أكانوا مؤمنين أم غير مؤمنين يحبون العالم بشراهة. فكما لدينا المصطلح اللاهوتي للثالوث الأقدس، هناك مصطلح للثالوث الأنجس وهو: العالم/ الشيطان/ الجسد أي الطبيعة التي يصدر منها الشر.

ولكن يجب علينا نحن المؤمنين: أن نحب بشغف الأشياء الروحية( مز2:84) "2تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلهِ الْحَيِّ". فلا بد أن تكون في حياتنا الأولويات الصحيحة، وهي: نحب كلمة الله والكنيسة وأيضاً ملكوت الله، فهذا ما يُسمىّ بالتجاوب نحو النعمة، بشغف وشوق من قلوبنا. فإذا فعلنا هذا الأمر سنجد استجابة حقيقية في صلواتنا لكل ما نطلبه من أبينا السماوي.

 

 التجاوب العملي.

فراعوث كان لديها شغف وشوق في قلبها، ولكن لم يكن بالعاطفة والمشاعر فقط، بل كان هناك تعبيراً آخر لهذا الشوق والشغف، وهو تحركها العملي وخروجها من البيت نحو الهدف. كذلك نحن أيضأ، نستطيع أن نختبر نعمة الله، مثلما خرجت راعوث إلى حقل بوعز.

 

"4فَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا إِلَى الْكَرْمِ فَأُعْطِيَكُمْ مَا يَحِقُّ لَكُمْ. فَمَضَوْا"(مت 4:20).

 

فسياق هذه الآية يتكلم عن العمال البطالين، الذين أستأجرهم صاحب الكرم. فكيف سيحصلون على الأجرة من هذا السيد؟ عليهم أن يذهبوا ويعملوا في الكرم، لكي ينالوا الأجرة. فعلى المؤمن أن لا يكون تجاوبه نحو النعمة بالكلام فقط، ولكن عليه أن يتحرك نحو النعمة، ويبذل كل ما بوسعه، وبالتالي فهو سيجد من يساعده في هذه الخدمة. فراعوث خرجت إلى الحقل وقابلت بوعز، كانت تلتقط السنابل التي بداخلها الحنطة. لذلك علينا أن نذهب إلى الكنيسة لكي نتمتع بكلمة الله.

 

           فوجودك في الكنيسة ليس لكي تستمع فقط، بل تحصد من كلمة الله. بعضهم يتوقع أنه سيحصل على أشياء كثيرة في العالم، ولكن في نهاية المطاف تكون حياته مفلسة، ويحصد في النهاية ضيقات وآلام وخسارة بكل أنواعها. ولكن لكي تحصل على النعمة والتشجيع من الله، علينا أن نذهب إلى الكنيسة. إذا ذهبت إلى الحقل، فستجد السنابل. وإذا ذهبت إلى الكنيسة، سوف تجد حلولاً للمشكلة.

يعتمد العالم على قوة منطق الإنسان والتكنولوجيا، بينما الكنيسة تعتمد على قوة الله. فالكنيسة هي حقل روحي غير مرئي. والذي يأتي إليها، يجب أن لا يعتمد على نظرته المرئية للأشياء قبل أن يراها. لأن الكنيسة داخلها نعمة وحق بيسوع المسيح. ولذلك فالشخص الذي يتقدم ويأتي إلى محضر الله، هذا بالحقيقة لديه الشوق والشغف لنعمته، وبالتالي يحصل على بركة الرب ويقوده في طريق صالحة. فهذه دعوة لكل شخص كي يأتي إلى حقل الله لنوال النعمة.

 

 

التجاوب بطلب.

أخذت راعوث معونة من نُعمِيِ، عندما أعطتها إرشاداً كيف تنتصر. ونحن أيضاً عندما نواجه المشاكل في حياتنا، علينا أن نطلب معونة من الرب. وأيضا نحن نعرف أن راعوث أممية، ولا تستطيع أن تسير وحدها في طريق البركة، بل هي بحاجة إلى مساعدة من الآخرين والمساعدةِ لها هنا هي نُعمِيِ.

 

"2فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ لِنُعْمِي:«دَعِينِي أَذْهَبْ إِلَى الْحَقْلِ وَأَلْتَقِطْ سَنَابِلَ وَرَاءَ مَنْ أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ». فَقَالَتْ لَهَا: «اذْهَبِي يَا بِنْتِي».3فَذَهَبَتْ وَجَاءَتْ وَالْتَقَطَتْ فِي الْحَقْلِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. فَاتَّفَقَ نَصِيبُهَا فِي قِطْعَةِ حَقْل لِبُوعَزَ الَّذِي مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ"( را 2:2-3).

 

 لم تعرف راعوث تدبير الله؛ لأنها أممية ولكن نُعمِيِ عرفت لأنها يهودية ومن شعب الله. كيف تستطيع أن تأخذ بركة من الله؟ الله يعرف هذه الطريقة، ولذا فهو يقود الشعب إلى الرب يسوع المسيح. فيجب على كل المؤمنين، أن يأخذوا الإرشاد الروحي من خدام الله، مثلما أخذت راعوث الإرشاد من نُعمِيِ. يا أحبائي الأفاضل، عند سماعنا لكلمة الله من خلال الراعي يجب أن لا نُهملها.

 

التجاوب بشغف وشوق.

 

"6فَأَجَابَ الْغُلاَمُ المُوَكَّلُ عَلَى الحَصَّادِينَ وَقَالَ: «هِيَ فَتَاةٌ مُوآبِيَّةٌ قَدْ رَجَعَتْ مَعَ نُعْمِي مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ"(را  6:2).   نرى في الكتاب المقدس أن الكثيرين من الخطاة أعجبوا بيسوع.

"49فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى. فَنَادَوُا الأَعْمَى قَائِلِينَ لَهُ:«ثِقْ! قُمْ! هُوَذَا يُنَادِيكَ»(مر49:10) وأيضاً(لو5:19)" 5 فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ:«يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ».

 

 عندما دعى يسوع زكا العشار، ولما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فرآه وقال له: "يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ". فلكي نحصل على النعمة والبركة، لابد أن نكون مرضيين في عيني الله.  وأعمالنا وكلامنا تكون أيضأ مرضية عند الله.

 

"4بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ". فعلى كل المؤمنين أن يزينوا أنفسهم بالزينة الداخلية، وليس بالزينة الخارجية، حتى يتطلع الآخرون إلينا(1بط 4:3).

"13مِنَ السَّمَاوَاتِ نَظَرَ الرَّبُّ. رَأَى جَمِيعَ بَنِي الْبَشَرِ. 14مِنْ مَكَانِ سُكْنَاهُ تَطَلَّعَ إِلَى جَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ. 15الْمُصَوِّرُ قُلُوبَهُمْ جَمِيعًا، الْمُنْتَبِهُ إِلَى كُلِّ أَعْمَالِهِمْ (مز13:33-15).

 

الله يراقب تصرفاتنا وأفعالنا، وينظر إلينا من السماء. وبالتالي تكون نظرتنا إلى الشيء نظرة روحية. ولابد للكنيسة أن تكون ساهرة بالعيون الروحية التي تراقب تصرفاتنا في العالم. وبالتالي الآخرون ينظرون إليها، ويتساءلون عن السر الذي وراء حياتهم. وهذا جزء يساعد الآخرين، على أن ينجذبوا إلى كنيسة المسيح في كل مكان. فالله يعطينا نعمة فوق نعمة عندما نتجاوب معه بالإيمان.

 

 

التجاوب بالتواضع.

 

  "6فَأَجَابَ الْغُلاَمُ المُوَكَّلُ عَلَى الحَصَّادِينَ وَقَالَ: هِيَ فَتَاةٌ مُوآبِيَّةٌ قَدْ رَجَعَتْ مَعَ نُعْمِي مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ"(را 6:2).

   

 كما رأينا في هذا العدد، نحن أيضاً مثلها أمميون وغير مستحقين أن نقف أمام الله، بحسب نظرة العهد القديم لنا. ونحن لا نستطيع أن نحصد السنابل أمام الرب، لأننا بالطبيعة خطاة. وهذا يجعلنا أن لا ننسى بأننا خطاة، فكل شخص يتكبر ويتمرد يكون نصيبه الهلاك، وكل من يتواضع ويتوب أمام الله، لا يخزى ولا يسقط. وبولس الرسول لا يظهر البر الذاتي أمام الرب، فكيف تعرف ذلك؟

 

"8بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ(في 8:3) ، وأيضاً "15صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا. يعتبر نفسه أول الخطاة(1تيمو 15:1). وكذلك أيضا"8  وَآخِرَ الْكُلِّ ­ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ­ ظَهَرَ لِي أَنَا"(1كو 8:15).

 

 فهو يعتبر نفسه آخر الكل مثل السقط كالطفل غير المكتمل الذي ينزل من بطن أمه، ويتضح لنا من خلال هذه التعبيرات، أن بولس شخص متواضع. عندما ننظر إلى زراعة الأرض، نجد أنّ طريقتنا في كوريا لزراعة الأرز، أولاً نقوم بتجهيز الأرض ثم ننثر السماد البلدي في كل أرجائها، وعندها تمتصه فتحصل على القوة، وتأتي بغلّةٍ جيدة وفيرة، وكذلك نحن أيضاً قوتنا هي في التواضع.

أعرف قساً كورياً مشهورا يدعى "هان كيونغجيك" كانت عبارته المفضلة " أنا لا أستحق كل ما يفعله الرب لحياتي"، وهو لا يقصد الاستحقاق بمعنى التقليل من شأنه، بل يريد أن يعطي كل المجد للرب، وهذه هي لفته في التواضع، فالرب يكرم المتواضع.

من هو الفاشل؟ هو الشخص الذي لا يعرف قيمته في المسيح، ويتذمر باستمرار. ولماذا يفشل؟ لأنه يعتبر نفسه أفضل من كل الموجودين من البشر. فكل شخص مؤمن حقيقي، يتواضع قدام الله والناس، لا تجد حياته عرضة للسقوط؛ مهما تجرب من إبليس، فسوف يثبت، لأن إبليس يجرب كل مؤمن وخاصة من يرى نفسه أفضل من الآخرين، كاللص الذي يختار بيوت الأغنياء.

 

 التجارب بالاجتهاد.

راعوث تلتقط السنابل باجتهاد.

 

    7وَقَالَتْ: دَعُونِي أَلْتَقِطْ وَأَجْمَعْ بَيْنَ الْحُزَمِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. فَجَاءَتْ وَمَكَثَتْ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الآنَ. قَلِيلاً مَّا لَبِثَتْ فِي الْبَيْتِ(را7:2).

 

الكنيسة مكان يأوي المحتاجين. أتذكرعندما كنت طفلاً في كوريا، كانت هناك عادة متبعة حينما نقطف الفاكهة من الأشجار، نُبقيِ على كل شجرة من اثنتين إلى ثلاث حبات، لتكون من نصيب الفقراء والغرباء، وأيضاً لطيور السماء. وهذا ما يعلمنا إياه الكتاب المقدس.

 

9 وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي الْحَصَادِ. وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. وهذا هو ناموس إسرائيل حينما كانوا يحصدون في ذلك الوقت( لا 9:19)، وأيضاً

 

19«إِذَا حَصَدْتَ حَصِيدَكَ فِي حَقْلِكَ وَنَسِيتَ حُزْمَةً فِي الْحَقْلِ، فَلاَ تَرْجعْ لِتَأْخُذَهَا، لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ تَكُونُ، لِكَيْ يُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ عَمَلِ يَدَيْكَ( تث 19:24) .

 

 وهذا يُعني أنه عندما ينساها بالليل لا يرجع إلى حقله ويأخذها، فهذه نصيب الغرباء والفقراء. هذه عبارة عن محبة الله لهؤلاء المحتاجين. فالكنيسة لأبد أن يكون فيها السنابل الملتقطة، كنصيب للفقراء للغرباء. وأيضاً المؤمنون في داخل الكنيسة لأبد أن يكونوا غير محتكرين لهذه الأشياء. فالدرس الذي نتعلمه من التقاط راعوث للسنابل في حقل بوعز، هو التواضع، كيف؟ تخيل معي كيف تلتقط راعوث السنابل. فهي لا تلتقطها بتشامخ الجسد وهي واقفة، بل تحني ظهرها وتمد يدها وتراها بعينها فتأخذ السنابل. وهكذا نحن أيضاً كمؤمنين حقيقيين، علينا أن نتواضع قدام الرب. وأيضاً ماذا كانت تفعل راعوث في التقاطها؟ عيناها مفتوحتان على كل زاوية من زوايا الحقل، وتركض نحو السنابل التي على الأرض، وهذا يُعني أنها كانت تعمل باجتهاد وبكل قوتها، وهذا ما يريدنا الرب أن نفعله في خدمته وفي كل عمل نقوم به. كما في(لو 17:19) 17فَقَالَ لَهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ! لأَنَّكَ كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ، فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عَشْرِ مُدْنٍ. إذا كان المؤمن خادماً أميناً في زاوية من زوايا الحقل فالرب سيعطيه كل الحقل مُلكا له.

 

التجاوب بالنقاوة ( الطهارة)

كان الدافع الذي في راعوث نقياً، لأن قلبها نقي، فالدافع منها نقي لأن القلب نقياً.

 

  10فَقَالَ: «إِنَّكِ مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ يَا بِنْتِي لأَنَّكِ قَدْ أَحْسَنْتِ مَعْرُوفَكِ فِي الأَخِيرِ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِ، إِذْ لَمْ تَسْعَيْ وَرَاءَ الشُّبَّانِ، فُقَرَاءَ كَانُوا أَوْ أَغْنِيَاءَ(را 10:3 ).

 

 كان الدافع أن تهتم بحماتها، وتُؤَمْن لها حاجاتها اليومية، وهذا يذكرنا بكلام الرب يسوع المسيح، في الموعظة على الجبل. 8طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ( متى8:5). فالرب يبارك المؤمنين الأنقياء، لأن الكنيسة مميزة عن العالم. فالمؤمن الذي لديه مقياس عالمي: من شهوة الجسد/ شهوة العيون/ تعظم المعيشة. ويكون مع المؤمنين، من الصعب أن ينال بركة من لدن الله. 2ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ(1بط :2:5).

فالله يطلب منا أن نحب الرب يسوع المسيح فقط، لا أن تكون في قلوبنا محبة العالم؛ حتى نعمل ما يرضيه وهذا ما فعله إبراهيم للوط بتنازله عندما قال له:

 

9أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي. إِنْ ذَهَبْتَ شِمَالاً فَأَنَا يَمِينًا، وَإِنْ يَمِينًا فَأَنَا شِمَالاً (تك:9:13).

 

 لم يكن في قلب إبراهيم محبة العالم، بل كان يتبع الرب من قلب نقي، بالتالي نال نعمة غزيرة من الله أكثر من لوط. ونرى دانيال أنه لا يهتم بالمنصب ولا بالهدايا، بل إن الرب أعطاه حكمة وفهماً في تفسير الأحلام فلم يكن في قلبه طمع أو هدفٌ آخر إلا أن يتمجد الرب من خلاله.

 

17فَأَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ قُدَّامَ الْمَلِكِ: «لِتَكُنْ عَطَايَاكَ لِنَفْسِكَ وَهَبْ هِبَاتِكَ لِغَيْرِي. لكِنِّي أَقْرَأُ الْكِتَابَةَ لِلْمَلِكِ وَأُعَرِّفُهُ بِالتَّفْسِيرِ ( دا17:5).

 

 ولذلك رفع الرب دانيال وأكرمه، وجعله الرجل الثالث في مملكة بابل. ونجد قصة أخرى مختلفة في (2صم 10:1) تتحدث عن غلام عَمَالِيقِيٌّ لديه دوافع غير التي ذكرت سابقاً، وانتهي به الأمر بموته. وعندما خرجت راعوث للحقل، لم يكن لديها دوافع من أجل الزواج، ولكن كان الدافع نقياً، هو أن تهتم بحماتها؛ لأن قلبها نقي وطاهر والرب يعرف حالتها. ولذلك باركها الرب وجعل المسيح له المجد من نسبها.

 

 

 3.  نهاية المباركة لراعوث.

 

 

راعوث لم تفشل

ما حدث في حياتها من أحداث لم يجعلها تفشل. فربما كانت غنية في بلادها، ولكنها الآن أصبحت فقيرة وغريبة أيضاً، لا تعرف أحداً. وأخيراً التقاطها للسنابل في الحقل. والسبب في ذلك لأنها لم تنظر إلى نفسها بل إلى الرب. كذلك نحن نفشل عندما نفكر في عدم توفر الأموال، الكرامة، الشرف، القوة.

11بِالإِيمَانِ سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا أَخَذَتْ قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْل، وَبَعْدَ وَقْتِ السِّنِّ وَلَدَتْ، إِذْ حَسِبَتِ الَّذِي وَعَدَ صَادِقًا(عب 11:11).

 

فزوجة إبراهيم صارت طاعنة في السن، ولكن بالإيمان حصلت على قوة الله، التي من خلالها حبلت وولدت اسحق ابن الموعد، وصارت أم المؤمنين. فالذي ينال نعمة من الله، هو كل من كان قلبه نقياً ويسلك بتواضع أمام الرب، ولا يعيش مثل الطاووس بكبريائه، بل يجعل نظره نحو الرب.

 

 

      راعوث بدأت بالقليل

 

"يَا رَبُّ، لَمْ يَرْتَفِعْ قَلْبِي، وَلَمْ تَسْتَعْلِ عَيْنَايَ، وَلَمْ أَسْلُكْ فِي الْعَظَائِمِ، وَلاَ فِي عَجَائِبَ فَوْقِي( مز 131: 1)".

 

فإذا كنت تريد أن تصبح شخصاً مهماً في الحياة، عليك أن تبدأ من القليل. فعندما يريد مدير شركة أو مصنع في كوريا أن يقيم ابنه بدلاً منه، لا يجعله فجأة مديراً، ولكنه يبدأ بتدريبه وتعيينه في وظيفة متدنية. والسبب حتى يتدرب ويرتفع تدريجياً، وهذا يعطيه خبرة وفهماً عن كل ما هو في الشركة أو المصنع، وبالتالي يشعر مع الآخرين. وأيضاً راعي الكنيسة، فهو يبدأ دائماً بمجموعة صغيرة أو بوظيفة بسيطة فيها. فالراعي ليس مكانه حتى ينال الإكرام والمجد والمديح من الناس، وليس لكي يُخُدم بل هو لأجل أن يَخدمَ الآخرين. ومثال آخر من كوريا، وهو أنه حينما نريد كتابة لوحة كبيرة، نبدأ أولاً بتحضير الحبر بطريقة يدوية، ثم نبدأ بالكتابة.

             لذلك المؤمن لا يبدأ من الأعلى، ولكنه من الأسفل؛ لكي ينال نعمة من خلال تواضعه. فالرب يمتحن قلوبنا بأعمال صغيرة وبسيطة وهذا لا يتوقف على الراعي فقط، بل على كل الأعضاء وبخاصة المؤمنون الذين في مناصب حكومية كبيرة. عليهم أن يبدءوا بنظافة الكنيسة، أو يقوموا باستقبال الأعضاء والترحيب بهم.

 

 

راعوث كانت مقادة بالروح القدس.

 

 3فَذَهَبَتْ وَجَاءَتْ وَالْتَقَطَتْ فِي الْحَقْلِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. فَاتَّفَقَ نَصِيبُهَا فِي قِطْعَةِ حَقْل لِبُوعَزَ الَّذِي مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ( را 3:2).

 لم تختر راعوث لنفسها حقل بوعز، ولم يكن هذا مجرد صدفة، ولكنه كان اختيار الله لها وبحسب خطته لحياتها. متى يرسل الرب بركاته على خدامه؟ حينما يكونون منقادين بالروح، فإننا نجد معونة الرب وبركاته تسكب عليهم، يصاحبها إرشاداً روحياً ونجاحاً مادياً. وبالمقابل نجد أيضاً أن الرب يبعد عنهم كل ما يعيق تقدمهم، لدرجة أنه يحفظ حياتهم من المخاطر والحوادث. لماذا بعضهم يفشل في هذه الحياة؟ لأن معظم الناس يفكرون بعقولهم أكثر من اعتمادهم على إرشاد الروح القدس، الذي يهب لهم حكمة ومعرفة من عند الله. وهناك ترنيمة كورية تقول:

 

أنا بالإيمان أسير بك، حتى إذا كنت لا أرى بعيوني ولا أسمعك بأذني، ولكني سأثق بوعودك لنا.

 

"وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى(عب 1:11)". نحن نسير بالإيمان ونحقق ما لا يرى أمام عيوننا.

 

"28وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِه"(رو 28:8)ِ.

 

وهناك قصة كتابية حول هذا الموضوع في (تك 28) عندما أرسل إبراهيم أليعازر الدمشقي، لكي يجذب زوجة لأبنه، ولكن مَنْ الذي كان يقود هذه المهمة؟ هو الرب الذي دبر رفقة لإسحق. وأيضاً ذهب يعقوب إلى بيت خاله لابان، وقابل هناك راحيل (تك 29: 1 – 4) وموسى حينما هرب من فرعون ووصل إلى مديان، فالرب أعدّ له بيت يثرون، وقابل ابنته صفورة وتزوجها( خر2: 16 – 22). وهكذا راعوث التي كانت حياتها مثل حياة هؤلاء الأشخاص، لأن الرب هو الذي يقودنا ويرشدنا، لكي نختبر معية الله وحقاً بالمحبة لنا يعد كل شيء لخيرنا ونجاحنا. ولكننا أحياناً نعتمد على خبرتنا وقوتنا في حل مشاكلنا وبالتالي نفشل.

 

5تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. 6فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَك(أم 3: 5ـ6).َ

 

ذهبت راعوث إلى حقل بوعز بقلب نقي ودوافع صالحة، ولكنها كانت تسير بإرشاد إلهي عجيب. فإذا كان لدينا القلب النقي والاجتهاد الحقيقي بأقصى جهودنا، فالرب يرشدنا ويتمجد في حياتنا.

 

 

راعوث الملتصقة بالحصادين.

        "3فَذَهَبَتْ وَجَاءَتْ وَالْتَقَطَتْ فِي الْحَقْلِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. فَاتَّفَقَ نَصِيبُهَا فِي قِطْعَةِ حَقْل لِبُوعَزَ الَّذِي مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِك"(را 3:2)َ.

 

        فكلمة "وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ" تُعني أن راعوث عيونها على السنابل التي تسقط من الحزم، فهي كانت بالقرب منهم أو بمعنى آخر ملتصقة بهم، حتى لا يأتي شخص آخر ويلتقط هذه السنابل. فهي لم تكن بعيدة عن الحصادين أو أن بينها وبينهم مسافة كبيرة، بل كانت بالقرب منهم والنتيجة أنها حصلت على قوتها اليومي. وهذا الدرس يعلمنا شيئاً نراه في كنائسنا، وهو أن بعض الأشخاص يحبون المقاعد الخلفية ويجلسون فيها، ولكن دخول الناس من الباب وخروجهم وقت العبادة، تجعلهم في حالة تشويش ولا يحصلون على البركة التي كانت في الاجتماع. لأنهم ينشغلون بمن يدخل أو يخرج، واليوم بتقدم وسائل الاتصالات نرى العديد من المؤمنين يحملون الهواتف الخلوية ويجلسون في الخلف متوقعين أن يتصل بهم أحد ولما يحدث الاتصال تراهم يخرجون مسرعين مما يشتتون الانتباه داخل الاجتماع.

 

 راعوث التقطت بغزارة.

حصلت راعوث في يوم واحد على إيفة شعير(را 7:2)، أي بما يعادل 24 كيلو من الشعير. وهذا يُعني أنها كانت تلتقط بغزارة، والنتيجة أنها حصلت على هذه الكمية من الشعير. أتذكر قصة حقيقية حدثت في كوريا، وهي أنه في إحدى الكنائس الكورية، قال الراعي للحارس الذي يخدم في الكنيسة: نحن لم نكرمك طوال فترة العشرين عاماً منذ وجودك معنا، ولم نعطك أي مبلغ لأنك تعرف الظروف التي تمر بها الكنيسة. فقال الحارس للراعي: بلى ولكنني تباركت في هذه الكنيسة أكثر من بركة المال، ولكن ما أريدك أن تفعله أيها الراعي، أن تهتم بابني حتى يُنهي دراسته. وبالفعل حصل هذا الابن على شهادة التوجيهي، وأرسلته الكنيسة إلى بريطانيا، لدراسة اللاهوت في جامعة – كامبردج – التي تعتبر أفضل الجامعات بها. وبعد نواله شهادة البكالوريوس، تم تعيينه في كنيسة برازيلية وتباركت هذه الكنيسة جداّ بسبب ما فعلته لهذا الابن. الخلاصة من هذه القصة، هي أن هذا الحارس أو الشماس خدم الرب من كل قلبه بدافع نقي، والرب بارك ابنه ببركة غزيرة فاضت على حياته.

 

 

راعوث الصادقة.

عندما رجعت راعوث إلى حماتها، أخبرتها بكل ما حدث معها. وأدركت نعمِي أن الله يفعل مع راعوث أمورا عجيبة. فراعوث لم تكن خبيثة ولا ماكرة في حديثها مع حماتها، بل كانت صادقة معها. ونعمِي كانت تعرف أن الولي الأقرب لهم هو بوعز، وقوله للحصادين.

 

15ثُمَّ قَامَتْ لِتَلْتَقِطَ. فَأَمَرَ بُوعَزُ غِلْمَانَهُ قَائِلاً: «دَعُوهَا تَلْتَقِطْ بَيْنَ الْحُزَمِ أَيْضًا وَلاَ تُؤْذُوهَا. 16وَأَنْسِلُوا أَيْضًا لَهَا مِنَ الشَّمَائِلِ وَدَعُوهَا تَلْتَقِطْ وَلاَ تَنْتَهِرُوهَا(را 2: 15 – 16).

 

أن لا يضايقوها وأن ينسلوا لها من الشمائل، أي أن ينزعوا لها السنابل من الحزم، وكانت العادة المتبعة لدى اليهود، أن الزوجة التي يموت زوجها ولم يترك له نسلاً، عليها أن تتزوج أقرب الأقارب مثل أخو الزوج أو الأقرب في عائلته، وهذا ما يسمى بالولي. وبوعز هو الشخص الثاني الذي يحق له أن يفك هذه العقدة المتعلقة براعوث، وهذا الأمر كانت تعرفه نعمِي. تخيل معي لو أن راعوث، لم تقل لحماتها كل الأشياء التي حصلت معها في الحقل، فهي لن تستطيع أن تنال بركة بوعز. وأيضاً كل مؤمن يخفي أشياء في حياته أمام الله لا يقدر أن ينال بركة المسيح.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6