(يوحنا 1: 43-51؛ تكوين 34: 1-31، الخ)
وقعت حادثة اغتصاب دينة ابنة يعقوب. كان هناك سؤال حول هذه الحادثة بيننا الأسبوع الماضي. سنغطي اليوم هذا الحدث تحت عنوان "اليوم الخامس من الأسبوع الأول للخليقة الجديدة وأبناء يعقوب". وهذا اليوم الخامس هو اليوم الذي أصبح فيه فيلبس وصديقه نثنائيل تلميذين ليسوع. لقد ناقشنا بالتفصيل في الأسبوع الماضي ما قاله يسوع عندما رأى نثنائيل:
«هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ». (يوحنا 1: 47ب)
هذا إسرائيلي أصيل لا شكَّ فيه (يوحنا 1: 47ب، الكتاب الحياة).
الاسم إسرائيل هو اسم جديد أطلقه يهوه الله على يعقوب مرتين. وكلمة " غِشَّ"هي أيضًا تعبير يخبرنا كيف كان حتى حصل على الاسم الجديد إسرائيل. لقد خدع يعقوب أخاه التوأم عيسو مرتين وأخذ بكوريته وبركة الله. فشعر بأن عيسو يهدد حياته فهرب إلى بيت خاله لابان في فدان آرام. لقد أحب ابنة لابان الثانية، راحيل، ولكن لابان خدعه وتزوج ابنته الأولى، ليئة، أولاً ثم راحيل. وكانت زلفة جارية ليئة، وبلهة جارية راحيل، من سراريه أيضًا. وعلى مدار 20 عامًا في فدان آرام، أنجب يعقوب أحد عشر ابنًا وبنتًا واحدة من أربع نساء.
31وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِرًا. 32فَحَبِلَتْ لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «رَأُوبَيْنَ»، لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ الآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي». 33وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتْ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ أَنِّي مَكْرُوهَةٌ فَأَعْطَانِي هذَا أَيْضًا». فَدَعَتِ اسْمَهُ «شِمْعُونَ». 34وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتِ: «الآنَ هذِهِ الْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ ثَلاَثَةَ بَنِينَ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ «لاَوِيَ». 35وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَقَالَتْ: «هذِهِ الْمَرَّةَ أَحْمَدُ الرَّبَّ». لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «يَهُوذَا». ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ. (تكوين 29: 31-35)
كان ليعقوب أربعة أبناء من ليئة: رأوبين، وشمعون، ولاوي، ويهوذا. وفي هذه الأثناء، كانت راحيل عاقرا.
1فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ، غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي بَنِينَ، وَإِلاَّ فَأَنَا أَمُوتُ!». 2فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟». 3فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بِلْهَةُ، ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ، وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضًا مِنْهَا بَنِينَ». 4فَأَعْطَتْهُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ، 5فَحَبِلَتْ بِلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا، 6فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضًا لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْنًا». لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «دَانًا». 7وَحَبِلَتْ أَيْضًا بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ، 8فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «مُصَارَعَاتِ اللهِ قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي». (تك 30 :1-8).
حدث هجوم ليئة المضاد على راحيل على النحو التالي.
9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ، أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً، 10فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْنًا. 11فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِسَعْدٍ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «جَادًا». 12وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ، 13فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِغِبْطَتِي، لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «أَشِيرَ». (تك 30: 9-13).
الآن، مع ظهور رأوبين الابن الأكبر لليئة، تشتد الغيرة والعداء بين ليئة وراحيل. يحقق يهوه الله رغبة ليئة، وتستأنف ليئة ولادتها وتلد ولدين وبنتًا.
14وَمَضَى رَأُوبَيْنُ فِي أَيَّامِ حَصَادِ الْحِنْطَةِ فَوَجَدَ لُفَّاحًا فِي الْحَقْلِ وَجَاءَ بِهِ إِلَى لَيْئَةَ أُمِّهِ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: «أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ». 15فَقَالَتْ لَهَا: «أَقَلِيلٌ أَنَّكِ أَخَذْتِ رَجُلِي فَتَأْخُذِينَ لُفَّاحَ ابْنِي أَيْضًا؟» فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «إِذًا يَضْطَجعُ مَعَكِ اللَّيْلَةَ عِوَضًا عَنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ». 16فَلَمَّا أَتَى يَعْقُوبُ مِنَ الْحَقْلِ فِي الْمَسَاءِ، خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِمُلاَقَاتِهِ وَقَالَتْ: «إِلَيَّ تَجِيءُ لأَنِّي قَدِ اسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ابْنِي». فَاضْطَجَعَ مَعَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ. 17وَسَمِعَ اللهُ لِلَيْئَةَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا خَامِسًا. 18فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي، لأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِرَجُلِي». فَدَعَتِ اسْمَهُ «يَسَّاكَرَ». 19وَحَبِلَتْ أَيْضًا لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا سَادِسًا لِيَعْقُوبَ، 20فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ وَهَبَنِي اللهُ هِبَةً حَسَنَةً. الآنَ يُسَاكِنُنِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «زَبُولُونَ». 21ثُمَّ وَلَدَتِ ابْنَةً وَدَعَتِ اسْمَهَا «دِينَةَ». (تك 30: 14-21).
في هذا الوقت، بارك يهوه الله راحيل هكذا:
22وَذَكَرَ اللهُ رَاحِيلَ، وَسَمِعَ لَهَا اللهُ وَفَتَحَ رَحِمَهَا، 23فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا فَقَالَتْ: «قَدْ نَزَعَ اللهُ عَارِي». 24وَدَعَتِ اسْمَهُ «يُوسُفَ» قَائِلَةً: «يَزِيدُنِي الرَّبُّ ابْنًا آخَرَ». (تكوين 22:30-24).
لتلخيص أسماء أبناء يعقوب، كان لديه ستة أبناء من ليئة في فدان آرام على مدى حوالي 20 سنة: رأوبين، شمعون، لاوي، يهوذا، يسّاكر، زبولون، وابنة، دينة. وولد دان ونفتالي من بلهة جارية راحيل. وكان له جاد وأشير من زلفة جارية ليئة. وكان له أيضًا يوسف من راحيل. وهكذا كان له أحد عشر ابنا وبنت واحدة اسمها دينة. حدثت أشياء كهذه على مدار 13 عامًا تقريبًا منذ زواجه. وكان له خدم كثيرون وجمع ثروة كبيرة. لقد مرت 20 عامًا منذ أن غادر مسقط رأسه. ولكن في أحد الأيام، وقعت حادثة تطلبت منه اتخاذ قرار كبير.
1فَسَمِعَ كَلاَمَ بَنِي لاَبَانَ قَائِلِينَ: «أَخَذَ يَعْقُوبُ كُلَّ مَا كَانَ لأَبِينَا، وَمِمَّا لأَبِينَا صَنَعَ كُلَّ هذَا الْمَجْدِ». 2وَنَظَرَ يَعْقُوبُ وَجْهَ لاَبَانَ وَإِذَا هُوَ لَيْسَ مَعَهُ كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. (تك 31 :1-2)
وفي ذلك الوقت قال يهوه الله نفسه ليعقوب:
3وَقَالَ الرَّبُّ لِيَعْقُوبَ: «ارْجعْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكَ وَإِلَى عَشِيرَتِكَ، فَأَكُونَ مَعَكَ» (تكوين 31: 3)
فقال يعقوب لراحيل وليئة أنه على الرغم من أن أبوهما ليئة خدعه مرات عديدة، إلا أن إله أبيه إسحاق حماه (تكوين 4:31-12). فقال له الرب الإله ما يلي:
13أَنَا إِلهُ بَيْتِ إِيلَ حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُودًا، حَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْرًا. الآنَ قُمِ اخْرُجْ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ وَارْجعْ إِلَى أَرْضِ مِيلاَدِكَ». (تك 31: 13).
بيت إيل هو المكان الذي مكث فيه يعقوب الليلة الأولى بعد أن ترك منزله هربًا من التهديد بالقتل من أخيه الأكبر عيسو منذ حوالي ٢٠ عامًا، وحيث التقى بيهوه الله في حلمه. وكان اسمها الأصلي لوز. إلا أن يعقوب أطلق عليها اسم بيت إيل، أي بيت الله، تخليداً لذكرى أن يهوه الله قد زاره في حلمه (تكوين 10:28-19).
وافقت ليئة وراحيل بشدة على كلام يعقوب (تكوين 14:31-16). وخرج يعقوب إلى موطنه مع زوجته وأولاده وعبيده ومواشيه، دون استشارة أو إخطار حميه لابان. لقد كانت طريقته إلى الوراء بعد 20 سنة من خداعه لأخيه عيسو وهربه. وعندما اكتشف لابان هذه الحقيقة لاحقًا، غضب جدًا وطارده. ومع ذلك، فقد تحققت المصالحة بينهما عندما ظهر يهوه الله للابان وهدأ غضبه تجاه يعقوب (تكوين 17:31-55). وبعد ذلك، بينما كان يعقوب يسير، استقبلته ملائكة الله (تكوين 32: 1). وتذكر هذه الحادثة على النحو التالي:
2وَقَالَ يَعْقُوبُ إِذْ رَآهُمْ: «هذَا جَيْشُ اللهِ!». فَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «مَحَنَايِمَ». (تك 32: 2)
مباشرة بعد اختبار هذا الحدث الخاص، استعد يعقوب بجدية للقاء أخيه الأكبر عيسو. أرسل عبيده أولاً إلى عيسو. لذلك حدث ما يلي.
6فَرَجَعَ الرُّسُلُ إِلَى يَعْقُوبَ قَائِلِينَ: «أَتَيْنَا إِلَى أَخِيكَ، إِلَى عِيسُو، وَهُوَ أَيْضًا قَادِمٌ لِلِقَائِكَ، وَأَرْبَعُ مِئَةِ رَجُل مَعَهُ». (تك 32: 6)
والآن، ولأول مرة في حياته، صلى يعقوب بحرارة، داعيًا الله باسم يهوه، وتلقى إجابة فورية.
9وَقَالَ يَعْقُوبُ: «يَا إِلهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلهَ أَبِي إِسْحَاقَ، الرَّبَّ الَّذِي قَالَ لِيَ: ارْجعْ إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى عَشِيرَتِكَ فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ. 10صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ. فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ، وَالآنَ قَدْ صِرْتُ جَيْشَيْنِ. 11نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَخِي، مِنْ يَدِ عِيسُوَ، لأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَضْرِبَنِي الأُمَّ مَعَ الْبَنِينَ. 12وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُعَدُّ لِلْكَثْرَةِ». (تك 32: 9-12)
أرسل يعقوب عائلته وعبيده ومواشيه عبر مخاضة يبوق، وبقي هو وحده (تكوين 13:32-24 أ). في ذلك الوقت، تكشف الوضع الذي حصل فيه على الاسم الجديد إسرائيل على النحو التالي.
"24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. (تك 32: 24-29).
هذه هي المرة الأولى التي يمنح فيها يهوه الله اسمًا جديدًا ليعقوب، إسرائيل، من خلال ملاكه. نحن نسمي هذا الحادث "حادثة فَنِيئِيلَ" للأسباب التالية.
30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي». (تك 32: 30)
مباشرة بعد حادثة فنيئيل، التقى يعقوب وعيسو، وعاد عيسو إلى سعير ووصل يعقوب إلى سكوت (تك 1:33-17). وأخيراً ترك سكوت وأقام في شكيم، أرض كنعان. ولكن حدثت حادثة اغتصاب ابنته دينة (تك 1:34-31). حدث هذا ليعقوب قبل هذه الحادثة مباشرة.
18ثُمَّ أَتَى يَعْقُوبُ سَالِمًا إِلَى مَدِينَةِ شَكِيمَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانِ أَرَامَ. وَنَزَلَ أَمَامَ الْمَدِينَةِ. 19وَابْتَاعَ قِطْعَةَ الْحَقْلِ الَّتِي نَصَبَ فِيهَا خَيْمَتَهُ مِنْ يَدِ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قَسِيطَةٍ. 20وَأَقَامَ هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَاهُ «إِيلَ إِلهَ إِسْرَائِيلَ». (تك 33: 18-20).
أما اغتصاب دينة وسلسلة الأحداث التي تلته فقد حدثت على النحو التالي أثناء إقامة يعقوب في مدينة شكيم في أرض كنعان.
1وَخَرَجَتْ دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ الَّتِي وَلَدَتْهَا لِيَعْقُوبَ لِتَنْظُرَ بَنَاتِ الأَرْضِ، 2فَرَآهَا شَكِيمُ ابْنُ حَمُورَ الْحِوِّيِّ رَئِيسِ الأَرْضِ، وَأَخَذَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَأَذَلَّهَا. 3وَتَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِدِينَةَ ابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَأَحَبَّ الْفَتَاةَ وَلاَطَفَ الْفَتاةَ. 4فَكَلَّمَ شَكِيمُ حَمُورَ أَبِاهُ قَائِلاً: «خُذْ لِي هذِهِ الصَّبِيَّةَ زَوْجَةً».
ويقدر عمر دينة في ذلك الوقت بحوالي 13 عامًا. والذي اغتصبها هو شكيم بن حمور الحوي رئيس الأرض. واسمه شكيم، وهو نفس اسم الأرض التي يسكن فيها. والسبط الذي ينتمي إليه هو أحد قبائل أرض كنعان السبعة. حادثة اغتصابه أفسدت خلق الله الطيب. لقد خلق الله المحبة البشرية لتعكس محبته الخاصة، لكنه شوه موهبته لتحقيق مكاسب وسيطرة أنانية. لقد عزز الله العلاقة الجنسية الحميمة كتعبير عن الإخلاص الرقيق، لكن اغتصابه كان حادثة استغل فيها دينة، بل وانتهك حرمة جسد دينة من أجل لحظة من المتعة الضحلة. إن الحادثة التي اغتصب فيها شكيم بن حمور دينة ابنة يعقوب كانت خطأً لا يغتفر. فماذا فعل يعقوب عندما سمع هذا الخبر؟
5وَسَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ نَجَّسَ دِينَةَ ابْنَتَهُ. وَأَمَّا بَنُوهُ فَكَانُوا مَعَ مَوَاشِيهِ فِي الْحَقْلِ، فَسَكَتَ يَعْقُوبُ حَتَّى جَاءُوا.
فكيف تمكن هامول من حل كل من هذه الحالات؟
6فَخَرَجَ حَمُورُ أَبُو شَكِيمَ إِلَى يَعْقُوبَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ. 7وَأَتَى بَنُو يَعْقُوبَ مِنَ الْحَقْلِ حِينَ سَمِعُوا. وَغَضِبَ الرِّجَالُ وَاغْتَاظُوا جِدًّا لأَنَّهُ صَنَعَ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِمُضَاجَعَةِ ابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَهكَذَا لاَ يُصْنَعُ. 8وَتَكَلَّمَ حَمُورُ مَعَهُمَ قَائِلاً: «شَكِيمُ ابْنِي قَدْ تَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِابْنَتِكُمْ. أَعْطُوهُ إِيَّاهَا زَوْجَةً 9وَصَاهِرُونَا. تُعْطُونَنَا بَنَاتِكُمْ، وَتَأْخُذُونَ لَكُمْ بَنَاتِنَا. 10وَتَسْكُنُونَ مَعَنَا، وَتَكُونُ الأَرْضُ قُدَّامَكُمُ. اسْكُنُوا وَاتَّجِرُوا فِيهَا وَتَمَلَّكُوا بِهَا». 11ثُمَّ قَالَ شَكِيمُ لأَبِيهَا وَلإِخْوَتِهَا: «دَعُونِي أَجِدْ نِعْمَةً فِي أَعْيُنِكُمْ. فَالَّذِي تَقُولُونَ لِي أُعْطِي. 12كَثِّرُوا عَلَيَّ جِدًّا مَهْرًا وَعَطِيَّةً، فَأُعْطِيَ كَمَا تَقُولُونَ لِي. وَأَعْطُونِي الْفَتَاةَ زَوْجَةً».
رد أبناء يعقوب على عرض شكيم بالخداع.
13فَأَجَابَ بَنُو يَعْقُوبَ شَكِيمَ وَحَمُورَ أَبَاهُ بِمَكْرٍ وَتَكَلَّمُوا. لأَنَّهُ كَانَ قَدْ نَجَّسَ دِينَةَ أُخْتَهُمْ،
وفي الواقع فإن كلمة الخداع هي أيضًا سمة من سمات شخصية أبيهم يعقوب. وهذا يعني أنهم يتبعون الشيطان الذي خدع الإنسان الأول آدم. والآن لننظر كيف خدعوا شكيم على وجه التحديد.
14فَقَالُوُا لَهُمَا: «لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ هذَا الأَمْرَ أَنْ نُعْطِيَ أُخْتَنَا لِرَجُل أَغْلَفَ، لأَنَّهُ عَارٌ لَنَا. 15غَيْرَ أَنَّنَا بِهذَا نُواتِيكُمْ: إِنْ صِرْتُمْ مِثْلَنَا بِخَتْنِكُمْ كُلَّ ذَكَرٍ. 16نُعْطِيكُمْ بَنَاتِنَا وَنَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِكُمْ، وَنَسْكُنُ مَعَكُمْ وَنَصِيرُ شَعْبًا وَاحِدًا. 17وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لَنَا، أَنْ تَخْتَتِنُوا، نَأْخُذُ ابْنَتَنَا وَنَمْضِي». (تك 34: 41-17).
والآن دعونا ننظر إلى رد فعل أبناء يعقوب تجاه حمور وابنه شكيم.
18فَحَسُنَ كَلاَمُهُمْ فِي عَيْنَيْ حَمُورَ وَفِي عَيْنَيْ شَكِيمَ بْنِ حَمُورَ. 19وَلَمْ يَتَأَخَّرِ الْغُلاَمُ أَنْ يَفْعَلَ الأَمْرَ، لأَنَّهُ كَانَ مَسْرُورًا بِابْنَةِ يَعْقُوبَ. وَكَانَ أَكْرَمَ جَمِيعِ بَيْتِ أَبِيهِ. 20فَأَتَى حَمُورُ وَشَكِيمُ ابْنُهُ إِلَى بَابِ مَدِينَتِهُِمَا، وَكَلَّمَا أَهْلَ مَدِينَتِهُِمَا قَائِلِينَ: 21«هؤُلاَءِ الْقَوْمُ مُسَالِمُونَ لَنَا. فَلْيَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ وَيَتَّجِرُوا فِيهَا. وَهُوَذَا الأَرْضُ وَاسِعَةُ الطَّرَفَيْنِ أَمَامَهُمْ. نَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِهِمْ زَوْجَاتٍ وَنُعْطِيهِمْ بَنَاتِنَا. 22غَيْرَ أَنَّهُ بِهذَا فَقَطْ يُواتِينَا الْقَوْمُ عَلَى السَّكَنِ مَعَنَا لِنَصِيرَ شَعْبًا وَاحِدًا: بِخَتْنِنَا كُلَّ ذَكَرٍ كَمَا هُمْ مَخْتُونُونَ. 23أَلاَ تَكُونُ مَوَاشِيهِمْ وَمُقْتَنَاهُمْ وَكُلُّ بَهَائِمِهِمْ لَنَا؟ نُواتِيهِمْ فَقَطْ فَيَسْكُنُونَ مَعَنَا». 24فَسَمِعَ لِحَمُورَ وَشَكِيمَ ابْنِهِ جَمِيعُ الْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ، وَاخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ. كُلُّ الْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ. (تك 34: 18-24)
وفي الواقع، كان يهوه الله يطلب الختان كعلامة للعهد عندما قطعه مع إبراهيم. فختن هو وابنه إسماعيل وجميع عبيده الساكنين معه في البيت (تك 17: 23-27). وباعتبار أن عددهم في ذلك الوقت كان لا يقل عن 318 (تك 14: 14)، يُعتقد أنه تم ختانهم في نفس الوقت 320 شخصًا. ومع ذلك، فقد تطور وضع مختلف تمامًا عن ذلك الوقت على النحو التالي.
25فَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِذْ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ أَنَّ ابْنَيْ يَعْقُوبَ، شِمْعُونَ وَلاَوِيَ أَخَوَيْ دِينَةَ، أَخَذَا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ وَأَتَيَا عَلَى الْمَدِينَةِ بِأَمْنٍ وَقَتَلاَ كُلَّ ذَكَرٍ. 26وَقَتَلاَ حَمُورَ وَشَكِيمَ ابْنَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَخَذَا دِينَةَ مِنْ بَيْتِ شَكِيمَ وَخَرَجَا. 27ثُمَّ أَتَى بَنُو يَعْقُوبَ عَلَى الْقَتْلَى وَنَهَبُوا الْمَدِينَةَ، لأَنَّهُمْ نَجَّسُوا أُخْتَهُمْ. 28غَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ وَحَمِيرَهُمْ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ وَمَا فِي الْحَقْلِ أَخَذُوهُ. 29وَسَبَوْا وَنَهَبُوا كُلَّ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ أَطْفَالِهِمْ، وَنِسَاءَهُمْ وَكُلَّ مَا فِي الْبُيُوتِ. (تك 34: 25-29).
أمر الله إبراهيم ونسله أن يختتنوا كوسيلة للبركة، لكن أحفاد أحفاده أساءوا استخدام هذا الختان كوسيلة لقتل الناس. لقد تجاوزت الإجراءات الانتقامية التي قام بها سمعان ولاوي العقوبة المناسبة لجريمتهما. ومن خلال الانتقام، ألحقوا الأذى بالمذنب والأبرياء. وبسبب هذا الحادث، تعرضت عائلة يعقوب بأكملها للخطر. ماذا فعل يعقوب لشمعون ولاوي في هذا الشأن؟ 30فَقَالَ يَعْقُوبُ لِشَمْعُونَ وَلاَوِي: «كَدَّرْتُمَانِي بِتَكْرِيهِكُمَا إِيَّايَ عِنْدَ سُكَّانِ الأَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِيِّينَ، وَأَنَا نَفَرٌ قَلِيلٌ. فَيَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ وَيَضْرِبُونَنِي، فَأَبِيدُ أَنَا وَبَيْتِي».(تك 34: 30). فأجاب سمعان ولاوي يعقوب قائلين:
31فَقَالاَ: «أَنَظِيرَ زَانِيَةٍ يَفْعَلُ بِأُخْتِنَا؟». (تك 34: 31)
كان سمعان ولاوي مترددين في الاعتراف بأنهما أخطأا في انتقامهما. ومع ذلك، واجه جاكوب حقيقة أن أفعالهم وضعت عائلته بأكملها في موقف خطير. في تكوين الإصحاح 34، الذي نقرأه اليوم، كان كل شيء يحدث دون ذكر الله على الإطلاق. ومع ذلك، في الفصل 35 من سفر التكوين، يتم تقديم الكلمات التي أعطاها يهوه الله ليعقوب عندما جاء إليه على النحو التالي.
1ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتَِ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ، وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أَخِيكَ». (تك 35: 1).
"بيت إيل" هو المكان الذي دعاه يعقوب "مكانًا جديدًا" أي "بيت الله"، عندما مكث هناك ليلة قبل 20 عامًا (تكوين 1:28-22). وكان اسم بيت إيل الأصلي لوز. كان لدى بيت إيل حلم خاص جدًا هناك في ظل الظروف التالية.
10فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ. 11وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَاضْطَجَعَ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ. 12وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. 13وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. 14وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا وَشَمَالاً وَجَنُوبًا، وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. 15وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ». (تك 28: 10-15).
بعد رؤية مثل هذا الحلم، يتصرف يعقوب على النحو التالي:
16فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!». 17وَخَافَ وَقَالَ: «مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ». 18وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ. 19وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ»، وَلكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً كَانَ لُوزَ. 20وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ، 21وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلهًا، 22وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ». (تك 28: 16-22).
لماذا زارت الملائكة يعقوب؟ وذلك لأنه أصبح الممثل الضمني لإسرائيل المستقبلية. الحجة التالية مبنية على تعليق الترجوم وحاخامات اليهود على سفر التكوين الذي يقول إن صورة يعقوب محفورة على عرش مجد الله.
"إن الملائكة في السماء فضوليون للغاية لأن الله الجالس على العرش مقدس للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون رؤية صورة يعقوب المنحوتة على العرش مباشرة. ولكن منذ اللحظة التي خرج فيها يعقوب من بيت أبيه لتجنب حضور أخيه الأكبر عيسو، رافقته الملائكة. ولما وصل يعقوب إلى مكان يقال له لوز، أخذ وسادة حجرية ونام، وللوقت صعد الملائكة على سلم من الأرض يدعى لوز إلى السماء، وأخبروا رفاقهم الملائكة الذين كانوا ينتظرون عند عرش الله أن يروا يعقوب وطلبت منهم أن ينزلوا بسرعة وينظروا، فنزلت الملائكة ورأوها ثم صعدوا إلى السماء".
إن موضوع اهتمام الملائكة في السماء هو شعب الله المخلص. ويثبت ذلك من خلال الكلمات التالية:
14أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!
(العبرانيين 1: 14)
ويعقوب، حفيد إبراهيم، الذي دُعي أباً لجميع الأمم، كان أكرم عند الملائكة. وذلك لأن أبنائه الاثني عشر أصبحوا رؤساء اثني عشر سبطًا، وتأسست مملكة يهوذا من خلال ثلاث مراسم تتويج لداود، من نسل يهوذا، الابن الرابع. في الحلم الذي حلم به يعقوب أثناء نومه، ظهر الضمير "هو" مرتين. معظم الترجمات تترجمها على أنها تشير إلى أدناه وسلم.
"وكان ملائكة الله يصعدون وينزلون على السلم" (تكوين 28: 12ب)
"وَوَقَفَ عَلَيْهَا الرَّبُّ" (تك 28: 13 أ).
لكن الترغوم الآراميين الثلاثة وحاخامات اليهود فسروا الضمير "هو" على أنه ضمير شخصي يشير إلى "يعقوب" وليس "سلم". في قواعد اللغة العبرية، يمكن ترجمة كلمة "هو" على أنها "على السلم" (عليه) و"عليه" (على "يعقوب"). لقد فسر يسوع الضمير "هو" على أنه يعقوب. لقد أكدنا ذلك من خلال عدة محادثات أجراها يسوع مع نثنائيل. عندما التقى به يسوع لأول مرة، قال له:
«هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ». (يوحنا 1: 47ب)
هذا إسرائيلي أصيل لا شكَّ فيه (يوحنا 1: 47ب، الكتاب الحياة).
يبدو أن نثنائيل كان محرجًا جدًا لأنه ظن أن يسوع يمدحه كثيرًا ويشبهه بجده يعقوب. فسأل يسوع هذا السؤال:
«مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟» (1: 48 أ)
فهل قارن يسوع نثنائيل بأبيه يعقوب لتسبيحه؟ هذا السؤال مهم جدا. لقد رأينا بالفعل الأسبوع الماضي أن هذا لم يكن هو الحال. دعونا نتحقق مرة أخرى اليوم بينما نركز على المحادثة المستمرة بين يسوع ونثنائيل.
«قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ، رَأَيْتُكَ». (يوحنا 1: 48)
ولم يكن من قبيل الصدفة أن يرى يسوع نثنائيل وهو تحت التينة. لقد تجاوز يسوع الزمان والمكان، بل ونظر إلى موضوع تأمله وصلاته. في العهد القديم، كانت شجرة التين في كثير من الأحيان رمزًا للمنزل أو الرخاء (على سبيل المثال، 1 ملوك 4: 25؛ إشعياء 36: 16؛ زكريا 3: 10). في النصوص الحاخامية، يرتبط ظل شجرة التين أيضًا بمكان للتأمل والصلاة لبني إسرائيل. فاعترف نثنائيل بإيمانه بالمسيح هكذا.
49أَجَابَ نَثَنَائِيلُ وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» (يوحنا 1:49).
قال يسوع هذا لنثنائيل، الذي اعترف بإيمانه بهذه الطريقة:
50أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ آمَنْتَ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ التِّينَةِ؟ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هذَا!» (يوحنا 1: 50).
وهذا يعني أن هناك "عملاً أعظم" سيُظهره يسوع لنثنائيل في المستقبل من "العمل العظيم" الذي أظهره لنثنائيل بالفعل. إذًا ما هي على وجه التحديد "العظائم" التي أظهرها له يسوع بالفعل؟ وهذا ما دفعه إلى الاعتراف بالإيمان بيسوع. هذا هو بالضبط ما نظر إليه يسوع نفسه، حتى موضوع تأمله وصلاته التي كانت له تحت شجرة التين، متجاوزًا الزمان والمكان. في ذلك الوقت، كان هناك أناس يستمعون إلى الحديث الذي دار بين يسوع ونثنائيل. وكانوا رفاقه: فيلبس وسمعان بطرس وأندراوس ويوحنا. في ذلك الوقت، لا بد أنهم كانوا يغارون منه بشدة. وأيضًا، لا بد أنهم كانوا فضوليين للغاية بشأن الكلمات التي كان يتأمل فيها تحت شجرة التين، وما هي المواضيع التي كان يصلي من أجلها والتي جعلت يسوع يقدرها. وفوق كل شيء، لا بد أنهم كانوا أكثر فضولاً بشأن "الأمور الأعظم" التي أراد يسوع أن يريه إياها. عندها قال يسوع له ولجميع رفاقه أنه سيريهم "أمورا أعظم".
51وَقَالَ لَهُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَمَلاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ». (يوحنا 1: 51).
وهنا من خلال كلمة "لكم" يمكننا أن نؤكد أن يسوع لم يكن يتحدث إلى نثنائيل فقط، بل إلى جميع رفاقه. وهنا يشير "ابن الإنسان" إلى يسوع نفسه. لقد طرحنا سابقًا مرارًا وتكرارًا مسألة ما إذا كان يسوع قد قارن نثنائيل بيعقوب. ففكر نثنائيل في نفسه، وسأل يسوع في حيرة شديدة: «كيف تعرفني؟» ومع ذلك، فإن الشيئين اللذين أراد يسوع المقارنة بينهما لم يكونا يعقوب ونثنائيل، ولا السلم ويسوع نفسه، بل يعقوب ويسوع نفسه. أخبر يسوع تلاميذه أنهم سيرون ملائكة الله يصعدون وينزلون عليه كما صعدوا ونزلوا على يعقوب. لذلك، يمكننا أن نرى أن يسوع فسر الضمير "هو" ليشير إلى يعقوب، وليس إلى السلم.
منذ الأسبوع الماضي، تساءلنا مرارًا وتكرارًا لماذا قال يسوع، أثناء حديثه مع نثنائيل، شيئًا يذكره هو ورفاقه بيعقوب. وذلك لأنه، كما أسس يهوه الله إسرائيل في العهد القديم على أساس أبناء يعقوب الاثني عشر، أراد يسوع أن يؤسس كنيسته حول تلاميذه الاثني عشر. ولهذا الغرض، عيَّن يسوع أولاً خمسة تلاميذ، يمثلهم نثنائيل. وأصبحوا مركز التلاميذ الاثني عشر الذين أقامهم يسوع. إذا كان إسرائيل في العهد القديم نبوة وظلاً، فإن الكنيسة في العهد الجديد هي التحقيق والواقع. في عصر العهد الجديد، كنيسة يسوع، المكونة من تلاميذه، هي إسرائيل الحقيقية وشعب الله الحقيقي. لذلك، فإن العهد القديم والعهد الجديد مرتبطان عضويًا وكلاهما كلمتان حيتان لإلهنا.
الآن دعونا نواصل قصة يعقوب وعائلته. وسرعان ما ذهب إلى بيت إيل بعد أن اغتصبت دينة. حدثت هذه الحادثة بعد حوالي 20 سنة من دعوة راعوث بيت إيل. فقال له الرب الإله نفسه في بيت إيل:
1ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتَِ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ، وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أَخِيكَ». (تك 35: 1).
ماذا فعل يعقوب حيال ذلك؟
. 2فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ. 3وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، فَأَصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي، وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ». (تك 35: 2-3).
كان رد فعل عائلته على عرض يعقوب والوضع في ذلك الوقت كما يلي.
4فَأَعْطَوْا يَعْقُوبَ كُلَّ الآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَالأَقْرَاطَِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ، فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ. 5ثُمَّ رَحَلُوا، وَكَانَ خَوْفُ اللهِ عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَهُمْ، فَلَمْ يَسْعَوْا وَرَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ. (تك 35: 4-5).
وأخيرا، وصل يعقوب ورفاقه إلى لوز، أو بيت إيل، في أرض كنعان. ماذا فعلوا هناك؟
6فَأَتَى يَعْقُوبُ إِلَى لُوزَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَهِيَ بَيْتُ إِيلَ. هُوَ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ. 7وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا، وَدَعَا الْمَكَانَ «إِيلَ بَيْتِ إِيلَ» لأَنَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ. 8وَمَاتَتْ دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ وَدُفِنَتْ تَحْتَ بَيْتَ إِيلَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ، فَدَعَا اسْمَهَا «أَلُّونَ بَاكُوتَ». 9وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ أَيْضًا حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَِ أَرَامَ وَبَارَكَهُ. 10وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ «إِسْرَائِيلَ». 11وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ. أُمَّةٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ، وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ. 12وَالأَرْضُ الَّتِي أَعْطَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ، لَكَ أُعْطِيهَا، وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أُعْطِي الأَرْضَ». 13ثُمَّ صَعِدَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ. 14فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ، عَمُودًا مِنْ حَجَرٍ، وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبًا، وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتًا. 15وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ «بَيْتَ إِيلَ».(تك 35: 6-15).
ظهر يهوه الله شخصيًا ليعقوب في بيت إيل وأكد مرة أخرى أن اسمه سيكون إسرائيل. فأقام عمودا في بيت إيل، عمودا من حجر، وصب عليه سكيبا، وصب عليه زيتا، ودعا اسم المكان الذي تكلم فيه الله معه بيت إيل. ثم حدث هذا له.
16ثُمَّ رَحَلُوا مِنْ بَيْتِ إِيلَ. وَلَمَّا كَانَ مَسَافَةٌ مِنَ الأَرْضِ بَعْدُ حَتَّى يَأْتُوا إِلَى أَفْرَاتَةَ، وَلَدَتْ رَاحِيلُ وَتَعَسَّرَتْ وِلاَدَتُهَا. 17وَحَدَثَ حِينَ تَعسَّرَتْ وِلاَدَتُهِا أَنَّ الْقَابِلَةَ قَالَتِ لَهَا: «لاَ تَخَافِي، لأَنَّ هذَا أَيْضًا ابْنٌ لَكِ». 18وَكَانَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهَا، لأَنَّهَا مَاتَتْ، أَنَّهَا دَعَتِ اسْمَهُ «بَنْ أُونِي». وَأَمَّا أَبُوهُ فَدَعَاهُ «بَنْيَامِينَ». 19فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي طَرِيقِ أَفْرَاتَةَ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ. 20فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا عَلَى قَبْرِهَا، وَهُوَ «عَمُودُ قَبْرِ رَاحِيلَ» إِلَى الْيَوْمِ.(تك 35: 16-22).
وأخيرًا، أنجب يعقوب ابنًا، بنيامين، من زوجته الحبيبة راحيل. فكان عدد بنيه اثني عشر. إلا أن راحيل ماتت بسبب آلام الولادة وصعوبة عملية الولادة. ووقعت حادثة اضطجع فيها رأوبين الابن الأكبر ليعقوب مع بلهة سرية يعقوب.
21ثُمَّ رَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ وَرَاءَ مَجْدَلَ عِدْرٍ. 22وَحَدَثَ إِذْ كَانَ إِسْرَائِيلُ سَاكِنًا فِي تِلْكَ الأَرْضِ، أَنَّ رَأُوبَيْنَ ذَهَبَ وَاضْطَجَعَ مَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةِ أَبِيهِ، وَسَمِعَ إِسْرَائِيلُ.(تك 35: 21-22).
وهنا، دعونا ننظم أسماء أبناء يعقوب الاثني عشر.
23بَنُو لَيْئَةَ: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ، وَشِمْعُونُ وَلاَوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ. 24وَابْنَا رَاحِيلَ: يُوسُفُ وَبَنْيَامِينُ. 25وَابْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانُ وَنَفْتَالِي. 26وَابْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادُ وَأَشِيرُ. هؤُلاَءِ بَنُو يَعْقُوبَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي فَدَّانَ أَرَامَ. (تك 35: 23-26).
وأخيراً عاد يعقوب إلى أبيه إسحاق.
27وَجَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى مَمْرَا، قَِرْيَةِ أَرْبَعَ، الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ، حَيْثُ تَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ. 28وَكَانَتْ أَيَّامُ إِسْحَاقَ مِئَةً وَثَمَانِينَ سَنَةً. 29فَأَسْلَمَ إِسْحَاقُ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ، شَيْخًا وَشَبْعَانَ أَيَّامًا. وَدَفَنَهُ عِيسُو وَيَعْقُوبُ ابْنَاهُ. (تك 35: 27-29).
والآن، أخيرًا، نود أن ننظر إلى كلمات الوصية التي تركها يعقوب لأبنائه في تكوين الإصحاح 49.
1وَدَعَا يَعْقُوبُ بَنِيهِ وَقَالَ: «اجْتَمِعُوا لأُنْبِئَكُمْ بِمَا يُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ. 2اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا يَا بَنِي يَعْقُوبَ، وَاصْغَوْا إِلَى إِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ:
3رَأُوبَيْنُ، أَنْتَ بِكْرِي، قُوَّتِي وَأَوَّلُ قُدْرَتِي، فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ. 4فَائِرًا كَالْمَاءِ لاَ تَتَفَضَّلُ، لأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى مَضْجَعِ أَبِيكَ. حِينَئِذٍ دَنَّسْتَهُ. عَلَى فِرَاشِي صَعِدَ
5شِمْعُونُ وَلاَوِي أَخَوَانِ، آلاَتُ ظُلْمٍ سُيُوفُهُمَا. 6فِي مَجْلِسِهِمَا لاَ تَدْخُلُ نَفْسِي. بِمَجْمَعِهِمَا لاَ تَتَّحِدُ كَرَامَتِي. لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلاَ إِنْسَانًا، وَفِي رِضَاهُمَا عَرْقَبَا ثَوْرًا. 7مَلْعُونٌ غَضَبُهُمَا فَإِنَّهُ شَدِيدٌ، وَسَخَطُهُمَا فَإِنَّهُ قَاسٍ. أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ، وَأُفَرِّقُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ. 8يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ، يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. 9يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ، مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي، جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ. مَنْ يُنْهِضُهُ؟ 10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ. 11رَابِطًا بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ، وَبِالْجَفْنَةِ ابْنَ أَتَانِهِ، غَسَلَ بِالْخَمْرِ لِبَاسَهُ، وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ. 12مُسْوَدُّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ، وَمُبْيَضُّ الأَسْنَانِ مِنَ اللَّبَنِ. 13زَبُولُونُ، عِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ يَسْكُنُ، وَهُوَ عِنْدَ سَاحِلِ السُّفُنِ، وَجَانِبُهُ عِنْدَ صَيْدُونَ. 14يَسَّاكَرُ، حِمَارٌ جَسِيمٌ رَابِضٌ بَيْنَ الْحَظَائِرِ. 15فَرَأَى الْمَحَلَّ أَنَّهُ حَسَنٌ، وَالأَرْضَ أَنَّهَا نَزِهَةٌ، فَأَحْنَى كَتِفَهُ لِلْحِمْلِ وَصَارَ لِلْجِزْيَةِ عَبْدًا.
هذه كانت كلمات نبوة يعقوب عن أبنائه الستة الذين ولدوا لليئة. الابن الأول، روبن، حُرم من حقه البوري بسبب جريمته. كما ارتكب الابنان الثاني والثالث خطايا في عملية حل قضية صحة أختهم دينة، فلم يرثوا البكورية، وحصل الابن الرابع، يهوذا، على حق البكورية. وبهذه الطريقة، أُعلن العهد الذي وعد به يهوه الله لإبراهيم كنبوة عن مملكة يهوذا بأنه سيتم إنشاء ملك في نسل يهوذا، الابن الرابع ليعقوب، حفيده. بدأ تحقيق هذه النبوة من خلال داود، سليل سبط يهوذا، ويتم تحقيقها بالكامل من خلال يسوع المسيح، ابن الله، الذي جاء إلى هذه الأرض من نسل داود.
16دَانُ، يَدِينُ شَعْبَهُ كَأَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 17يَكُونُ دَانُ حَيَّةً عَلَى الطَّرِيقِ، أُفْعُوانًا عَلَى السَّبِيلِ، يَلْسَعُ عَقِبَيِ الْفَرَسِ فَيَسْقُطُ رَاكِبُهُ إِلَى الْوَرَاءِ. 18لِخَلاَصِكَ انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ.
أما دان فهو ابن يعقوب من بلهة جارية راحيل.
19جَادُ، يَزْحَمُهُ جَيْشٌ، وَلكِنَّهُ يَزْحَمُ مُؤَخَّرَهُ. 20أَشِيرُ، خُبْزُهُ سَمِينٌ وَهُوَ يُعْطِي لَذَّاتِ مُلُوكٍ.
أما جاد وأشير فابنا يعقوب من زلفة جارية ليئة.
21نَفْتَالِي، أَيِّلَةٌ مُسَيَّبَةٌ يُعْطِي أَقْوَالاً حَسَنَةً.
ونفتالي هو ابن يعقوب من بلهة جارية راحيل.
22يُوسُفُ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ. 23فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. 24وَلكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ، 25مِنْ إِلهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ، وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ، تَأْتِي بَرَكَاتُ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَبَرَكَاتُ الْغَمْرِ الرَّابِضِ تَحْتُ. بَرَكَاتُ الثَّدْيَيْنِ وَالرَّحِمِ. 26بَرَكَاتُ أَبِيكَ فَاقَتْ عَلَى بَرَكَاتِ أَبَوَيَّ. إِلَى مُنْيَةِ الآكَامِ الدَّهْرِيَّةِ تَكُونُ عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ، وَعَلَى قِمَّةِ نَذِيرِ إِخْوَتِهِ. 27بَنْيَامِينُ ذِئْبٌ يَفْتَرِسُ. فِي الصَّبَاحِ يَأْكُلُ غَنِيمَةً، وَعِنْدَ الْمَسَاءِ يُقَسِّمُ نَهْبًا».
يوسف وبنيامين هما ابنا يعقوب المولودين من زوجته الحبيبة راحيل.
28جَمِيعُ هؤُلاَءِ هُمْ أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ الاثْنَا عَشَرَ. وَهذَا مَا كَلَّمَهُمْ بِهِ أَبُوهُمْ وَبَارَكَهُمْ. كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ بَرَكَتِهِ بَارَكَهُمْ. 29وَأَوْصَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا أَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِي. اِدْفِنُونِي عِنْدَ آبَائِي فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ. 30فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ، الَّتِي أَمَامَ مَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ مُلْكَ قَبْرٍ. 31هُنَاكَ دَفَنُوا إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ امْرَأَتَهُ. هُنَاكَ دَفَنُوا إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ امْرَأَتَهُ، وَهُنَاكَ دَفَنْتُ لَيْئَةَ. 32شِرَاءُ الْحَقْلِ وَالْمَغَارَةِ الَّتِي فِيهِ كَانَ مِنْ بَنِي حِثَّ». 33وَلَمَّا فَرَغَ يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ بَنِيهِ ضَمَّ رِجْلَيْهِ إِلَى السَّرِيرِ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.
وفيما يتعلق بحادثة اغتصاب ابنته دينة، ذكر يعقوب فقط لعنة على ولديه، شمعون ولاوي، ولم يوجه أي كلمة أخيرة لدينة. وفي الحقيقة، لا توجد أي مقالات عن دينا على الإطلاق بعد حادثة الاغتصاب.
في هذه الأثناء، لم يُقم يسوع تلاميذه الاثني عشر فحسب، بل أقام أيضًا عدة تلميذات. على أية حال، مثلما أسس يهوه الله إسرائيل في العهد القديم على أساس أبناء يعقوب الاثني عشر، أراد يسوع أن يؤسس كنيسته حول تلاميذه الاثني عشر. ولهذا الغرض، عيَّن يسوع أولاً خمسة تلاميذ، يمثلهم نثنائيل. وأصبحوا مركز التلاميذ الاثني عشر الذين أقامهم يسوع. وعلى وجه الخصوص، خلال العديد من المحادثات مع نثنائيل، جعله يسوع ورفاقه يتذكرون حوادث مختلفة مع يعقوب. إذا كان إسرائيل في العهد القديم نبوة وظلاً، فإن الكنيسة في العهد الجديد هي التحقيق والواقع. في عصر العهد الجديد، كنيسة يسوع، المكونة من تلاميذه، هي إسرائيل الحقيقية وشعب الله الحقيقي. لذلك، فإن العهد القديم والعهد الجديد مرتبطان عضويًا وكلاهما كلمتان حيتان لإلهنا. نريد أن نؤكد هذه الحقيقة من خلال "دراسة اليوم الخامس من الأسبوع الأول من الخليقة الجديدة ولقب يسوع الذاتي’ابن الإنسان‘".