Wed | 2012.May.30

إهمال الخلاص


فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ ( عب ٢: ٣ )

هذا الخلاص لا حدود لعظمته، والمفروض والواجب أن خلاص بهذه العظمة لا بد أن يُقبل، فيقول الرسول بولس: «صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول: أن المسيح يسوع جاء إلى العالَم ليخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا» ( 1تي 1: 15 ).

أرجو أن تلاحظ عزيزي القارئ أن الإنجيل ليس هو فقط دعوة للخطاة أن يأتوا للمسيح، أو إعلان الأخبار السارة للهالكين – مع أنه كذلك – لكنه أيضًا هو أمر إلهي أو هو طلب بسلطان إلهي موجه للخطاة، غايته توبتهم وبركتهم: «فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيًا عن أزمنة الجهل» ( أع 17: 30 )، وقيل أيضًا: «وللقادر أن يثبِّتكم حسب إنجيلي والكرازة بيسوع المسيح حسب إعلان السر الذي كان مكتومًا في الأزمنة الأزلية ولكن ظهر الآنَ وَأُعْلِمَ بِهِ جَمِيعُ الأُمَمِ بالكتب النبوية حسب أمر الإله الأزلي لإطاعة الإيمان» ( رو 16: 26 ،25). إذًا من العجيب والغريب أن يُهمل هذا الخلاص العظيم، وأن يُقابَل هذا الأمر الإلهي بالرفض. ومن المُلفت للنظر أن الكلمة اليونانية المترجمة «أهملنا» في عبرانيين2: 3 هي عينها التي جاءت بمعنى «تهاونوا» في متى22: 5، في مثل عرس ابن الملك، حيث أرسل عبيده إلي المدعوين يرَّغبهم للحضور: فلقد ذبح ثيرانه ومُسمَّناته، وأعد كل شيء، لكن ما أقساها كلمة «تهاونوا»، فهي تحمل معها كل الاحتقار وعدم الاعتبار لدعوة الملك الكريم، فكان لا بد أن يطولهم أقسى أنواع العقاب «فلما سمع الملك غضِبَ وأرسل جنوده وأهلك أولئك القاتلين وأحرق مدينتهم» ( مت 22: 7 ).

عزيزي ..لا نجاة من العقاب لمَن يهمل الخلاص الإلهي العظيم، ولا مفرّ من الدينونة لمَن رفض بإصرار الأمر الإلهي بالتوبة الموجَّه إليه، كما هو مكتوب: «والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» ( يو 3: 18 )، «فما هي نهاية الذين لا يطيعون إنجيل الله؟ وإن كان البار بالجُهد يخلُص، فالفاجر والخاطئ أين يظهران؟» ( 1بط 4: 18 ،17) وأيضًا: «في نار لهيب، مُعطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يُطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح» ( 2تس 1: 8 ). ليتك تقبله الآن، ولتكُف عن الرفض والعصيان.


ارجعوا للرب حالاً واطلبوا منه الخلاص
واسمهُ علَّوا واهدوا الـ سبحَ من دانٍ وقاصْ


عادل حبيب



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6