Mon | 2012.May.28

الانتقاد والشكاية


أَمْ أَخْطَأْتُ .. لأَنِّي بَشَّرْتُكُمْ مَجَّانًا ..؟.. وَلَكِنْ مَا أَفْعَلُهُ.. لأَقْطَعَ فُرْصَةَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ فُرْصَةً كَيْ يُوجَدُوا كَمَا نَحْنُ ( ٢كو ١١: ٧ ، ١٢)

كان الرسول يواجه أمرًا ينبغي أن يتوقعه كل من يقوم بخدمة الرب؛ أعني الانتقاد من جانب القديسين. كان الانتقاد الموجَّه إلى الرسول بولس أنه بشَّرهم بالإنجيل مجانًا، أي أنه لم يتلق أي دعم مادي منهم. ولكن الرسول كان يعلم أنه إذا قَبِلَ منهم دعمًا ما فإنه سيظل يُلاقي الانتقاد أيضًا، لذلك فضَّلَ الانتقاد لأجل السبب الأول، وعمل صانعًا للخيام، وقَبِلَ العطاء المُقدَّم من بعض الكنائس الأخرى كي يقطع الفرصة للانتقاد لأجل السبب الثاني «أم أخطاتُ خطية ... لأني بشَّرتكم مجانًا بإنجيل الله؟ ... ولكن ما أفعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن أيضًا في ما يفتخرون به» ( 2كو 11: 7 ، 12).

لقد واجه الرب يسوع الانتقاد لأنه «يأكل ويشرب»، في حين انتُقد يوحنا المعمدان لأنه «لا يأكل ولا يشرب» ( مت 11: 18 ، 19)، ومن ذلك يتضح أنه مُحال تجنب الانتقاد، بغض النظر عن الطريق الذي اخترته.

والانتقاد في حقيقته شكل من أشكال الشكاية التي يقوم بها أصلاً الشيطان عدونا «المُشتكي على إخوتنا» ( رؤ 12: 10 )، وهو يستخدم هذا السلاح كي يحطم الشهادة بتثبيط همة خدامه وإخافتهم من المضي قُدمًا في طريق الخدمة .. وإلا فماذا يفعل الذين يخافون الانتقاد سوى الكف عن الخدمة؟! أَ ليس هذا ما نفعله في ضعفنا، إذ نفضل تجنب الانتقاد عن إكرام الرب وخدمته؟!

عزيزي: هل تنتقد الآخرين؟ كن أمينًا في إجابتك! إن نعم، فأنت تعمل عمل الشيطان بالضبط «الشيطان... المشتكي على إخوتنا، الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارًا وليلاً» ( رؤ 12: 9 ، 10).

هل تسمع الناس تنتقد؟ إن نعم، وبّخهم مُذكرًا إياهم بالآية: «مَنْ أنت الذي تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه يثبت أو يسقط. ولكنه سيثبت، لأن الله قادر أن يُثبِّته» ( رو 14: 4 ).

هل أنت هدف لانتقاد ظالم؟ ... إذًا تمثّل بالرب يسوع المسيح، وبيوحنا المعمدان، وببولس الرسول، وتجاهل الانتقاد، واستمر في العمل لإكرام الرب والشهادة له.


لا كبرياءَ لا حسَدْ لا ظن سوءٍ في أحدْ
بل بركاتٌ ومَددْ في الحُبِ ما طالَ الأمَدْ


أ. هـ. كروسبي



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6