Wed | 2012.May.16

أَقمصة مِن جِلْد


وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا ( تك ٣: ٢١ )

في تكوين3: 21 نرى صورة رمزية عن خلاص الخاطئ. إنها العظة الأولى في الكتاب التي تقدِّم لنا حق الإنجيل، ليس في كلمات، لكن في رموز وأفعال. وهنا نرى تحديد معالم الطريق الذي به يستطيع الإنسان الخاطئ أن يعود ويقترب من الخالق القدوس، وفيه نرى الإعلان الواضح للحقيقة الأساسية أنه «بدون سفك دم لا تحصُل مغفرة!» ( عب 9: 22 ). كذلك نرى هنا الإعلان الأول عن حقيقة البدليَة: البار يموت بدل المُذنب.

قبل السقوط حدَّد الله أجرة الخطية «يومَ تأكل منها موتًا تموت». الله بار، وهو كديان كل الأرض لا يصنع إلا العدل. وبعد أن حدث التعدي على وصيته طلب العدل الإلهي تنفيذ العقوبة، لكن هل يتخطى العدل الرحمة؟ وهل لا توجد وسيلة أخرى بها تستطيع النعمة أن تملك بالبر؟! مبارك الله، كانت عنده طريقة، لقد أرادت الرحمة أن تُنجي المُذنب، لكن لأن العدل يطالب بالموت، كان لا بد أن يأخذ آخر مكان المُذنب ليموت عوضًا عنه «وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما»، فمن أين كان له هذا الجلد إلا بذبح الحيوانات وسفك دمها، وتقديم حياتها. وبهذه الطريقة تم الحصول على الأقمصة التي بها غطى الله عري الخاطئ الساقط. ومغزى هذا الرمز واضح، فهذا ما حدث بموت ابن الله. فقد وضع الرب يسوع حياته لأجل الخراف لِيَكُون الله بارًا «ويُبرِّر مَن هو من الإيمان بيسوع» ( رو 3: 26 ).

ما أجمل وما أكمل الرمز! الرب الإله هو الذي أعدّ الجلود، وصنع منها القمصان، وغطى بها أبوينا الأولين. إنهما لم يفعلا شيئًا. الله هو الذي عمل كل شيء، أما هما فلم يفعلا إلا قبول ما أعده الله لهما. ونفس هذا الحق المبارك نراه موضحًا في مَثَل الابن الضال. فعندما رجع تائبًا معترفًا بخطيته، أظهر له أبوه نعمته «فقال الأب لعبيده: أَخرجوا الحُلَّة الأولى وألبسوه، واجعلوا خاتمًا في يدهِ، وحذاءً في رجليه» ( لو 15: 22 ). الابن الضال لم يفعل شيئًا ليعد الحُلَّة لنفسه، بل ولم يَقُم هو بلبس الحُلَّة المُعدَّة. لقد عُمِل له كل شيء، وهكذا الحال مع كل خاطئ «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله» ( أف 2: 8 ). لذلك يحق لنا أن نترنم: «فرحًا أفرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثيابَ الخلاص. كساني رداء البر، مثل عريس يتزيَّن بعِمامة، ومثل عروس تتزيَّن بحُليِّها» ( إش 61: 10 ).


آرثر بنك



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6